رغم المساعي الهادفة إلى إيجاد مصادر جديدة للطاقة الشمسية بولايات أقصى الجنوب وبالخصوص للتجمعات السكانية النائية في العديد من ولايات الجنوب الكبير على غرار القرى النائية بكل من أدرار، إليزي، تمنراست بسبب بُعد تلك التجمعات عن المصادر المعروفة للطاقة الكهربائية المنتجة على مستوى مراكز التوليد واستحالة توصيلها بالطاقة الكهربائية، إلا عمليات النهب المبرمجة حال دون رفع الغبن على هذه الجهات المحرومة. * سعت الدولة في السنوات الأخيرة من خلال برامج خاصة بمؤسسة سونلغاز من إنجاز برنامج الإنارة الريفية بواسطة الطاقة الشمسية والتيار المنتج تحت تأثير الضوء "الفوطوفولطائية"، والتي كانت تهدف إلى الوصول ل 1000 أسرة بولايات أقصى الجنوب الأربعة، بيد أن تلك البرامج العمومية وحتى بعض العمليات الخاصة التي أنجزتها العديد من المؤسسات على غرار مؤسسة بريتيش بتروليوم البريطانية ومؤسسة سوناطراك ببعض المناطق النائية، خصوصا التي تم تنصيبها على مستوى العديد من القرى النائية والحدودية والموجهة للسكان، وكذا على مستوى بعض المؤسسات التربوية والآبار الرعوية، والتي أنجزت في المناطق الرعوية بولايات الجنوب الكبير، لم تستطع الصمود لأسباب عديدة أهمها الإهمال الذي طال التجهيزات، وحتى بعض المصادر الجماعية للطاقة الشمسية "مراكز التوليد" التي وضعت كمصدر للطاقة الشمسية بتلك التجمعات، ويشكل غياب عملية الصيانة للتجهيزات الخاصة بالطاقة الشمسية أهم ما يرهن تلك البرامج كون هذه الانجازات لم يخصص لها الأعوان المختصون والمؤهلون للتدخل في صيانتها، هذا فضلا عن غياب الوسائل والمواد المستعملة في تلك التجهيزات، من حيث البطاريات الحافظة للطاقة، وكذا النوعية الخاصة للمصابيح المستعملة، فضلا عن التجهيزات الخاصة والملائمة لمثل هذه التقنية. من جهة أخرى، كانت تلك البرامج ولا تزال هدفا لظاهرة سرقة الألواح المستعملة في توليد الطاقة الشمسية من طرف المهربين على كل المسالك الصحراوية، بعتبارها المصادر الوحيدة المتنقلة لتوليد الطاقة في الصحاري، ناهيك عن كونها مصدر للمداخيل المضمونة بعد بيعها بمدن دول الساحل الصحراوي، بوصفها تجهيزات مطلوبة كثيرا بالمنطقة شمال دولتي النيجر والمالي، حيث لم تصمد الألواح التي تم تنصيبها على مستوى بعض الآبار الرعوية بالجهة، بعد أن طالتها اللصوصية، هذه الوضعية تكشف مدى هشاشة تسيير البرنامج الحكومي الخاص بتطوير الطاقة المتجددة بالجنوب، ويعتبر الهدف المعلن مؤخرا من خلال تكوين اختصاصيين من طرف مؤسسة سونلغاز لمتابعة برامج انتاج الطاقة الشمسية بولايات أقصى الجنوب جزء من الحل الذي ينتظره الكثير ممن يعانون من المشاكل المتشعبة في هذا المجال، خصوصا بالمناطق النائية بفعل التعطل المتكرر لتلك التجهيزات، وغياب التأهيل الذي يسمح بترقية الطاقة الشمسية بولايات أقصى الجنوب، بالنظر إلى التكلفة المرتفعة لمثل هذه المشاريع.