سقط أكثر من 20 قتيلا وأصيب أزيد من 150 من جنود وأقباط، في اشتباكات مسلحة عنيفة بين أفراد الجيش المصري ومتظاهرين أقباط في العاصمة المصرية القاهرة، احتجاجا على هدم كنيسة في مدينة أدفو بمحافظة أسوان في صعيد مصر، الأسبوع الماضي. * أعلنت وزارة الصحة المصرية في ساعة متأخرة من ليلة أمس، ارتفاع عدد ضحايا المواجهات إلى 19 قتيلا و156 جريح، من بينهم عشرات الجنود في حالات خطيرة، وذكر عادل العدوي، مساعد وزير الصحة للطب العلاجي، أنه من الصعب حصر عدد القتلى والإصابات، ولكن عددهم تجاوزوا ال10، فيما رجح مصدر مسؤول في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط، إمكانية ارتفاع عدد القتلى نظرًا للإصابات الخطيرة التي تعرضت إليها عناصر الجيش. * * وأعلن التلفزيون المصري عن سقوط "شهداء وعشرات المصابين من جنود الجيش، بعد أن أطلق المتظاهرون الأقباط النار عليهم أمام مبنى الإذاعة والتلفزيون في ماسبيرو"، مشيرا إلى أن "المتظاهرين الأقباط يواصلون رشق جنود الجيش والشرطة المكلفين بحماية مبنى ماسبيرو بالحجارة". * * وبدأت المواجهات بعد وصول الآلاف من المتظاهرين الأقباط إلى شارع ماسبيرو أمام مبنى الإذاعة والتلفزيون قادمين في مسيرة جابت عدة شوارع في القاهرة، احتجاجا على هدم مبنى كنيسة لعدم حصوله على تصاريح بمحافظة أسوان، وطالب المتظاهرون بإقالة المحافظ وإقامة الكنيسة مرة أخرى، فيما أكد شهود عيان لوسائل إعلام مصرية وأجنبية أن متظاهرين أقباطا رشقوا قوات الجيش والأمن المركزي الذين يحرسون مبنى الإذاعة والتلفزيون بالحجارة والزجاجات الحارقة، وأشعلوا النار في السيارات، ودخلت قوات الشرطة العسكرية إلى ميدان التحرير لفض المعتصمين الذين حاولوا إقامة متاريس أمام مداخله. * * وكان بعض المتظاهرين مسلحين بأسلحة آلية استولوا عليها من مركبات تابعة للجيش بعد إحراقها، وكذلك قاموا بتدمير ممتلكات خاصة وعامة، حيث ألقى متظاهرون قنابل مولوتوف على مركبات تابعة للجيش وسمعت طلقات رصاص. وشوهد أهال قادمين من منطقة السبتية لمساندة الجيش. * * ومن جهته، حذر رئيس الوزراء المصري، عصام شرف، أن المستفيد الوحيد من هذه المواجهات وأعمال العنف هم أعداء الشعب المصري بمسلميه ومسيحييه وأعداء ثورة 25 يناير، ودعا شرف القيادات السياسية والكنسيّة، ولجنة العدالة الوطنية بسرعة التدخل لاحتواء الموقف وضبط النفس، وتحمل المسؤولية تجاه أمن الوطن والمواطن حتى تتمكن مصر من عبور تلك المرحلة المهمة وإطلاق العملية الديمقراطية في مناخ آمن".