أول تشغيل تجريبي له اليوم في ظل استمرار الأشغال وانعدام المراحيض يبدأ العد التنازلي لوضع ميترو الجزائر حيز الخدمة بداية من اليوم، حيث ستنطلق عملية التشغيل التجريبي لسير عرباته، إلى غاية تاريخ 31 أكتوبر، تاريخ وضعه حيز السير للمواطنين. الميترو الذي مر على انطلاق أشغاله ثلاثة عقود، وتحديدا عام 1982 من القرن الماضي، لا تزال الأشغال الخاصة بتهيئة محطاته جارية إلى يومنا هذا، وهو ما وقفت عليه ''الخبر'' في محطة بلوزداد، حيث لا تزال عملية تبليط المحطة جارية. ويستغرب عدد من المواطنين كيف طالت مدة انتظار تشغيل الميترو إلى اليوم، حيث يقول كمال ابن بلوزداد ''والله من شدة طول الانتظار لم أعد أصدق بأنني سأركب عربات الميترو''. ويقاطعه ابن حيّه سمير ''الأشغال انطلقت حتى قبل أن أولد أنا، ولا زال الميترو لم يخرج من النفق بعد''. حتى وإن لا يزال ''حلم'' الميترو لم يتجسد بعد، بسبب تأخر الأشغال التي فاقت كل التوقعات، بحسب المتتبعين للمشاريع الكبرى في الجزائر، إلا أن الغموض الذي لا يزال يكتنف المشروع هو ما يتعلق بتكلفته الحقيقية، فوزير النقل عمار تو صرح بأن تكلفة إنجاز هذا الخط الأول قد بلغت 90 مليار دينار، فيما سيتم تمويل أشغال التمديد في إطار البرنامج الخماسي المقبل للفترة 2010 .2014 ومع مرور ثلاثة عقود من الأشغال، لم يتم تجسيد إلا 9 كيلومترات من الميترو و10 محطات. أما عن تكلفة التذكرة، فيرى الوزير بأنها ستكون مدعمة من قبل الحكومة ولن تتعدى على أقصى حد 50 دينارا. وأوضحت مسؤولة بالإعلام بمؤسسة ''رابت الجزائر'' المكلفة باستغلال الميترو بأنه ''سيتم اليوم إطلاق أول تشغيل تجريبي للميترو على طول مساره من البريد المركزي إلى حي البدر بباش جراح، من أجل الوقوف على التحكم في سيره، قبل أن يوضع حيز الخدمة التجارية في آخر أسبوع من شهر أكتوبر''. وسيكتشف العاصميون الميترو، بعيدا عن ''الوجه'' الذي كانوا يحلمون به، بسبب غياب مراحيض عمومية في الأنفاق، ولا حتى مقاعد الانتظار الكافية في محطاته، لكنهم سيقفون على إجراءات أمنية مشددة لمنع وقوع أي اعتداءات إرهابية أو سرقات أو تخريب، حيث تم في هذا الإطار تكوين حوالي 400 شرطي في هذا المجال، ناهيك عن أعوان الحماية المدنية.