أيام قليلة وتعلن محطة "أل بي سي" عن انطلاقة أشهر برامجها على الإطلاق "ستار أكاديمي" الذي يعتبر البرنامج الأكثر تحقيقا للأرباح في تاريخ التلفزيونات العربية، البرنامج في موسمه الرابع تميز بالعديد من المشاكل التي رافقته مباشرة بعد إعلان مجمع قروي عن اتفاقه مع مؤسسة "انديمول" المالكة لحقوق البرنامج عن تقديم نسخة مغاربية منه وهو الاتفاق الذي ترتبت عنه العديد من المشاكل كان أهمها قرار مجمع قروي منع ستار أكاديمي اللبنانية من استغلال حقوق التصويت في بلدان المغرب العربي، وهو ما اعتبرته قناة "ال بي سي" إعلان حرب. الحرب بين ال "ال بي سي" وقروي بدأت منذ سنوات حين منعت القناة اللبنانية المجمع التونسي من استغلال حق التصويت الهاتفي للنسخة الفرنسية لبرنامج ستار أكاديمي، وهو ما أدى الى حدوث مشاكل كبيرة بين المجمع وقناة "تي اف 1" الفرنسية مازالت أثارها قائمة حتى الآن وهي التي كانت وراء منع قناة "نسمة تي في" التابعة لمجمع قروي من البث على القمر الصناعي "هوت بيرد" ويبدو ان ذلك كان وراء قرار المجمع التونسي بخوض تجربة البث الفضائي ودخول المنافسة المباشرة مع القناة اللبنانية لمحاولة الاستيلاء على برنامجها الذي أحدث بروزه حالة من الجدل الإعلامي، انتقل في بعض الدول العربية الى أروقة بعض البرلمانات التي رفضت بثه، كما أدى الى زيادة نسبة مشاهدة القناة اللبنانية والتي حققت عائدات مالية ضخمة من وراء البرنامج. وحسب آخر المعلومات التي تحصلت عليها "الشروق اليومي"، فإن كل المؤشرات تقول إن الخلاف القائم سيحسم لصلح القناة اللبنانية بعد ان تعثرت مجموعة قروي ولم تستطع الالتزام بالموعد المقرر لانطلاق البرنامج في شهر أكتوبر الماضي، وهي النقطة التي استغلتها "أل بي سي" للضعط على الشركة الأم "انديمول"، حيث ينص عقدها على عدم وجود برنامجين في وقت واحد، كما ان موقف قروي أضعف عند مؤسسة انديمول بعد أن فشل في الالتزام بوعده لتقديم العديد من برامج انديمول للتلفزيون الجزائري، بل ان البرنامج الوحيد "آخر كلمة" تم توقيفه قبل شهر رمضان، ورغم أن السيد حاتم مدير مكتب قروي بالجزائر قد أكد في لقاء مع "الشروق اليومي" ان برنامج ستار أكاديمي المغرب العربي سيعرض مع نهاية العام، الا ان الأمر يبدو مستبعدا، بالنظر الى ان قائمة المشاركين مازالت لم تضبط حتى الان. تحولت الجزائر مؤخرا إلى ساحة قتال حقيقية وهي حاليا تشهد المعركة الأخيرة في حرب انطلقت منذ مدة من أجل الفوز بسوق الإشهار في المغرب العربي وهو السوق الذي يفوق ال 240 مليون دولار تمثل الجزائر فيها 80 مليون دولار وهو ما جعلها تكون الورقة الرابحة التي ستقرر أي الطرفين سيكون له حصة الأسد في سوق الإعلانات وسيكون البرنامج المثير للجدل "ستار أكديمي" هو الجولة الأخيرة في هذا الصراع الذي يقف على طرفه الأول المجموعة التونسية قروي قروي التي تجمعت تحت اسم "قروي قروي العالمية" استعدادا للمواجهة وعلى الطرف الثاني مجموعة عربية تضم أكبر الاثرياء العرب من العاملين في حقل الاعلام والاعلان يتصدرهم في هذه الجولة الأخيرة الشيخ بيار الضاهر رئيس مجلس إدارة المؤسسة اللبنانية للإرسال "أل بي سي سات" باعتبارها المنتجة الاولى للنسخة العربية للبرنامج. يعود اهتمام المستثمرين العرب بسوق الإعلانات في المغرب العربي لأكثر من خمس سنوات، لكنه لم يترجم على أرض الواقع، الا مع مطلع السنة الحالية وكان اعلان مجموعة ال "أم بي سي" عن مشروع للبث التلفزيوني خاص ببلدان المغرب العربي بمثابة الانتقال الى مرحلة أخرى، وتنوي قناه "ام.