من المنتظر أن يضطر رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري يوم غد الثلاثاء إلى تأجيل جلسة التصويت لانتخاب رئيس جديد للبلاد إلى موعد آخر بسبب استمرار حالة الاحتقان السياسي بين فرقاء الأزمة اللبنانية· وسيكون هذا التأجيل السادس عشر من نوعه منذ انتهاء عهدة الرئيس السابق إيميل لحود في 24 نوفمبر الماضي حيث لم يتمكن البرلمان اللبناني من تجاوز عقبة الانتخابات الرئاسية التي أدخلت لبنان في حالة فراغ سياسي غير مسبوق· وتقاطعت تأكيدات العديد من النواب عن مختلف الكتل السياسية، إرجاء جلسة التصويت لانتخاب رئيس للبلاد بسبب الخلافات القائمة بين قوى الأغلبية الحاكمة وقوى المعارضة الموالية لسوريا حول تشكيلة حكومة الوحدة الوطنية لا سيما بعد فشل الجهود العربية بقيادة الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى في إيجاد أرضية توافقية بين طرفي الأزمة تنهي حالة الاحتقان السياسي القائمة منذ أزيد من عام· وكان الأمين العام للجامعة العربية زار بيروت في العديد من المرات في محاولة لرأب الصدع ولم شمل البيت اللبناني حيث عرض على مختلف القوى السياسية في بيروت خطة عربية لاحتواء الأزمة اللبنانية لكنه فشل في تمرير مبادرته التي اعتبرتها المعارضة غير واضحة المعالم وتحتاج إلى مزيد من الشرح رغم أن فريق الأكثرية رحب بها وأكد أنها تحمل الحل المناسب للازمة· وتضمنت المبادرة ضرورة الإسراع في انتخاب قائد الجيش اللبناني العماد ميشال سليمان رئيسا جديدا للبلاد بعد أن حظي بالتوافق من قبل الطرفين ثم التوجه نحو تشكيل حكومة وحدة وطنية وصياغة قانون انتخابات جديد·لكن المبادرة العربية بقيت مجرد حبر على ورق وأكثر من ذلك فإن طرفي الأزمة اللبنانية سارعا كالعادة إلى تبادل التهم وتحميل كل فريق مسؤولية فشل وساطة الأمين العام العربي على الفريق الآخر· مشهد ميز الساحة السياسية اللبنانية منذ اندلاع الأزمة في لبنان شهر نوفمبر 2006 بعد إقدام المعارضة بزعامة حزب الله على سحب وزرائها من حكومة فؤاد السنيورة، احتجاجا على رفض هذه الأخيرة الاستجابة إلى مطالبها ومن ضمنها الحصول على الثلث الضامن أو المعطل لأي قرار لا تراه مناسبا للمصلحة اللبنانية· وألقت الأزمة اللبنانية بظلالها على استعدادات القمة العربية المقرر عقدها بالعاصمة السورية دمشق نهاية الشهر الجاري بعد أن اتهمت عواصم عربية سوريا بالعمل على تعطيل مسار الانتخابات الرئاسية في لبنان وهو الاتهام الذي رفضته دمشق وأكدت عقد القمة في موعدها المحدد· ولكن دول خليجية وفي مقدمتها العربية السعودية هددت بمقاطعة القمة العربية المقبلة وربطت مشاركتها بحضور لبنان أشغال القمة مما جعل لمسألة التمثيل والمشاركة بعدا ذا أهمية بالغة في حظوظ نجاح قمة دمشق أو فشلها· وهو ما يفسر الضغوط المتزايدة للدفع بالبرلمان اللبناني لعقد جلسة التصويت لانتخاب رئيس جديد للبنان قبل موعد قمة دمشق على خلفية أن تمثيل هذا البلد طرح إشكالا كبيرا في ظل الاختلافات التي لاتزال تطبع العلاقة بين فرقاء الأزمة اللبنانية·ولكن مصادر لبنانية رجحت مشاركة رئيس الحكومة فؤاد السنيورة كممثل للبنان الذي سيتصدر ملفه جدول أعمال القمة، في حين أكدت مصادر أخرى احتمال تمثيل قائد الجيش ميشال سليمان بلاده في القمة من منطلق أنه الشخصية الوحيدة التي حُظيت بالتوافق من قبل قوى الأغلبية والمعارضة لتولي منصب الرئيس·