انقسمت الساحة الفنية في سوريا، بين مؤيد ومعارض لنظام الأسد، حيث وجد أغلب الفنانين المعارضين أنفسهم مجبرين على مغادرة تراب بلدهم جراء مواقفهم المعارضة لسياسة النظام السوري الذي انتهج أسلوب قمع التظاهرات المعارضة منذ ما يزيد عن ثمانية أشهر. * ويرى المؤيدون للنظام أن ما يحدث اليوم في بلدهم مؤامرة أمريكية إسرائيلية تستهدف أمن سوريا منذ زمن بعيد، وأن بقاء بشار الأسد صار ضروة عربية وليس سورية فقط فيما. ويؤكد المعارضون أن أسلوب دمشق في قمع المظاهرات لم يؤد إلا إلى مزيد من تعرية النظام القمعي هناك، وأن رحيله صار أيضا ضرورة وطنية. * منى واصف ل"الشروق": * أنا باقية في سوريا ولن أغادرها مهما حصل * رفضت الممثلة الكبيرة، منى واصف في اتصال مع "الشروق" إبداء موقفها بخصوص حالة الفوضى واللاإستقرار التي تعيشها سوريا منذ أشهر واكتفت بالرد "على فكرة أنا أحب الجزائر وأحرص في كل مرة على زيارتها". * وأكدت صاحبة دور "هند" في فيلم "الرسالة" "أنا باقية في سوريا ولن أغادرها مهما حصل، ومهما حدث لن أتخلى عنها" وأضافت "لم أغادرها منذ اندلاع الأحداث ولم أتوقف عن التصوير، كما قمت بتصوير العديد من الأعمال التي أنهيت عملية تصويرها قبل مدة قصيرة"، قبل أن تضيف بالقول "موقفي هو الذي يحكي عني". * زناتي قدسية: "ما يحدث في سوريا مؤامرة" * أكد الممثل السوري ذو الأصول الأردنية زناتي قدسية في اتصال مع "الشروق"، أن الوضع الحالي في سوريا هو جزء من المخطط الأمريكي والإسرائيلي في العالم العربي قائلا: "ما يحدث في سوريا من تدبير أمريكا وإسرائيل وهما تسعيان بكل الطرق لمسحها من الخارطة العربية". * وأضاف قدسية قائلا "من دون أدنى شك أن ما يحدث في سوريا هو مؤامرة دنيئة تحاك ضد سوريا منذ زمن بعيد، لكن هذا السيناريو يعيش لحظاته الأخيرة". * وعن موقفه من بقاء الأسد في السلطة رغم مطالبة شعبيه بضرورة تعجيل رحيله رد قائلا "بقاء هذا القائد الشاب النبيل أصبح أكثر من ضرورة عربية، خاصة أن سوريا مستهدفة من طرف إسرائيل، غير أنها كانت في كل مرة تثبت أنها ليست بلدا ممانعا بل مقاوم وبصلابة". * وحمل قدسية كامل مسؤولية ما يحدث في سوريا لإسرائيل وأمريكا قائلا: "إنهما تسعيان إلى تقسيم المقسم وتجزئة المجزئ وبعث "سايكس بيكوجديد غير أن سوريا تدرك أبعاد هذا السيناريو الخطير الذي يهدد العرب جميعا وليس سوريا التي هي بصدد دفع الثمن". * الممثل جمال العلي: سوريا بخير ووسائل الإعلام تضخم الأحداث * قال الفنان السوري جمال العلي، إن الصورة التي تنقلها وسائل الأعلام عن حقيقة الوضع في سوريا مشوهة وكاذبة قائلا: "سوريا بخير ووسائل الإعلام تضخم الأحداث ومن يشك في ذلك فعليه أن يزورها من أجل التأكد من الوضع بها". * ولام العلي الموقف السلبي لجامعة الدول العربية تجاه سوريا موضحا "جامعة الدول العربية اتخذت موقفا دون القيام بتحري حقيقة الوضع في سوريا وهذا قرار مجحف وظالم ضد سوريا وشعبها". * وذكر جمال العلي الذي يسكن بالعاصمة دمشق "الحياة جد عادية في دمشق والناس يعيشون يومياتهم على غرار باقي الأيام والدليل أنني أحدثكم من الشارع". * الممثلة الشابة مريانة "لا علاقة لي بلعبة السياسة" * تجنت الممثلة الشابة مريانة الخوض في موقفها من الأزمة التي يمر بها بلدها سوريا قائلة "أفضل عدم الحديث في الموضوع على الإطلاق". * وأضافت مريان التي يظهر من خلال حديثها أنها تنتمي إلى شريحة الفنانين الذين يعتبرون ما يحدث في سوريا لا يعدو أن يكون إلا مؤامرة قائلة: "لا علاقة لي باللعبة السياسية لا من قريب ولا من بعيد". * جمال سليمان يعود إلى سوريا والأخوان محمد وأحمد ملص يفران إلى بيروت * دفع الخوف من ملاحقة النظام لهم العديد من الفنانين في سوريا إلى الهروب منها، بداية بالنجم جمال سليمان، الذي غادر سوريا باتجاه قطر ثم مصر بعد تهديده بالقتل من طرف النظام على خلفية تقديم الشكر لقناة "الجزيرة" على تغطيتها للأحداث في سوريا، مجددا نفيه لإجرائه أي حوارات أو مقابلات تلفزيونية شكر فيها القناة. * غير أن جمال سليمان راجع موقفه وقرر العودة إلى بلاده رغم التهديدات بالقتل التي تلقاها مؤخرا على خلفية اتهامه وقال سليمان - في بيان صدر عنه - "راجعت نفسي واكتشفت أنني مخطئ بعودتي إلى القاهرة، وبقائي فيها حفاظا على سلامتي الشخصية التي قد تنتهك، وقررت ألا أحضر زوجتي وابني إلى مصر التي أحبها كما أحب بلدي سوريا". * وأعلن الممثلان المسرحيان السوريان محمد وأحمد ملص انتقالهما من بيروت - التي أقاما فيها متخفيين لمدة شهر - إلى القاهرة لمواصلة أعمالهما الفنية الداعمة للاحتجاجات في بلدهما. * وقال محمد ملص: "انتقلنا إلى مصر لننفذ أعمالا فنية لدعم ثورة شعبنا"، موضحا أن تفاصيل المشروع "ستعلن في القاهرة عندما تكتمل الصورة"، مضيفا: "تجنبنا الحديث عن ذلك أثناء وجودنا في بيروت بسبب عدم شعورنا بالأمان هناك". * وذكرت وكالة الأنباء الفرنسية أن الأخوين ملص فرا إلى لبنان بعد أن استدعتهما أجهزة الأمن السورية، على خلفية مواقفهما السياسية وأعمالهما المسرحية الداعمة للاحتجاجات. * وأرجع أحمد ملص سبب مغادرة بيروت إلى أن الخوف في بيروت هو تماما مثل الخوف في دمشق، سيما بعد الأنباء التي تصل إلينا عن اعتقالات وخطف لمعارضين سوريين، متوقعا "أن تكون الأوضاع في مصر أفضل منها في سوريا ولبنان في الوقت الحاضر".