"انتهى المهرجان ولسنا نحن من يحكم على نجاحه من فشله، بل أنتم" بهذا الخطاب الودي جدا، تحدثت ربيعة موساوي، محافظة الدورة الخامسة، والتي أنهت التظاهرة السينمائية، بتفاؤل شديد يشبه التفاؤل الذي كان عليه حمراوي حبيب شوقي في الطبعة الثالثة، وأيضا مصطفى عريف في الدورة الرابعة، حيث لا أحد يعرف ما إذا كانت موساوي ستستمر.. أم إن الجهات الوصية بات يستهويها تعيين محافظ لكل دورة!؟ الرئيس الشرفي، محمد بن صالح، قال إن الدورة الخامسة مرّت رغم كل شيء، والمحافظة ربيعة موساوي تحدثت عن قبولها جميع الاقتراحات قبل أن تضيف: "نحن لا نلعب حتى ننقل المهرجان لمدينة أخرى غير وهران"، في حين دافع المكلف بالإعلام بوزيان بن عاشور عن أهمية الاعتراف بالعمل المضني الذي يشبه النضال لكل المنظمين، بعدما وافقوا على قبول هذه المهمة الانتحارية ثلاثة أسابيع فقط، قبل حفل الافتتاح. أما الأكثر لفتا للانتباه في الندوة الصحفية الاختتامية، أمس، فكانت المكلفة بالبرمجة والمديرة الفنية للمهرجان، نبيلة رزايق، التي خلعت ثوبها الدبلوماسي المعهود، لتضع النقاط على كثير من الحروف، قائلة: "المهرجان لا يعترف بدلع أعضاء لجان التحكيم، ولا يمكنه أن يقف على شخص واحد مهما كان مُهّما، كما يجب على النقاد والصحفيين التركيز على الأشياء التي تحققت بدلا من شغل أنفسهم بما لم يتحقق"! كلام قوي جاء تعقيبا على بعض الملاحظات والأسئلة، قدمها عدد من الإعلاميين والنقاد، بعضها انحصر حول فوضى قاعات العرض، وعدم توفر إجراءات الأمن، في حين تحدث ناقد تونسي عن غياب التنظيم والأمن في القاعات التي احتضنت عروض الساعة التاسعة ليلا، ناهيك عن غياب احترام الوقت، فيما تجاوز البعض تلك النقاط التي اعتبرها الرئيس الشرفي للمهرجان: تفاصيل صغيرة، ليطرح السؤال الخطير: هل سيستمر المهرجان أم لا؟ وهو السؤال الذي ردت عليه المحافظة ربيعة موساوي بالقول: "إنه باق في وهران، فنحن لا نلعب"! أصحاب المهرجان والقائمون عليه، قالوا بأنهم سيبدأون التحضير للدورة السادسة من الغد، كلام ردده السابقون ويروجه اللاحقون دون أن يصدّقه أحد، في الوقت الذي أكدت فيه ربيعة موساوي في إجابتها عن سؤال للشروق بخصوص الميزانية: "لا تكلموني عن الميزانية، فإنني أخجل من الحديث عن أجور بعض الفنانين والتقنيين والمنظمين، في الوقت الذي يجب فيه أن يتم التركيز على ما هو أكثر أهمية". الأكثر أهمية، لم يكن أيضا ندوة رؤساء مؤسسات السينما العرب، وهي الندوة التي تم إلغاؤها بطريقة غريبة، قيل أن سببها تأخر وصول الوفود في موعدها المحدد، في الوقت الذي علمت فيه الشروق أن محافظة المهرجان لم تبعث أصلا الدعوات الرسمية في وقتها، بما تم تفسيره على أنه إجهاض مبرمج!! في حين أن المهم بقي منذ البداية وحتى الاختتام، أمس، هو الأفلام عند نبيلة رزايق، والتي قالت "مهرجان وهران هو الأفلام، وصناع السينما، وليس فقط النجوم، والحديث عن الفضائح والكواليس..".