أجلت قناة ''نسمة تي في'' انطلاق برنامج ستار أكاديمي من شهر مارس إلى غاية حلول الصيف، ويرجح أن يكون خلال شهر جوان، بسبب عدم قدرة القناة على تحمل نفقات البرنامج المكلفة، خاصة وأنها عجزت لغاية الآن في الحصول على الدعم المالي المطلوب من طرف السبونسورينغ أو الإعلانات، حيث رفضت العديد من الجهات المعلنة، المساهمة في هذا البرنامج عدا شركات الإتصالات ومتعاملي الهاتف النقال بالدول المغاربية وفرنسا. كشفت مصادر مقربة من مجمع ''قروي قروي'' التونسي المالك لقناة ''نسمة تي في''، أن إلغاء برنامج تلفزيون الواقع ستار أكاديمي مغرب أصبح وشيكا، بعد عجز القناة على توفير الموارد المالية اللازمة لأكبر برنامج تلفزيون واقع في العالم، والذي يسوق عبر العالم بأكثر من ثلاثين طبعة، وهو البرنامج المملوك للشركة العالمية لتسويق برامج التلفزيون ''أونديمول''، حيث تكلف إنتاج الطبعة الواحدة للبرنامج، أزيد من مليون أورو، والقناة يلزم عليها دفع المبلغ للشركة صاحبة البرنامج، ناهيك عن المبالغ المالية التي تدفعها للضيوف الذين يكونون عادة من كبار فناني العالم ونجوم الرقص، كما تكون الجائزة التي يفوز بها المترشحون كبيرة جدا، كما يتطلب البرنامج توفير ظروف خاصة للمشاركين، تكلف خزينة القناة ملايين الدولارات، وهي المصاريف التي تسدها عادة عائدات الدعاية والإشهار، التي تكون بأسعار جد مكلفة، غير أن سوق الإشهار المغاربية حاليا، لا تتوفر على معلنين كبار، وكل الشركات التي تسوق إعلاناتها عبر ''نسمة تي في'' متخوفة من مغامرة ''ستار أكاديمي''، حيث فرضت الشركة الإيطالية التي تملك نصيبا في رأسمال القناة، عدم المجازفة باطلاق البرنامج قبل بلوغ نصيب مالي محدد تتعهد به الشركات المساهمة، غير أن ذلك لم يحدث منذ تاريخ أكتوبر الماضي، حيث شرعت القناة في التحضير للبرنامج عن طريق الكاستينغ في البلدان المغاربية وفرنسا، ووعدت وقتها بانطلاق أول برايم يوم 11 ديسمبر، قبل أن تأجل الموعد إلى مارس. من جانب آخر؛ اتصلت القناة بكل المترشحين المغاربة المشاركين بالبرنامج لإبلاغهم تأجيل تاريخ انطلاقه، دون تقديم أي تفاصيل. وكان البرنامج في طبعته الأولى؛ قد لقي مشاكل كبيرة بسبب عدم مشاركة أحد متعاملي الهاتف النقال الجزائريين، إلى جانب احتجاج قناة Lbc اللبنانية المالكة لحقوق البث بالعالم العربي للبرنامج العالمي، غير أن أونديمول استطاعت التوصل إلى صيغة توافق بين نسمة و Lbc. يذكر أن القناة كانت ستعلن إفلاسها السنة الماضية، لولا تدخل شركة إيطالية مختصة في السمعي البصري، التي دخلت في شراكة مع الإخوة قروي المالكين للقناة، وترجح بعض الأوساط أن تكون الشركة الإيطالية مملوكة لرئيس الوزراء الإيطالي ''سيلفيو برلسكوني''، الذي أنقذ القناة وأعطاها نفسا جديدا.