بي.سي" التي بدأت بث برامجها في بلدان المغرب العربي عبر "هوتبيرد" ان تصل الى المشاهد المغاربي من خلال برامج تتلاءم مع خصوصيات سكان المغرب العربي وتوقيت المشاهدة لديهم. وقال "انطوان الشويري" الرئيس المدير العام لمجموعه "ام.بي.سي" إن بلدان المغرب العربي، وبالاخص الجزائر ستكون سوقا إشهارية هامة. وتنوي "ام.بي.سي" في مرحلة ثانية دخول ميدان الإنتاج لبرامج خاصة بمنطقة المغرب العربي، وكذلك الانتاج المشترك، خاصة في الجزائر، حسب انطوان الشويري. وهي الخطوة التي تبعتها أيضا شبكة الإرسال اللبنانية التي ستطلق خلال أيام قناة فضائية جديدة موجهة للمغرب العربي، وتجتمع هاتان القناتان تحت لواء الإعلانات بقيادة انطوان شويري وهو تحالف قوي جدا اكتسح السوق الإعلانية في كل المشرق العربي وقد شهدت السنة الأخيرة تحالفات أخرى ضمن هذه المجموعة جعلتها اليوم أقوى مجموعة إعلامية في كل الوطن العربي، خاصة بعد عملية شراء الأمير الشيخ الوليد بن طلال بن عبد العزيز آل سعود، رئيس شركة "المملكة" القابضة السعودية (KHC)، من الشيخ صالح كامل رئيس ال "إي آر تي"، حصة كاملة في ال "إل بي سي سات"، القناة التلفزيونية الفضائية والبالغة 49 %. كل هذه المجموعة رمت بثقلها في السوق الجزائرية لتشكل أهم عنصر مستقبلا في خارطة السوق الإعلانية وجاء ذلك في الوقت الذي كانت مجموعة قروي قروي تظن انها أصبحت رقم واحد في هذا المجال في المغرب العربي ومن هنا بدأت المنافسة تشهد تصاعدا بلغ شدته في المدة الأخيرة، والظاهر ان المجمع التونسي بدأ يفقد بريقه بدليل اختفائه من على خارطة المنتجين للبرامج التلفزيونية في الجزائر. تم تأسيس المحطة التلفزيونية الخاصة، الأولى في لبنان عام 1985، تحت اسم "ال بي سي"، وكانت تابعة لحزب القوات بطريقة غير معلنة، حتى حلّ هذا الأخير في العام 1994 إثر تفجير وقع في كنيسة بلبنان اتهم جعجع بارتكابه. وللمحافظة على المحطة التلفزيونية عمد الضاهر آنذاك إلى إعلان فك الارتباط بين "أل. بي. سي" والحزب المنحل. لكن منذ خروج جعجع من السجن عادت الخلافات على الملكية والتي لا يبدو أنها قد تجد حلاً قريباً لها بسبب العديد من الإشكالات القانونية، إذ "تبيّن أن القانون الذي وفّر الغطاء الشرعي للمحطة بعد سجن جعجع اقتضى شراء حصص وبيع حصص، بقي منها 49 في المئة لمجموعة بيار الضاهر (تضمّه وشقيقه مرسيل وزوجته رندا وشقيقاتها رلى وريما وإيمان، إضافة إلى روني جزار ممثلاً انطوان الشويري) مقابل 51 في المئة لعدد كبير من المستثمرين (...) علماً بأن كلاً من هؤلاء يملك في القناة الفضائية نصف ما يملكه في الأرضية، بينما بقي 49 في المئة من الفضائية موّزعاً بين السعوديين صالح كامل والوليد بن طلال قبل أن يتملّك الأخير الحصة المتبقية كاملة (49 في المئة). وهذا ترافق مع الاتفاق الذي عقدته القناة مع مؤسسة "الحياة" وصاحبها الأمير السعودي خالد بن سلطان". لكن بيار الضاهر أكد أنه "لم يحصل أي استيلاء للقوات، والحوارات متوقفة مع جعجع حول الوضع كله". غير ان احتمالات تطور الصراع للسيطرة على "المؤسسة اللبنانية للإرسال" مازال قائما، ففي حين تأكد عدم مصلحة الطرفين في التقاضي، خصوصاً بالنسبة إلى جعجع الذي كان يطبق