اختتمت فعاليات الأيام ال 21 لمهرجان قرطاج السينمائي، في أجواء تنظيمية محكمة، هذه المرة، على عكس الأجواء الأولى للافتتاح، استطاع الفيلم التونسي "آخر فيلم" للمخرج النوري بوزيد أن ينتزع جائزة التانيت الذهبي من الدورة ال 21 لمهرجان قرطاج السينمائي الدولي، كما حصل الممثل التونسي لطفي العبدلي على جائزة أفضل ممثل عن دوره في الفيلم، وأفضل دور نسائي ثانوي للممثلة فاطمة سعيدان، بينما ذهبت جائزة أفضل ممثلة للمغربية ثريا علاوي عن دورها في فيلم "طرفاية" وأحسن دور رجالي ثانوي إلى العراقي بشير الماجدي عن فيلم أحلام. وعلى جانب آخر، نال الفيلم التشادي "دارات" للمخرج محمد صالح هارون جائزة "التانيت الفضي" للمهرجان، وفاز فيلم "الانتظار" للمخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي بجائزة "التانيت البرونزي"، بينما حصل الفيلم الموريتاني "باماكو" على الجائزة الخاصة للجنة التحكيم للمخرج عبد الرحمن سيساكو. وفي مسابقة الأفلام القصيرة حصل فيلم "حافظ على هدوئك" للمخرج الفلسطيني سامح الزوابي على الجائزة الأولى، وحاز على الجائزة الثانية الفيلم المصري "النهار ده 30 نوفمبر" من إخراج محمود سليمان، واكتفى الفيلم الجزائري "خيط الحكاية" للمخرجة فاطمة الزهراء زعموم بالجائزة الثالثة، في حين حصل فيلم "من وقت لم تكن هنا" للمخرج الفلسطيني محمد بكري على الجائزة الأولى في مسابقة قسم الفيديو وحصلت المخرجة المصرية تهاني راشد على جائزة لجنة التحكيم الخاصة عن فيلم "البنات دول". تجدر الإشارة إلى أن المشاركة الجزائرية في المهرجان ضمن المسابقة الرسمية للأفلام الروائية الطويلة كانت بفيلمي "بركات" و"بلاد رقم واحد" وهما الفيلمان اللذان كانت "الشروق اليومي" قد انتقدت اختيارهما لتمثيل الجزائر بسبب ضعفهما على كل المستويات التقنية والفنية، زيادة على تقديمهما لصورة مشوّهة عن الواقع الجزائري وهي نفس الآراء التي أبداها السينمائيون في قرطاج، حيث أعابوا على المخرجة جميلة صحراوي عدم تمكنها من موضوع فيلمها وسقوطها في الرمزية غير المبررة على عكس مخرج "بلاد رقم واحد" الذي سقط في فخ الفضاضة التي لامست الإسفاف السينمائي ولعل المخرجان كانا متأكدين من مستوى فيلميهما، فاختارا عدم الحضور إلى قرطاج، حيث تم عرض الفيلمين في غيابهما، الأمر الذي طرح أكثر من سؤال حول المنطق الذي يتعامل به هؤلاء مع السينما وهل هما بالفعل سينمائيان أم أنهما احترفا هذا المجال صدفة أو لأسباب أخرى..؟ لتخرج الجزائر فارغة اليدين من الدورة ال 21 من مهرجان قرطاج السينمائي.. بل خرجت بمهزلة المستوى الرديء الذي خلفته المشاركة الجزائرية، والتي تركت انطباعا سيئا لدى كل رجال السينما ومحبي الفن السابع، بينما بقيت الآمال معلقة على تيار آخر من المخرجين على شاكلة الجزائرية فاطمة الزهراء زعموم صاحبة الفيلم القصير "خيط الحكاية" التي قال عنها النقاد بأنها تمتلك لمسة سينمائية مميزة. هذا وقد أثار فيلم "آخر فيلم" الذي يتناول ظاهرة استقطاب الشباب إلى الجماعات الإسلامية المتشددة جدلا واسعا عند عرضه لأول مرة بالمهرجان، وتدور أحداثه حول قصة شاب يدعى "بهتة" يعيش في حي شعبي يهوى الرقص والغناء الغربي ويحلم بالهجرة لأوروبا بكل الوسائل لتحسين وضعه المادي. وأكد النقاد أنه يعد أول فيلم يتناول موضوعا من المحرمات التي لم يسبق لأي فيلم تونسي وحتى في أفلام عربية تناوله بهذا الشكل، حيث واجه انتقادات من آخرين بأنه موجه بشكل رئيسي ضد الجماعات الإسلامية. ومن أهم اللقطات التي أثير حولها الجدل في الفيلم هو تعمد المخرج النوري بوزيد بث لقطات حقيقية حصلت خارج الفيلم ونقلها كما هي، ومن هذه اللقطات هو مشهد يؤديه لطفي العبدلي بطل الفيلم وهو يحتج من جديد على المخرج ويقطع ثانية التصوير ويقول لمخرجه "بعد نهاية الفيلم سيقتل أحدنا أو سيسجن". سمير بوجاجة: [email protected]