إن مرض الصدفية قديم جداً وقد ذكر في بعض الكتب والمخطوطات القديمة، وهو عبارة عن مرض جلدي مزمن غير معدٍ وعادة ما يكون على هيئة بقع حمراء محددة ومختلفة الأحجام وبارزة على سطح الجلد، وأكثر أماكن الجسم انتشاراً بها هي فروة الرأس، الأظافر، المرفقين، اليدين، الركبتين. حول هذا الموضوع، إليكم أهم الاستفسارات الصدفية إلتهاب جلدي غالباً ما يكون مزمناً، ومن المعروف أن الصدفية القشرية أكثر الأنواع شيوعاً وتتميز بطبقة محمرّة من الجلد تغطيها القشور، وقد تكون مصحوبة بألم أو حكّة، هي غير معدية، وقد تورّث والسبب الرئيسي للإصابة بها هو اختلال في جهاز المناعة. تتأثر الصدفية سلباً بأي التهابات تصيب الجسم، كما قد تتأثّر بالتدخين والكحوليات والأحوال الجوية وبعض الأدوية وخاصة أدوية الضغط والقلب. قد يصاحب الصدفية التهابات مفصلية شديدة وممكن أن تؤدي إلى تغيرات مزمنة في المفصل (نوع من الروماتزم) فيما يقارب 30٪ من مرضى الصدفية، في بعض الأحيان تتحول الصدفية القشرية إلى أنواع خطيرة مثل الصدفية الصديدية والصدفية الحمراء. تشخيصها يعتمد على الوصف الإكلينيكي ولكن أحياناً لا بد من أخذ عيّنة من الجلد وفحصها ميكروسكوبياً. بالإضافة إلى أن الصدفية تؤدي إلى تشوه الجلد المصاحب بالحكّة والألم، فإن الآثار النفسية والاجتماعية تفوق ذلك بكثير، فهي تؤدي إلى إحراج شديد بسبب منظر الجلد والقشور المتساقطة وقد تؤدي إلى انطواء وانعزال اجتماعي، وتأثيرها على النساء أكثر من الرجال. كما أن تأثيرها يعتمد على أجزاء الجسم المتناثرة، فقد تصيب فروة الرأس، الوجه، الرقبة، الجذع، الأطراف، الأظافر، المناطق التناسلية، وقد تؤثر على جميع أجزاء الجسم. إن نظرة الناس إلى مريض الصدفية قد تزيد من معاناته، فجهل الناس بطبيعة هذا المرض يجعلهم يعتقدون أنه معدٍ وقد لا يخفون اشمئزازهم عند مصافحة المريض، وهذا كله ناتج عن قلة التوعية الصحية، فهذا المرض لا يعني قلة النظافة كما أنه غير معدٍ. طرق الوقاية لا يمكن الوقاية من مرض الصدفية ولكن يمكن الوقاية من إثارة المرض وزيادة نشاطه، كعلاج الالتهابات مبكراً، تجنب التدخين، الكحوليات وبعض الأدوية وتجنب الأجواء الجوية القاسية . إن الاسترخاء والراحة النفسية قد يساعدان على استقرار الحالة المرضية وليس على مرضى الصدفية إتباع حمية معينة لتخفيف حدة المرض. والصدفية تحدث خللاً في نمو واستبدال الجلد، فالجسم يستبدل طبيعياً خلايا الجلد كل 48 ساعة، لكن الصدفية تزيد من سرعة هذه العملية بمعدل 5 إلى 10مرات، مما يؤدي الى حدوث القشور على الجلد. أشعة الشمس تساعد على التخلّص من بقع الصدفية وإذا لم يتمكّن الشخص من تعريض نفسه لأشعة الشمس فيمكن تعريض المناطق المصابة للأشعة فوق البنفسجية، كما أن الأجواء الدافئة والرطبة تفيد كثيراً في تحسين حالة المصاب والجو الجاف يزيد من شدة الصدفية. هل هناك علاج للصدفية حتى الوقت الحاضر لا يوجد علاج شاف للصدفية، فلا بد من تثقيف المريض ومناقشة جميع الخيارات العلاجية معه لاستعمال ما يناسبه منها من الأدوية الموضعية التي من الممكن استخدامها كالكورتيزون الموضعي. العلاج الضوئي قد يستخدم كطريقة موضعية وعندما تفشل الأدوية الموضعية والعلاج الضوئي في التحكم بالمرض يضطر الطبيب أحياناً إلى وصف حبوب أو إبر، وهذه عادة ما تخلو من المضاعفات وتحتاج إلى متابعة وفحوصات خاصة. لا يجب استخدام حبوب وإبر الكورتيزون إلا في أضيق الحدود لأنها قد تدفع الصدفية المستقرة إلى أحد الأنواع الخطيرة. الطرق العلاجية الحديثة من الطرق العلاجية الحديثة العلاج بالليزر، ويفضّل استخدامها للمرضى الذين يعانون من صدفية محدودة. كما يعتبر العلاج البيولوجي أحدث الطرق العلاجية الحديثة التي نعقد عليها آمالاً كبيرة في علاج الصدفية أو على الأقل التحكم بالمرض. وهذه مواد بروتينية مصنّعة بطريقة ذكية لها خاصية تقليل وتثبيط بعض المكونات المناعية المسببة للصدفية بالجسم. إلى أن يجد العلماء حلاً جذرياً لعلاج داء الصدفية، نقول إننا على الأقل قطعنا شوطاً طويلاً في التحكم به. المستحضرات الكيميائة أوالأدوية العشبية؟ توجد أعشاب تحدّ من الصدفية منها: - الصبّار تحتوي عصارة الصبر على جلوكوزيدات انثراكينونية وتختلف المواد الفعالة تبعاً لنوع النبات وعلى سبيل المثال نوع الصبر Aloe Ferox يحتوي فقط على المركب الجلوكوزيدي الوئين (تحتوي بجانب هذا المركب على باربالوئين Barbalion)، كما تحتوي على مواد راتنجية وأحماض عفصية ومتعددة السكاكر وبعض المعادن. ووجد الباحثون أن النبات أثبت فعاليته المضادة للألم وأنه استخدم منذ القدم لمعالجة الحروق وحالات الجلد بما في ذلك الجرب وحروق الشمس ولسعات الحشرات، ويستخدم النبات كعنصر رئيسي في مواد ومستحضرات التجميل لأنه معدل درجة حامضية وقاعدية الجلد (PH)، واستخدم النبات كمُليِّن، كما أن هناك بعض الدلائل تشير إلى أنه يعزّز من القدرة المناعية للجسم. وعصارة الصبر مفيدة للصدفية والأكزيما وطريقته أن يخلطه مع العسل ويعمل كدهان خارجي. - عرقسوس لقد تحدّثنا عن عرقسوس كثيراً، حيث يستخدم على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم وقد ذكرنا أنه يحتوي على مركب يشبه الى حد ما تأثير الهيدروكورتيزون ولكنه لا يعطي الأضرار الجانبية التي يسببها الكورتيزون، والطريقة هو أن يؤخذ مسحوق عرقسوس الناعم ويخلط مع فازلين وتدهن به المناطق المصابة. - الكتان يستخدم زيت بذر الكتان الذي يحتوي على أحماض اللينولينيك واكسوبنتانويك المفيدة في علاج الصدفية. وقد وجد أن 10 إلى 12غ من هذه الأحماض تعالج الصدفية وهذا ما يعادل 5- 6 ملاعق صغيرة من الزيت تساعد على الحد من الصدفية. الدكتور/ ر. حميدي