قاعدة سرية طوال الأعوام التي سبقت اعتقاله، لإدارة الممتلكات المنقولة وغير المنقولة العائدة للقوات اللبنانية، وتقضي بتسجيل هذه الممتلكات بأسماء أشخاص حقيقيين، لا باسم "القوات"، على أن يتلازم ذلك مع توقيع هؤلاء على تنازلات عما سجل بأسمائهم. وغالباً ما كانت هذه التنازلات مغفلة، أو على بياض، علماً بأن بعضاً منها تم التصرف فيه لاحقاً من قبل بعض "الأقرباء"، وهو ما تملك جهات حزبية مسحاً كاملاً له وهو ما قد يفتح جبهة جديدة في قصية جعجع وبيار الضاهر. بدأ الأخوان قروي مغامرتهم في 1996 في تونس، بخلق وكالتهم الأولى للاتّصال"إكّو إشهار". وبسرعة تعلما كيف يتكيفان مع القانون وسوق الإعلانات وتميّزت أعمالهم بالجمع بين التاريخ، الثقافة والتكنولوجيا. وهكذا نشأت "Maghrebian Touch " لتحفر في ذاكرة آلاف مشاهدي التلفزيون التونسيين ليبدأ العصر الذهبي للاخوين قروي في بدايات 1997، حيث تحصل الأخوان على عدة عقود مع أكبر المتعاملين الاقتصاديين في تونس، الخطوط الجوية التونسية، سبيغا، يوبلي، سوني وغيرها بعد إثبات نجاحهم في تونس، تحصلا على حق تمتيل "ستش & ستش" لينطلقا إلى المغرب في 1999. وأصبحا يديران بعد ذلك الاتصال الخاص للشركة الأمريكيّة العملاقة "بروكتر & غمبل" وتصبح "قروي قروي" في نفس السنة، الوكالة رقم واحد في تونس ووكالة الاتصال الأولى في المغرب سنة 2000. كل هذه النجاحات التجاريّة فتحت للشركة الآفاق في الجزائر، حيث دخلت في 2002، مع "بروكتر & غمبل" وانطلقت في البداية بتصوير ومضات إشهارية لشركات عالمية مثل "هيد أند شوولدرز" ثم دخلت في إطار شبكة "مايند شار" الممثل الإشهاري لمتعامل الهاتف النقال في الجزائر "جيزي" التابع لمجموعة أوراسكوم. الأخوان قروي لم يتوقّفا عن التوسع، وهي السياسة التي قادتهما في نفس السنة، الى خلق شراكة في المغرب مع مؤسسة "اكسو" وإطلاق "ريجي 7" في تونس وهي نفس الشركة التي انطلقت في الجزائر سنة 2003. في 2004، تستمر المغامرة وتتحصل مجموعة قروي على حق التمثيل الإشهاري لسوق الاتصالات "نجمة" في الجزائر، "تونيسيانا" في تونس و"مدياتال" في المغرب. بعد الهاتف النقال جاء الدور على الإنتاج التلفزيوني، حيث اهتم مجمع قروي بإنتاج البرامج الضخمة على خلفية الاتفاق الذي ظفرت به شركة "انديمول" الرائدة في مجال البرامج التلفزيونية وكانت النتيجة مجموعة من البرامج الناجحة ومنها "آخر كلمة" الذي كان يعرض على التلفزيون الجزائري. هذه النجاحات كانت وراء تأسيس "نور" الشركة الجديدة في ديسمبر 2004 التي تفرغت للاهتمام ببرامج تلفزيون الواقع بصفة خاصة، حيث حصلت على حق استغلال أرقام الهاتف والرسائل القصيرة في المغرب العربي للتصويت في برنامج "ستار أكاديمي" اللبناني، قبل ان تتوحد كل فروع مجمع قروي هذا العام تحت النقطة الحمراء وهي الشعار الجديد ل "قروي قروي العالمية" التي قرر من خلالها الاخوان نبيل وغازي الدخول على خط المواجهة مع عمالقة الإعلام والإعلانات في المشرق العربي وهي تحالفات بين أكبر الأثرياء العرب مثل الأمير وليد بن طلال مالك "القابضة السعودية" التي تضم مجموع قنوات روتانا وامبراطور الإعلانات في الخليج والمشرق انطوان الشويري صاحب "الشويري غروب"، إضافة الى الشيخ بيار الضاهر رئيس مجلس إدارة المؤسسة اللبنانية للإرسال وهي قناة "أل بي سي" وملحقاتها. سمير بوجاجة: [email protected]