هاجس "القاعدة" يدفع الصحراويين للتسلح وفرض التعزيزات الأمنية المؤتمر ال13 لجبهة البوليساريو يتجه نحو ضبط تاريخ تقرير المصير أو المواجهة المسلحة ألقت الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء وواد الذهب "البوليساريو" القبض على المتورطين في عملية اختطاف السياح الأوربيين الثلاث من جنسية اسبانية وايطالية، ويتعلق الأمر بتنظيم جديد "غير معروف" لا علاقة له بما يسمى بتنظيم "القاعدة في المغرب الإسلامي"، وحسب المعطيات الأولية للتحقيق مع الموقوفين فإن ذات التنظيم يندرج ضمن شبكة للجريمة المنظمة. * وفي رده على سؤال "الشروق" خلال ندوة صحفية حول طارئ اختطاف رعايا أجانب عشية المؤتمر ال13 لجبهة البوليساريو المنعقد في الفترة ما بين 15 إلى 19 ديسمبر، بالتفاريتي المحررة، كشف، خاطري عدوه، رئيس لجنة تحضير المؤتمر عن توقيف متورطين "بشكل مباشر" في عملية الاختطاف، مضيفا "التحقيق متواصل قبل الكشف عن جنسية الفاعلين ولا زلنا نبذل المساعي بالتعاون مع بلدان المنطقة وخارجها لاسترجاع الرعايا، ونحن حريصون كل الحرص للحفاظ على حياتهم". * وقال عدوه "نندد بالاختطاف الغادر لمتطوعين يوم 22 أكتوبر، والشعب الصحراوي سيدافع عن ضيوفه كما سيدافع عن نفسه، حتى وإن اقتضى الأمر الدخول في مواجهة مع الإرهاب والجريمة المنظمة"، موضحا أن الخطط الأمنية ضبطت للتمكن من تغطية حيز المنطقة "الأراضي المحررة" التي هي تحت مسؤوليتهم بتواجد القوات المسلحة على طول الوقت. * وكشف قائد عسكري ل"الشروق" عن عدد المتورطين الذين تم توقيفهم، وأفاد أنهم تسعة أشخاص، لم يطالبوا بفدية مقابل تحرير الرهائن، مما يشير، بحسب نفس المصدر، إلى وجود أطراف وراء الاختطاف أهدافها سياسية، حيث أن تنظيم "القاعدة" يسعى دوما لكسب الصدى الإعلامي قبل المطالبة بالفدية. * ومن جهة ثانية، أفاد رئيس لجنة تحضير المؤتمر أن هناك 2100 مندوب منهم - ولأول مرة - 70 شخصا عن الأراضي المحتلة و114 طالب، و35 بالمائة من العنصر النسوي، مع قابلية تمديد الأشغال التي انطلقت أمس، ليومين إضافيين ما بعد 19 ديسمبر، وسيكون شعار المؤتمر المنعقد باسم الشهيد محفوظ علي بيبا "الدولة الصحراوية المستقلة هي الحل"، على خلاف المؤتمر ال 12 "الخيار العسكري هو الحل" بعد انسداد المفاوضات آنذاك - سنة 2007 - بسبب انحياز واضح للمبعوث الأممي "فالسون" إلى المغرب، غير أن مصادر عن المؤتمرين أفادت أن الطرح الموجود هو مطالبة المغرب بتحديد سقف تاريخ المفاوضات للوصول إلى الاستفتاء لتقرير المصير أو العودة مباشرة - بعد ثلاثة أشهر - للحل العسكري، وتأكيدا لذلك قال عدوه "انتهت سياسة الاحتواء والضم والتوسع على حساب الصحراويين". * وعلى نفس الصعيد، وقفت "الشروق" على مظاهر التسلح التي خيمت سواء على المخيمات الصحراوية بتندوف أو الأراضي المحررة ببئر لحلو في اتجاه التفاريتي، من خلال حمل أفراد الجيش لسلاح من نوع كلاشينكوف والذي لم يكن في السابق، وذلك على إثر عملية اختطاف الايطالية "روزيلا أورو" والاسبانية "أينوا فيرنونداز" والاسباني "ايريك غونيالونز" بمنطقة "الرابوني" مقر الرئاسة الصحراوية بتندوف. * وكان أول ما شد انتباهنا من مظاهر التعزيزات الأمنية، ساعة نزولنا بمخيم 27 فيفري هو فرض حظر التجوال منتصف الليل - حسب تأكيد صاحب الخيمة التي نزلنا بها بعدما ألح على عودتنا لذات السبب عقب جولة داخل المخيم بسيارته الخاصة - وعند أهبتنا للانطلاق نحو الأراضي المحررة، صبيحة يوم الأربعاء، كانت فرق الدرك الوطني الصحراوي مسلحة، سواء تلك التي طوقت موكب السيارات خلال التجمع أو السيارة التي رافقتنا، وعبر الطريق ومرورا بمنطقة بئر لحلو كان هناك ثلاثة حواجز أمنية لأفراد مسلحين من الجيش الصحراوي، وعند مدخل التفاريتي وضعت دبابتان وسيارة مزودة بالسلاح المضاد للطيران على شاكلة التي استعملها "ثوار" ليبيا في مواجهة كتائب العقيد القذافي الراحل.