تعيش ولاية وهران، منذ نهاية الأسبوع الماضي، على وقع فعاليات الطبعة الخامسة لمهرجان وهران للفيلم العربي (22-15 ديسمبر)، بمشاركة 18 دولة عربية، 12 فيلما طويلاو23 فيلما قصيراوسبعة أفلام وثائقية· وفي الافتتاح الرسمي بقاعة مؤتمرات ''المريديان'' تفاجأ الجمهور بصعود الفنانة المصرية هالة صدقي، في وقت أشيع خبر تخلفها عن المناسبة، وقد أكدت الممثلة في حديث مقتضب ل ''الجزائر نيوز'' أنها لن تعتذر للجزائريين لأنها متأكدة من عدم إساءتها لهم وأن حضورها محاولة للتقرب منهم وتبديد ''المؤامرة'' التي تدبرها أطراف ضدها· كانت الساعة السابعة مساء، عندما وصلنا إلى المدخل الرئيسي لمجمع المؤتمرات بأعالي وهران، كانت درجة الحرارة، في النزول إلى الأدنى، لولا حرارة البارود الذي أطلقه الخيالة أمام دهشة الضيوف العرب· اصطفت الفرق الفلكلورية اصطفافا، الواحدة أمام الأخرى، لا مكان يسع فردا إضافيا، فقد تجاوز عددها العشرين فرقة تقريبا، كل واحدة تقرع أغنيتها غير مكترثة بالأخرى· فلا تكاد تصغي لأحدها وتعجب بها· علما أن الولاية هي التي تكفلت بهذه الفرق، كمساهمة منها وتكفلت بحفلتي الافتتاح والاختتام، ناهيك عن تزيين المدينة· وسرعان ما انتهى العرض بمجرد دخول بهو ''المريديان''· بدت قاعة المؤتمرات ''المريديان'' جميلة جدا، بالنظر لهندستها المميزة، ورحابتها أيضا· ورغم الورود التي حملتها بنات البالي الوطني التابع للديوان الوطني للثقافة والإعلام، وزيهن التقليدي العاصمي، إلا أن الجمهور الذي غص به المكان، لم يحض بحفل افتتاح يليق بالتظاهرة التي أشعلت شمعتها الخامسة· إذ قدم عناصر البالي لوحتين راقصتين (عاصمي وعلاوي)، في وقت كان ينتظر صعود اسم من الأسماء الفنية المعروفة، لإحياء حفل الافتتاح كما جرت العادة في المهرجانات الكبرى· واكتفى المنظمون بحفل رسمي، تداول فيه الكلمة، بين محافظة المهرجان ربيعة موساوي، ووالي وهران عبد المالك بوضياف، الذي أكد على التحولات الواعدة التي ستشهدها ولايته في المستقبل القريب والبعيد· استغرب الحضور اختيار الثنائي محمد عجايمي وبهية راشدي، لتنشيط السهرة الافتتاحية، حيث تحول الحوار بينهما، إلى ما يشبه التمثيلية الإذاعية، أطلق فيها عجايمي قصائده الشعبية، في المدح خاصة، فيما قرأت راشدي، نصا حواريا هو أقرب إلى الخاطرة، منه إلى شيء آخر، كان موضوعه السينما والحياة· الالتفاتة التكريمية هذه السنة، خصت الجزائريين: فريدة صابونجي، أحمد سليم رياض، عدناني نور الدين، والتونسية فاطمة بن سعيدان· قاعات وهران لا تتماشى مع تطلعات المهرجان استبقت محافظة مهرجان وهران للفيلم العربي، صبيحة يوم الخميس الماضي، حفل الافتتاح بندوة صحفية، عقدتها مع ممثلي الصحافة الوطنية والعربية الحاضرين بوهران· واعتبرت المحافظة موساوي، ''أن المهرجانات الثقافية هي نوع من المساعدة التي تقدمها الدول العربية لبعضها البعض''، وأن الطبعة الخامسة للفعالية، تأخر موعدها إلى ديسمبر بسبب اضطراب الوضع العربي، وفي ردها على سؤال ''الجزائر نيوز''، أكدت المتحدثة، أن القاعات الثلاثة ''المغرب'' و''السعادة'' و''السينماتيك''، خضعت لعمليات تأهيل وتهيئة، حتى تكون جاهزة للمناسبة، في وقت يرى محمد بن صالح، الرئيس الشرفي للمهرجان، عكس ذلك حيث قال: ''أن مشكلة القاعات في وهران عويص، لم تقو الوزارة على حله، حيث فشلت كل التقارير التي رفعناها منذ عقود خلت·· فقاعات اليوم لا تتماشى مع روح السينما العالمية''، في إشارة منه إلى التغيرات التقنية التي لا تجاريها القاعات الثلاثة· في سياق آخر، صرح بن صالح بأن المهرجان لم يتلق قائمة طويلة من الأفلام المقترحة للمشاركة، لأن الربيع العربي، عطل آلة السينما، مشيرا إلى أن المغرب هو الوحيد الذي أنتج 12 فيلما مقابل فيلم واحد في تونس و2 في الجزائر، خلال العام الجاري· نبيلة رزايق، المديرة الفنية للمهرجان، قالت من جهتها،أن فيلم ''الأندلس يا الحبيبة''، لمحمد نظيف يعد العرض العالمي للعمل· وأن المهرجان في عامه الخامس، بلغ سن تأكيد هويته وترسيخها· كما قالت رزايق، أنه من حق المهرجان تغيير شعاره ووسامه، وأن ''الوهر'' يتماشى أكثر مع مكان المهرجان·