صرّح المخرج المغربي، محمد نظيف للشروق اليومي، انه "لا يحب جدا أن يصفه البعض بواحد من صناع السينما النظيفة أو مثلما قال أحد النقاد أنه اسم على مسمى"، فقط لأنه لا يقدم مشاهد إباحية في أعماله الفنية، سواء القصيرة أو الأفلام الطويلة. هذه الأخيرة التي قدم نظيف مشاركته الأولى فيها من خلال عمله المسمى "الأندلس مونامور" أو الأندلس الحبيبة، والذي يروي قصة مجموعة من الحراڤة، يعتقدون بأنهم تمكنوا من الهجرة نحو إسبانيا في الوقت الذي كانوا يتواجدون فيه بشاطئ مغربي، وتحت حراسة عصابة وفرت لهم كل أجواء الغربة المزعومة. نظيف قال مجيبا عن تفاصيل فيلمه: "هذا العمل قدمته لإدانة جميع من يتورطون في تزايد أعداد المهاجرين سرا، لكن لا يحاسبون، بدليل أن نهايته تتمثل في القبض على عدد من المسؤولين الكبار بالمنطقة الشمالية في المغرب، وعندما أقول كبارا، فأنا أعني جنرالات وسياسيين في الحكومة" مستطردا: "لا يهمني من هم فوق، بل الأهم عندي الجمهور، وقد أسعدني استقباله للعمل اليوم بطريقة مبهرة في وهران". الأندلس مونامور، كوميديا هادفة، أعقبها الجمهور الذي حضر قاعة السعادة بوهران، بالتصفيق، وقد شارك في العمل، الممثل الجزائري هشام مصباح الذي أجاب عن سؤال يتعلق بدوره قائلا: "تقمصت شخصية الحراڤ لأقول للجميع أنه إنسان عادي جدا، مواطن مثل البقية، يشعر بالإحباط والملل، ويبحث دوما عن مستقبل أحسن". مشاركة مقدم برنامج "أهاليل" على شاشة التلفزيون الجزائري، ليست الوحيدة غير المغربية، بل هنالك أيضا ممثلون أفارقة، وممثلة من تونس، وموسيقار جزائري، ناهيك عن بعض الوجود الكوميدية البارزة في المغرب والتي حضر بعضها جسدا وتلاحم مع الجمهور الوهراني، في حين حضر آخرون روحا، وتمكنوا من صنع الحدث "أنا أبحث عن شراكة مغاربية فنية حقيقية وملموسة، وليس مجرد كلام في كلام" يقول نظيف ثم يسترسل أكثر فيؤكد معترفا "لدينا خطاب مزدوج هنا وفي الضفة الأخرى، لكن هؤلاء تقدموا جدا وتطوروا لكننا نحن ما زلنا نحلم بالأندلس المفقودة".