تأكد رسميا أمس أن العاهل السعودي الملك عبد الله لن يشارك في القمة العربية المقررة يومي 29 و30 من الشهر الجاري بالعاصمة السورية دمشق·ويأتي هذا ليؤكد أن المساعي التي قام بها الرئيس المصري حسني مبارك مؤخراً لاقناع العاهل السعودي لحضور قمة دمشق وإحداث الصلح بين الملك عبد الله والرئيس السوري بشار الأسد بخصوص الأزمة اللبنانية قد فشلت في إذابة الجليد الذي علق بعلاقات البلدين منذ اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري· وكان الخلافات بلغت أوجها بين الطرفين بعد أن اتهمت الرياضدمشق بالعمل على عرقلة انتخاب رئيس جديد في لبنان الذي يعيش على وقع فراغ سياسي منذ أربعة أشهر وهو الاتهام الذي نفته دمشق جملة وتفصيلا· وكانت العربية السعودية ومعها دول خليجية أخرى اشترطت قبل أيام أن يكون تمثيل لبنان في القمة العربية في دورتها العشرين بدمشق على أعلى المستويات مقابل مشاركة قادتها· وذهبت إلى حد مطالبة دمشق بالمساهمة في الاسراع في انتخاب رئيس جديد للبنان· وهو المطلب الذي جدده أمس مندوب السعودية لدى الجامعة العربية وسفيرها بمصر أحمد عبد العزيز قطان أثناء تسلمه رئاسة اجتماع مجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين·وسيكون تمثيل السعودية في أشغال قمة دمشق مقتصرا على مندوبها الدائم لدى الجامعة العربية· ووسط مخاوف من الفشل، دعا رئيس البرلمان اللبناني نبيه أمس فرقاء الأزمة اللبنانية للشروع في حوار وطني في حال فشل قمة دمشق في التوصل إلى حل ينهي الأزمة اللبنانية التي شكلت في الفترة الأخيرة نقطة خلاف حادة بين عدد من العواصم العربية· وقال نبيه بري أنه في حال فشل القمة العربية في ايجاد تسوية نهائية للأزمة السياسية في لبنان فإنه سيقوم بإجراء مشاورات مع عواصم عربية مثل القاهرةوالرياضوعواصم غربية من أجل الدعوة لعقد جلسات حوار جديدة بين المعارضة والأكثرية النيابية·وأوضح رئيس البرلمان اللبناني أن النقاش في هذه الجلسات سيركز على تشكيل حكومة وحدة وطنية وصياغة قانون انتخابات جديد· وأشار بري الى أن هذه المبادرة التي من المنتظر أن يعلن عنها شهر ماي القادم لاتتناقض مع المبادرة العربية لتسوية الأزمة اللبنانية والتي تدعو الى الاسراع في انتخاب قائد الجيش ميشال سليمان رئيسا جديدا للبنان· وتوحي تصريحات نبيه بري عن عدم تفاؤله بإمكانية أن تتوصل قمة دشمق إلى احداث اختراق في جدار الأزمة اللبنانية· وقد انطلقت أمس بدمشق اجتماعات المندوبين الدائمين للدول العربية وكبار المسؤولين تحضيرا لمشروع جدول أعمال القمة الذي سيرفع إلى اجتماع وزراء الخارجية العرب التحضيري· وكانت مصادر من الجامعة العربية أكدت أن جدول الأعمال يتضمن 26 بندا تتعلق بقضايا العمل العربي المشترك السياسية والاقتصادية والاجتماعية إلى جانب التقارير المرفوعة الى القمة منها تقرير حول نشاط هيئة متابعة تنفيذ قرارات القمم العربية السابقة· ومن المنتظر أن تأخذ الأزمة اللبنانية حصة الأسد من مناقشات القادة العرب المشاركين اضافة الى تطورات القضية الفلسطينية والوضع في العراق بعد مرور خمس سنوات من العدوان الأمريكي· كما سيبحث المشاركون على مدى يومين مسألة الارهاب الدولي وسبل مكافحته والعلاقات العربية مع التجمعات الدولية والاقليمية ووضع خطة عربية نموذجية للتربية على مبادئ حقوق الانسان للفترة مابين 2009 و2014·وقبل عقد القمة بأيام قليلة فقط فإن كل شيء يوحي في دمشق أنها تعيش على وقع حدث هام حيث زينت الشوارع باللافتات وأعلام الدول العربية كما تم اتخاذ اجراءات أمنية مشددة لاسيما بمطار دمشق الدولي·