لم تدم فرحة المعوقين في الجزائر بالميترو طويلا، فقد صدموا به منذ الدقائق الأولى من تدشينه بعدما اكتشفوا أنه لم ينجز من أجلهم، فالقائمون عليه لم يكلفوا أنفسهم عناء التفكير في شريحة يزيد تعدادها عن ثلاثة ملايين معوق، طالما حلموا بهذا الانجاز العجوز، فالكثير من ذوي الاحتياجات الخاصة لم يتمكنوا من صعود عرباته بسبب افتقاده لممرات ومصاعد خاصة بهم، لتتبخر فرحتهم بهذا الحلم بعد سنوات طويلة من الانتظار. * لجأ عدد من المعوقين للشروق اليومي منتقدين الطريقة التي أنجز بها ميترو الجزائر الذي لم يراع خصوصياتهم، مطالبين من وزارة التضامن الوطني بالتدخل العاجل لإعادة تكييف هذا المشروع لتمكينهم من الاستفادة منه، خاصة وأنه في المرحلة الأولى من التشغيل ولاتزال الكثير من الخطوط في طور الإنجاز، وفي هذا الإطار أكد "س.ع" 30 سنة معوق حركيا بنسبة 100 بالمائة قصد الشروق من ولاية بومرداس ليشتكي حرمانه والكثير من أمثاله من ممرات ومصاعد تمكنهم من الاستمتاع بالميترو مثلهم مثل بقية المواطنين الذين تدافعوا بالآلاف على محطاته منذ الدقيقة الأولى من فتحه في الفاتح من نوفمبر الجاري، مؤكدا أن قرار وزارة التضامن بتكييف جميع المشاريع العامة مع ذوي الاحتياجات الخاصة لازال حبرا على ورق، فمشروع الميترو الذي أكد القائمون عليه أنه أنجز بمقاييس عالمية لم يراع أبسط حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة في التنقل، وأضاف المتحدث أن المعوق لازال يعاني الأمرين في التنقل وقضاء حوائجه فلا وسائل ولا المقرات الرسمية سهلت عليه ظروف التنقل مما يضطره في الكثير من الأحيان إلى القعود في البيت أو الاستعانة بأفراد من العائلة لحمله أثناء التنقل، وهذا ما دفع هذا الشاب رفقة أصدقائه إلى مراسلة رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة من أجل الالتفات إليهم في المشاريع الكبيرة وحتى الصغيرة واستحداث مرافق خاصة بهم داخل أنفاق الميترو، وفي هذا الإطار طالب الاتحاد الوطني للمعوقين حركيا بإعادة النظر في كل من مشاريع الميترو والترامواي وحتى إنجاز المقرات الرسمية والأحياء السكنية التي لم تراع متطلبات وحاجيات المعوقين الذين حرموا من أبسط حقوقهم في الجزائر، مؤكدا آن جميع مشاريع الترامواي والميترو في العلم تحتوي على ممرات ومرافق خاصة بذوي الاحتياجات الخاصة، منتقدا المؤسسة التي أشرفت على إنجاز الميترو والتي لم تراعي المقاييس العالمية في إنجازه مما حرم الكثيرين من الاستفادة منه، كما انتقد المتحدث وزارة النقل التي أغفلت متطلبات المعوقين في مشروع المترو الذي لم ينجز لجميع الجزائريين، ولم تتوقف مطالب اتحاد المعوقين في تخصيص مرافق خاصة بذوي الاحتياجات الخاصة في مشروع الميترو بل تعدت ذلك إلى تمكينهم من الاستفادة المجانية منه في ظل المنحة المحتشمة التي يتقاضونها والتي لا تتعدى 4000 دج في الشهر.