راشد الغنوشي وجه حزب النهضة الاسلامي الفائز في انتخابات المجلس التاسيسي في تونس الجمعة رسائل طمانة بشان توجهاته السياسية داخليا وخارجيا اكد فيها خصوصا ان الثورة التونسية كانت على "النظام وليس على الدولة" مؤكدا ايمانه بمبدا "الوفاق" داخليا وحرصه على حقوق المراة. وقال زعيم حزب النهضة راشد الغنوشي خلال مؤتمر صحافي بالعاصمة ان الشعب التونسي اثبت من خلال انتخابات 23 اكتوبر انه مصمم "لا فقط على اسقاط الديكتاتورية بل ايضا على بناء الديموقراطية" مضيفا ان الثورة التي لم يصنعها "حزب ولا مجموعة (..) لم تهدم الدولة التونسية وانما نظاما مستبدا ونحن عازمون على الحفاظ على الدولة". * واضاف الغنوشي الذي فاز حزبه ب 90 مقعدا في المجلس التاسيسي من اصل 217 مقعدا ان حزبه يسعى لاقامة "مؤسسات سياسية تنتخب دوريا انتخابا نزيها". * واكد ان النهضة ستعمل على "تثبيت الانتماء الحضاري وترسيخ مقومات الاستقلال السياسي والاقتصادي والثقافي (..) وعلى التاكيد على العمق الحضاري لتونس مغاربيا وعربيا واسلاميا وعلى العالم، خاصة مع اشقائنا في ليبيا والجزائر وايضا على الانفتاح على اوروبا وخارجها واستعادة دور تونس المؤثر في المتوسط (..) وعلى علاقات الصداقة التاريخية مع الولاياتالمتحدة الاميركية". * كما اكد "الالتزام بالامن والسلم في العالم (..) واحترام المواثيق والمعاهدات الدولية" للدولة التونسية. * وداخليا، اكد الغنوشي انفتاح حزبه على كل القوى التي ناضلت ضد الاستبداد منذ اكثر من 50 عاما في تونس لبناء مؤسسات الدولة الجديدة على قاعدة "الوفاق". * وقال في هذا الصدد "الديموقراطية للجميع او ليست لاحد، قلوبنا مفتوحة للجميع (..) نسعى الى اخواننا في الوطن مهما كانت توجهاتهم طالبين منهم المشاركة في كتابة الدستور وفي نظام ديموقراطي وفي حكومة ائتلاف وطني في اطار الوفاق". * واضاف "لا يجب ان نغفل جهاد من ناضلوا من اجل هذه الثورة وتداولوا على السجون منذ الاستقلال (1956) من قوميين واشتراكيين ونقابيين وليبراليين وشيوعيين". * كما جدد تاكيد التزام الاسلاميين بالحفاظ على المكاسب التقدمية للمراة في تونس. * وقال "تجدد النهضة التزامها لنساء تونس بتقوية وتفعيل دورهن في صناعة القرار السياسي بما يمنع الارتداد عن مكاسبهن"، مشيرا في هذا السياق الى ان 42 من اصل النساء ال49 اللواتي انتخبن في المجلس التاسيسي ينتمين الى حزب النهضة ومضيفا انه "بالتاكيد سيكون للمراة حضور في الحكومة القادمة (..) وسنعمل على ان تمثل المحجبة وغير المحجبة لتعكس واقع تونس".. * وتابع "النهضة لن تغير من نمط الحياة عن طريق الدولة. سنترك للناس حقوقهم في ما يلبسون وياكلون ويشربون، هذا ليس من شان الدولة (..) النهضة لا تريد تحويل الناس الى منافقين، واحب الينا ان نرى وجوها عارية من ان نرى وجوها منافقة". * من جهة اخرى، دعا الغنوشي الى الهدوء في مدينة سيدي بوزيد (وسط غرب) بعد اعمال عنف اعقبت احتجاجات على الغاء فوز عدد من قوائم "العريضة الشعبية" وتنديد زعيمها الهاشمي الحامدي بما اعتبر انه استبعاد النهضة له من مشاورات التحضير للمرحلة الانتقالية المقبلة، مشيرا الى ان حزبه لم يجر مشاورات مع اي قائمة مستقلة حتى الان. * وقال في هذا الصدد "نحن اكدنا اننا نحترم ارادة الشعب وكل قائمة فازت سواء كانت مستقلة او تابعة لحزب هي جديرة بان تحترم ويحترم اهلها" مضيفا "نحن تشاورنا مع احزاب وليس مع قوائم مستقلة وهذه الاحزاب لنا معها تاريخ ولم نتشاور بعد مع اي قائمة مستقلة". * ودعا اهالي سيدي بوزيد حيث اعلن فرض حظر التجول اثر عمليات تخريب الليلة الماضية "الى الهدوء وان يقدموا مرة اخرى النموذج في حماية الاملاك العامة والخاصة" معربا عن "خشيته ان تكون ايدي التجمع المنحل (حزب بن علي) ساهمت بقدر او باخر في نشر اشاعات" لتاجيج الوضع. * من جهته، اعلن حمادي الجبالي الامين العام لحزب النهضة بدء "مشاورات اولية" الخميس بين حزبه والتكتل الديموقراطي من اجل العمل والحريات وايضا المؤتمر من اجل الجمهورية في اطار مشاورات ستشمل العديد من الاحزاب الاخرى، للاتفاق على مختلف مؤسسات المرحلة الانتقالية الثانية.