استحوذت شركة "قروي قروي العالمية" على اهتمام كل وسائل الإعلام منذ إعلانها عن مشروع قناة "نسمة تي في" الموجهة بشكل خاص جدا للمغرب العربي.. المشروع الطموح الذي أعلن عنه الأخوان غازي ونبيل منذ أكثر من سنة والذي سيشهد ميلاده الرسمي في 23 فيفري المقبل.. أثار ضجة كبرى على كل المستويات.. - وأخيرا حددتم تاريخ انطلاق قناة "نسمة تي في"، بعد تأجيله أكثر من مرة، لماذا كل هذا التأخير؟ - - في الواقع، يجب الاعتراف بأننا صادفنا أثناء الإعداد لإطلاق القناة وبرنامج "ستار أكاديمي المغرب العربي" الكثير من المشاكل التي لم تكن في الحسبان، فالبرنامج ضخم جدا وقد شهد العمل الذي قمنا به على مستوى الدار التي ستحتضن البرنامج، حيث عملنا بدقة كل تفاصيل الهندسة المعمارية المغاربية وأعطيناها بعدا جديدا لا علاقة له بالنسخة الفرنسية أو اللبنانية، بل هو مغاربي، باختصار شديد، البحث عن الاتقان وتقديم برنامج ناجح هو ما كان وراء تأجيل الموعد الرسمي لانطلاق القناة وعامل الوقت كان يأتي في الدرجة الثانية. - وماذا عن المشاكل التي يقال أن شبكة الإرسال اللبنانية "LBC" صاحبة النسخة العربية من ستار أكاديمي قد وضعتها في طريقكم لمنعكم من إصدار النسخة المغاربية؟ - - لقد أوهموا أنفسهم بأشياء غير موجودة على الاطلاق ومرروها لكل وسائل الإعلام، حاولوا أكثر من مرة تشويه صورة البرنامج والقناة بكل الطرق، مرة يدعون بأنه برنامج فاشل مسبقا، لأنه لا يحتوي على أي إبهار ومرة يقولون أن هناك خلافا بين قروي و"أنديمول" وغيرها من الأشياء التي فضلت أن أجيب عليها بالصمت، لأن الأفعال تلغي الأقوال. - لا أظن أنك بقيت صامتا، فقد دخلت قروي قروي أيضا على خط ساخن ودافعت بشراسة عن حقوقها؟ - - (يضحك) تقصد الوثيقة التي نشرتها الشروق اليومي حول الصراع الموجود بيننا وبين "LBC"، أظن أنه من غير المعقول أن نبقى مكتوفي الأيدي ونحن نرى كل ما بنيناه يتهدم، هم من بدأوا الحرب وعليهم تحمّل تبعاتها. - ما هي تفاصيل القضية بالضبط؟ - - بمحض العقد الذي يربطنا بشركة "أنديمول" المالكة لحقوق برنامج "ستار أكاديمي" فإنه لا يحق للنسخة اللبنانية أن تستفيد في المغرب العربي باعتبار أنه صار يملك نسخة خاصة ويشمل ذلك حق التصويت وحتى المشاركين، لكن القناة اللبنانية ضربت بذلك عرض الحائط وأخذت مرشحين من المغرب وتونس، ثم راحت تطلب من الشركات المسيّرة لتكنولوجيا الإتصالات في المغرب العربي الإستعداد للمشاركة في وضع أرقام للتصويت وهنا تدخلنا بقوة القانون لنحذر كل الشركات من التعامل مع "LBC" وهو حقنا المشروع، وهم اليوم وجدوا أنفسهم بمرشحين من المغرب العربي، ليس هناك من يستطيع التصويت عليهم من بلدانهم فلجأوا إلى تقديمهم كضحايا وشهدت منذ أيام إحدى المشاركات التونسيات وهي تستعطف المشاهدين العرب من أجل التصويت عليها، لأنها "يتيمة" ولا تملك بلدا ولا شعبا يصوت عليها.. إنها المسكنة التي لجأوا إليها. - ولكن، بماذا تفسّر بقاء مرشحين من المغرب العربي حتى الآن، ضمن المنافسة مع أنه ليس هناك من يصوّت لأجلهم؟ - - أنت تريدني أن أقول ما لا أريده، ولكن أظن الأمر مفضوح ولا يحتاج إلى تعليق ولا أستبعد أن تحدث المعجزة هذا العام ويكون الفائز أو الفائزة من المغرب العربي، بقدرة قادر. - ألا ترى، أن هذا النوع من الإعلام قد يضر أكثر مما ينفع ونجد أنفسنا أمام نوع جديد من الحروب يفصل الوطن العربي بين مغرب ومشرق؟ - - ليكن، إنهم في المشرق حسموا الأمر منذ سنوات والمغرب العربي بالنسبة لهم، مجرّد سوق فقط يحاولون إمتصاصها. - ولكن هذا طبيعي جدا بالنسبة لأي مؤسسة تقوم على مبدأ الكسب والخسارة، أم أنك تدعي أن قروي قروي لا يهمه المكسب؟ - - القضية، مادية صحيح، لكننا على الأقل نقدمها في إطار ثقافي يخدم شعوب المغرب العربي ويعرف بموروثهم الشعبي والحضاري على عكس المشروع المشرقي الذي يقصي ثقافتنا ويجبر أبناءنا على الغناء بلهجة غير لهجتهم، صدقني برنامج "ستار أكاديمي" هذا، ليس مجرّد عمل ترفيهي، فهو مشروع يملك أبعادا إجتماعية ثقافية وسياسية أيضا. - على ذكر السياسة، هل صحيح أنكم واجهتم مشاكل سياسية بقراركم دخول مجال السمعي البصري وأن الكثيرين رفضوا المساهمة في البرنامج من خلال الإعلانات، لهذا السبب، وأتكلم عن الجزائر بشكل خاص؟ - - أولا، لتعلم أن السوق الإستثمارية في الجزائر ليست بالوزن الثقيل، فالمغرب وحده يملك 160 مليون دولار من مجموع 230 مليون، تمثل رقم الإستثمار الإشهاري في المغرب العربي ونحن والحمد لله حتى الآن، تعاقدنا مع عشرات الشركات التي سترعى بشكل أو بآخر البرنامج منها: "كوكا كولا" في الجزائر، تونس والمغرب، كبار المتعاملين في الهاتف النقال مثل "تونيسبانا" وميدي نيل في المغرب واطمئن الواقفين في الطرف الآخر أنه وراءنا العديد من البنوك التي راهنت على نجاح المشروع، مثل البنك التجاري، بنك الوفاء، سوسيتي جينرال وكلها بنوك مغاربية نتعامل معها اليوم كراعي للبرنامج وساهمت بالكثير، ربما كان هناك مشكل واحد فقط على مستوى تحويل مساهمتهم كما هو حال كل البنوك، غير هذا فإن الأمور كلها تمّت تسويتها، فنحن لسنا في أزمة مادية كما سبق وأن كتبت في الشروق اليومي، القضية كانت ظرفية فقط. - هل صحيح أن متعامل الهاتف النقال "نجمة"، رفض الإعلان على قناة نسمة والمساهمة في البرنامج؟ - - لماذا تقول ذلك؟ - أتيت على ذكر شركات الإتصالات التي ساهمت ولم تذكر "نجمة"؟ - - لأني ذكرت فقط الشركات التي أمضينا معها عقودا بشكل رسمي، أما بالنسبة ل"نجمة" فالموضوع مازال في مرحلة الدراسة ونحن بانتظار ردهم حتى الآن، ربما هم ينتظرون أن يروا نوعية البرنامج قبل إبداء رأيهم وهذا من حقهم. - ألا يرجع هذا إلى توتر الأجواء بينكما كما تردد، حتى أن البعض تحدث عن عدم تجديد العقد الذي يربط قروي والوطنية للإتصالات في الجزائر؟ - - غير صحيح، وهذا الكلام سمعته منذ بداية تعاملنا في الجزائر، وليكن في علمك أننا اتفقنا على تجديد العقد لمدة ثلاث سنوات أخرى وسيتم إمضاؤه خلال أيام فقط، وأظن هذا كافي للرد على كل الإشاعات. - شخصيا، تأكدت أن الوطنية لم يعجبها "الإستقلالية" التي وصلت إليها قروي قروي بشكل سريع؟ - - ماذا تقصد؟ - سياسة يعرفها كل متتبع لمسيرة الأخوين قروي، تعتمد على المفاجأة و"الخرجات" غير المنتظرة. - - تقصد أننا "كبرنا مرة وحدة"، أظن قروي قروي لم تكن يوما تابعة للوطنية وفكرة جمع كل فروع الشركة تحت لواء "قروي قروي العالمية" يكون ربما قد أزعج البعض، لكن المؤكد هو أنه كان ضرورة لابد منها لمواجهة الشركات العملاقة التي دخلت على خط المواجهة معنا. - وماذا عن الإشهار الذي تمّ تصويره مع زيدان وكل المشاكل التي أثارها؟ - - هي كلها مفتعلة، البعض أشاع أننا قمنا بتقديم إشهار من نوعية رديئة بسبب خلاف مع شركة الإتصالات ومنذ ساعات فقط، علمت أن هذا الإشهار تحصل على الجائزة الأولى في مسابقة "ماربيلا" لأحسن إشهار للمتعاملين "التيليكوم". - قبل أن نختم هذا اللقاء، أود أن أعود إلى برنامج "ستار أكاديمي" المغرب العربي، باعتباره العمود الفقري، الذي ستقوم عليه قناتكم لمدة ثلاثة أشهر ونصف، ألا تعتبرون ذلك مغامرة؟ - - شخصيا، أنا من الأشخاص الذين يحبون المغامرة ولكنها مغامرة محسوبة. - ولكنكم راهنتم على نسخة مغاربية أكثر احتراما للعادات والتقاليد، بينما قوة البرنامج الأصلي لم تكن أبدا في المواهب والأصوات بقدر ما تعتمد على الإثارة والقصص العاطفية، والخلافات بين الطلاب؟ - - البرنامج، لن يكون باردا، بل فيه كل ما تتكلم عنه وهو نقطة قبوته التي لا يمكن التخلي عنها، نحن فصلنا فقط بين الذكور والإناث في الإقامة، لأنها قضية حسّاسة وتثير المشاكل، ولكن على مدار الساعات، فإن كل الطلاب سيكونون معا وأظن أن النسخة المغاربية سيكون لها مفعول أكبر، لأنها تحمل مرشحين مختلفين عن بعضهم تماما وهو ما سيخلق أكيد مواقف مثيرة، فمثلا هناك مشارك ليبي لا يحسن ولا كلمة بالفرنسية، في المقابل، هناك مشاركين فرنسيين من أصول مغاربية لا يتكلمون العربية، ستكون "دار ستار أكاديمي"، المغرب العربي ملتقى لكل النواقض وشبابية جدا. - صرحتم في ندوة تونس، أنكم في الأول حددتم عدد المصطلحات والكلمات التي سيستعملها الطلاب وعددها 600، ثم تراجعتم وتركتم لهم الحرية الكاملة، ألا تخشون من حدوث تجاوزات لفظية، فهناك كلمات يختلف معناها ما بين دول المغرب العربي، فقد تدخل في سياق الكلام العادي في تونس مثلا ولكنها من الألفاظ البذيئة في الجزائر. - - إنتبهنا إلى ذلك أثناء التجارب الأولى ولهذا السبب وضعنا ثلاثة أشخاص من تونس، المغرب والجزائر في قسم الإرسال، مهمتهم هي قطع الجمل الحوارية غير اللائقة، باعتبار أن البرنامج لا يبث بشكل مباشر مائة بالمائة وهناك تأخير بحوالي دقيقة أو دقيقتين لتفادي أي مشكلة. - كلمة أخيرة. - - أتمنى أن ينجح البرنامج، لأن ذلك سيكون أول خطوة نحو إثبات وجودنا كمغاربة ونهاية لعهد الإنبهار بكل ما هو قادم من المشرق، وفي النهاية النجاح ليس حكرا على أحد. حوار: سمير بوجاجة: [email protected]