بلغ إنتاج الجزائر من الأسمدة والمخصبات 1.8 مليون طن سنويا، يوجه 99 بالمائة منها إلى الأسواق الأوروبية والدولية من طرف الشركة الاسبانية للأسمدة والمخصبات "فريتال" التابعة لشركة "فيرتبيريا"، وهي فرع المجموعة الإسبانية "فيلار مير" التي حصلت على 66 بالمائة من أسهم شركة "أسميدال" عنابة سنة 2008، حيث تستغل الشركة الاسبانية صعوبة التوزيع في السوق المحلية بحجة الظروف الأمنية والمخاوف من حصول الجماعات الإرهابية على الأسمدة صناعة المتفجرات. * وطالب الأمين العام لاتحاد الفلاحين محمد عليوي في تصريحات ل"الشروق" بحل عاجل لمشكل الأسمدة، مؤكدا أن الشركة الإسبانية أصبحت تتحكم في تسويق الأسمدة وتبيعها للفلاحين كما تشاء، وتموّل السوق الوطنية كما تشاء.ويبلغ إنتاج الشركة الاسبانية بعنابة 1.8 مليون طن، يوجه 1.7 مليون طن للتصدير، ويتم توزيع 100 ألف طن محليا لتلبية الطلب الخاص بمساحات مزروعة تناهز 9 ملايين هكتار سنويا. ولإبطال الحجة الأمنية، طالب عليوي، الشركة المنتجة بمزج الأسمدة بالمياه وبيعها للتعاونيات الفلاحية المعتمدة تحت مراقبة وزارتي الطاقة والمناجم والدفاع، حتى لا يتم القضاء نهائيا على القطاع الفلاحي الوطني الذي تضرر بسبب تراجع كميات الأسمدة والمخصبات وخاصة فرع إنتاج الحبوب إلي تراجع بحدة خلال الموسم الأخير إلى اقل من 42 مليون قنطار على مساحة 6 ملايين هكتار، بالمقارنة مع 84 مليون قنطار بالمغرب الذي لا يتوفر على الإمكانات المالية التي تتوفر عليها الجزائر لدعم قطاع الفلاحة، وتبلغ المساحة المزروعة في المغرب 5 ملايين هكتار. وبعد خوصصة الحكومة لمصنع "أسميدال" عنابة لصالح الشركة الاسبانية، تحاول "سوناطراك" منذ 2008 إقامة مصانع جديدة بمنطقة ارزيو ومرسى الحجاج بالشراكة مع شركات اسبانية وعمانية ومصرية، إلا أن تغيير شروط الاستثمار بموجب قانون المالية التكميلي لسنة 2009 سبب مشاكل كبيرة لإتمام المشاريع وخاصة مصنع اراسكوم للأسمدة الذي تم انجازه من طرف شركة "سورفيرت" بالجزائر منتهية. ويسمح مصنع اوراسكوم لإنتاج "الأمونيا يوريا" بولاية وهران بطاقة 1.3 مليون طن سنويا و800 ألف طن من اليوريا، في تغطية جزء هام من الاحتياجات الوطنية من الأسمدة. وتبلغ مساهمة أوراسكوم للإنشاء والصناعة 51 ٪ من رأس مال الشركة، مقابل 49 ٪ لمجموعة سوناطراك التي تعرقل عملية زيادة رأسمال الشركة التي قامت بانجاز المصنع بالجزائر بالتعاون مع الشركة الألمانية UHDE المتخصصة في تكنولوجيا صناعة اليوريا من أجل تصميم وتوريد وإنشاء المصنع بالمنطقة الصناعية أرزيو، وهو المصنع الثاني لمجموعة أوراسكوم بعد شرائها للشركة المصرية للأسمدة التي تملكها مجموعة "أبراج كابيتال" بقيمة 1.59 مليار دولار.