تجنّد عدد من شباب العائلات المنكوبة أمام مركز الإيواء المركزي بمدينة البيض، لأجل قطع الطريق أمام عدد من الانتهازيين الذين جاؤوا من عدد من البلديات والقرى النائية التابعة لولاية البيض بشعار "كول وادفى وتدي سكنى"، حيث كشف شهود عيان، عن وجود أكثر من 500 فرد اندسوا وسط العائلات المنكوبة، التي تم ترحيلها إلى 4 مؤسسات تربوية في بادئ الأمر، حيث إرتفع عدد العائلات من 70 عائلة في أول يوم إلى ما يفوق 250 عائلة، في حين بقي عدد من المنكوبين وسط منازلهم المنهارة لقطع الطريق أمام عدد من اللصوص الذين استغلوا الظرف ليسرقوا كل ما طالته يدهم، ومنهم من فضل الالتحاق بذويه.
* من جهة أخرى، اندلعت مناوشات بين عناصر الأمن، التي عززت تواجدها بمداخل مراكز العبور بالمؤسسات التربوية والمركز الرئيسي للإيواء، وشباب أرادوا الدخول إلى مركز الإيواء على خلفية تأخر لجان الإحصاء في ضبط القائمة النهائية لمستحقي السكنات. * وفي سياق متصل، فإن المتضررين بتحدثون عن بقاء المساعدات دون مستوى الكارثة، فإلى حد الساعة لم تستجب سوى 5 ولايات لتقديم مساعادت عينية تقدر قيمتها المالية الإجمالية بملياري سنتيم، وأحد الخواص من ولاية النعامة، الذي استجاب لنداءات طلب الدعم والمساعدة، في حين قدم 3 أشخاص شهادتهم ل"الشروق" عن صور تضامن شعبية عظيمة، كالعروس التي تبرعت بجهازها كاملا لعائلة منكوبة، وشيخ ذبح 4 خرفان، وهو كل ما يكسبه، لإطعام جيرانه، أو أفراد من جمعية محلية تقاسمت مؤونة أسرها مع المتضررين، وكذا الصيادلة الخواص الذين تمنكوا من توفير أدوية ما يزيد عن 300 وصفة، في حين سارع تلاميذ وأساتذة عدد من المؤسسات التربوية إلى جمع الكتب المدرسية والأفرشة لفائدة زملائهم من الأساتذة والعمال والتلاميذ المنكوبين. * * ...وتعرض طفلان لصعقة كهربائية وخسائر بالجملة في منطقة الفرعة * تسببت كمية الأمطار المتساقطة ببلدية الأبيض سيد الشيخ في تسرب السيول الجارفة إلى ما يقارب 90 بيتا بحي العتيق بالقصر الغربي، بعدما سدت قنوات صرف المياه، والتي تم إنجازها بأنابيب ضيقة، إلى جانب تكوين برك ومستنقعات، سيما بمنطقة الفرعة، التي أصبحت بحيرة كبيرة تتوسط مدينة الأبيض سيدي الشيخ، عازلة القصر الغربي عن الأحياء الأخرى. * كما تعرض طفلان، تتراوح أعمارهما ما بين 14 و16 سنة، إلى صعقة كهربائية وهما بمحاذاة أعمدة كهربائية مغمورة بالفرعة، في حين غرق مركز المجمع الثقافي الإسلامي، الذي دشن الأسبوع الماضي فقط، في الأوحال، بعدما حاصرته السيول وصعب الدخول له من جميع الجهات. * وأشار مصدر مطلع إلى أن الأشغال التي يقوم بها عمال صينيون لتوصيل شبكات صرف المياه إلى المؤسسة العقابية تسببت في تحويل المياه إلى حي 36 مسكنا، وتضررت به 5 عائلات غمرت السيول بيوتهم عن آخرها، وتم إسعافهم. * وذكر بعض الفلاحين بأن الأمطار تسببت في إتلاف محاصيل الخضر الخريفية، مثل اللفت الأكثر إنتاجا خلال هذا الموسم، ناهيك عن الانجرافات التي مست التربة الصالحة للزراعة بمناطق عدة، منها الرقبة والعقلة والجرف. * للتذكير، فإن معظم فلاحي الأبيض سيدي الشيخ لا يزالون يضمدون الخسائر التي تكبدوها خلال فيضانات 2008، وكثيرهم ينتظر التعويضات إلى حد الساعة بالرغم من حصولهم على قرارات التعويض من الوزارة في وقتها