*تزويد السكنات الجديدة بالماء والكهرباء خلال 10 أيام *إمهال العائلات المنكوبة 3 أيام لمغادرة المدارس نحو مراكز الإيواء *300 مليون سنتيم لتجهيز مركز الإيواء بالتدفئة إنطلقت يوم امس حملات واسعة بمدينة البيض بغرض تنظيف المدينة حيث تحركت الآليات و الشاحنات في كل الاتجاهات من حي القرابة مرورا بقصر بوخواضة الى حدود حي العناصر . العملية التي تشارك فيها مختلف المصالح المحلية بالاضافة الى معدات و عتاد العديد من بلديات الولاية وعتاد ولاية الاغواط الذي قدم لتقديم المساعدة .ووسط هاته الاجواء لزالت تخيم على المدينة ملامح من الحزن الممزوج بالصدمة من هول الفاجعة التي لن تمحى من الاذهان لسنوات قادمة .فحيثما إنتقلت من بيت الى بيت أو من حي الى حي تصادف وجوها تواجه واقعها بصمت وتتالم بشجاعة دون ان تبدي ادنى فزع مما حدت ولسانها لا يكف عن ترديد '' الحمد لله على كل حال ''والتاكيد انه '' قضاء وقدر'' وحتى المناطق التي لم تستطع الآلات والمعدات الدخول اليها لانقطاع الطريق او لضيق الازقة تكفل سكان الحي بتنضيفها بالفؤوس و "المعاول" في ظاهرة من التكافل والتلاحم بينت بصدق شموخ وشهامة سكان المدينة . بعض العائلات صادفناها بقصر بوخواضة وبحي واد الفران تزور بيوتها المحطمة و هي مفجوعة لهول ما حدث وفي عفوية تنقلت بين الحطام باحثة عن اي شيء من متاعها تكون السيول الجارفة قد تركته ورائعها الا ان مساعي الكثير منها سرعان ما تذهب ادراج الرياح ..فمياه السيول لم تترك لا خفيفا ولا ثقيلا الا جرفته معها وحولت عائلات بكاملها الى عائلات بلا ماوى او متاع .المشكل الذي صدفناه مع العائلات التي زرناها بكل الاحياء المتضررة خاصة بحي قصر بوخواضة يتمثل على الخصوص في صعوبة التخلص من الطين و الطمي الذي حملته المياه معها فهي اطنان مكدسة على علو اكثر من 2 مترين ولم تستطع الكثير من العائلات اخراجها ما يجبر الكثير منها المبيت في الشارع خاصة في ظل رفضها التنقل الى المدارس التي استقبلت العائلات المنكوبة بعد ان اختلط بهاته الاخيرة الحابل بالنابل وغزاها طفيليون وانتهازيون من مختلف القرى المجاورة لمدينة البيض بغرض الحصول على سكن على حساب العائلات المنكوبة . وقد حل يوم امس بولاية البيض وفد برلماني هام يتكون من 6 نواب الأمة بغرض تقديم التعازي لسكان الولاية بعد الفياضانات التي ضربت الولاية السبت الماضي و خلفت 11 قتيلا .الوفد البرلماني الذي يقوده السيد بن طالب عز الدين ، نائب رئيس المجلس الشعبي الوطني التقى بوالي الولاية وقدم ما اسماه ''اخلص التعازي من كل نواب الامة واعلن تضامنهم مع مواطني ولاية البيض في المصاب الجلل الذي أصابهم '' .السيد بن طالب اشار الى انه ورغم الدورة الهامة المنعقدة على مستوى البرلمان لمناقشة العديد من القوانين منها مشروع قانون الانتخابات الا انه وزملائه في الغرفة السفلى للبرلمان ابو الا ان يبادروا الى هاته الالتفاتة مؤكدين انهم سيحملون كل انشغالات السكان ، والسلطات المحلية الى الحكومة للتكفل التام بكل المنكوبين و عائلاتهم . وقد باشرت يوم امس 10 لجان شكلها السيد والي الولاية عملها على مستوى الاحياء المتضررة بمدينة البيض على غرار القرابة ، قصر بوخواضة ، واد الفران ، المهبولة و غيرها .اللجان التي انطلقت في العملية تركز دورها على تقييم حجم الاضرار التي اصابت السكنات و تصنيفها وفق مقياس خطورة ودرجة تاثرها بمياه الفيضانات .وقد اعطى السيد الوالي تعليمات صارمة بان تنهي اللجنة عملها خلال 3 ايام وان تضع تقريرها بداية من الاسبوع القادم على مكتبه .ونشير الى ان التقييم الاولي اشار الى انهيار 127 سكن بصورة كلية الا ان المعاينات اللاحقة اثبت ان واقع الارقام بالميدان بعيد عن هذا الرقم بكثير حيث تم تخصيص400 سكن لايواء العائلات الاكثر تضررا خلال الفاتح من نوفمبر القادم حسب السيد والي الولاية فيما سيتم اسكان 400 اخرى قبل نهاية السنة الحالية . وفي هذا الصدد يتكفل كل من مدير الري ، مدير شركة توزيع الكهرباء والغاز بالبيض بايصال الكهرباء والماء للسكنات خلال العشر ايام القادمة .وفي سياق ذي صلة امهل السيد الوالي العائلات التي لجات الى المدارس 3 ايام لمغادرتها نحو مراكز الايواء برفقة اللجان المختصة بعد ان يتم التحقق من انها فعلا منكوبة بمعاينة بيوتها وهذا بغرض فتح المدارس امام التلاميذ لمباشرة الدراسة المتوقفة هذا من جهة ومن جهة الاخرى ياتي القرار بعد ان لاحظ الوالي تزايد عدد الاشخاص داخل المدارس من يوم الى اخر بعد تغلغل الكثير من الطفيليين وسط المنكوبين الحقيقين حيث ان الرقم ارتفع فجاة من 250 عائلة في اليوم الاول إلى 1500 عائلة حالياً . ومن جهة قامت ليلة اول البارحة السلطات المحلية بالبيض بترحيل 9 عائلات متضررة من فيضانات أخرى الى مركز الايواء و العبور الذي تم انجازه على مستوى مصنع الاحذية القديم بمدينة البيض . العملية التي أشار إليها والي الولاية ستتبع باخرى خلال اليومين القادمين من اجل الاسراع في عملية التكفل بكل العائلات المتضررة مع الاشارة الى ان المركز تم تجهيزه بكل اللوازم الضرورية للحياة من مراقد ، دورات للمياه ، قاعات للاستراحة .بالاضافة الى تخصيص غلاف مالي قدره 300 مليون سنتيم من اجل تجهيز المركز بالتدفئة كما تم تجهيز المركز بحافلات لنقل التلاميذ من و الى اقسامهم الدراسية مع توفير الإطعام لهم الذي تكفلت به مديرية النشاط الاجتماعي وفي هذا السياق تم يوم امس نصب علم وطني كبير بطول 35 م وعرض 10 امتار بمركز العبور والايواء الذي استقبل العائلات المنكوبة بالبيض . المبادرة حرصت عليها السلطات المحلية بالبيض للتعبير على ان الدولة الجزائرية واقفة ومتكفلة بابنائها وعائلاتهم ولا ينقصهم اي شيء .ونشير الى ان الالتفاتة لقيت استحسان الكثير من المواطنين خاصة وانها جاءت في هذا الظرف الصعب الذي تمر به الولاية