سنحاول من خلال هذا العدد أن نتعرّف على بعض الأمراض التى تنتشر في هذا الفصل والتي تصيب الجهاز التنفسي وسبل الوقاية منها والعلاج. الأنفلونزا: مرض يسبّبه فيروس الأنفلونزا وتستخدم كلمة أنفلونزا أحيانا لتشير بصورة عامة الى الأنفلونزا أو الأمراض المشابهة لها المسبّبات: تتم الإصابة بالمرض عن طريق استنشاق الفيروس الذي يتّصل بخلايا الممرّات الهوائية العليا وينْفذ الفيروس إلى الخلايا التي تبطّن هذه الممرات الهوائية ويتكاثر داخلها، وبمرور الوقت تطلق فيروسات أنفلونزا جديدة من الخلايا المصابة بالعدوى وتُعدي خلايا أخرى على طول الجهاز التنفسي، وقد تنتشر الأنفلونزا في الرئتين كما يمكن أن يُحمل الفيروس بعيدا في هواء الزفير مسببا العدوى لأناس آخرين. الأعراض: تشمل أعراض الأنفلونزا الشعور بالقشعريرة والحمى والصداع والألم والضعف، وتختفي هذه الأعراض عادة بعد حوالي أسبوع واحد، ومن الممكن أن تقلّ مقاومة جسم المريض للأمراض، ومن ثم فإن العدوى الثانوية مثل الالتهاب الرئوي البكتيري قد يصيب الإنسان بعد إصابته بها. وسائل العلاج: تتم الوقاية من الأنفلونزا عن طريق التطعيم، وتحتوي معظم لقاحات الأنفلونزا على فيروسات أنفلونزا مقتولة، وتوفر هذه اللقاحات بعض الوقاية ولكنها ليست فاعلة بالصورة التي يريدها العلماء، وقد تم تطوير لقاحات صنعت من الفيروسات الحيّة، كما تم استخدام هندسة الجينات لإنتاج لقاحات أفضل، بالاضافة الى اللقاحات، فإن العقاقير المضادة للفيروسات قد تستخدم للمعالجة أو الوقاية من أنواع معينة من الأنفلونزا، وكذلك الراحة وتناول حبوب الأسبرين. الحساسية تفاعل يحدث في جسم أشخاص لديهم حساسية لبعض المواد، تكون غير ضارة لشخص غير مصاب بالحساسية، مسببا حدوث أعراض تتراوح ما بين أعراض شديدة وخفيفة إذا تعرض لها شخص مصاب بالحساسية. والإصابة بالحساسية تحدث في أي وقت ولكن في معظم الأحيان يبدأ ظهور أعراضها في مرحلة الطفولة، وتشمل الصور العامة للحساسية الربو وحمى القش والحساسية الأنفية التي يطلق عليها اسم التهاب الأنف التحسّسي الدائم، وهناك أنواع أخرى وهي الإكزيما (تورُّمات حمراء مع هرش على الجلد) والشرى والصداع التحسّسي والاضطرابات الهضمية التحسسية. المسبّبات: يطلق على المادة التي تسبّب الحساسية إسم المستأرج وتشمل المستأرجات التي تسبّب معظم حالات الربو وحمى القش وحساسيات الجهاز التنفسي الأخرى غبار المنزل وبعض أنواع الفطر الصغيرة وحبوب اللقاع وقشور أو شعر الحيوانات الأليفة الموجودة بالمنزل، وقد تسبّب أغذية كثيرة تفاعلات الحساسية وتشمل هذه الأغذية الشكولاتة ولبن البقر والبيض والقمح وبعض الأغذية البحرية وبخاصة الأسماك الصدفية. ومن المستأرجات الشائعة المواد المضافة الى الأغذية مثل المواد الملونة للغذاء والمواد الحافظة. كما يوجد هناك عوامل وراثية بالنسبة لبعض أمراض الحساسية مثل الربو وحمى القش والإكزيما والتهابات الأنف التحسّسية الدائمة وبعض أنواع الصداع التحسّسي . الأعراض: يتفاعل الشخص المصاب بالمرض مع مستأرج معين أو عدة مستأرجات كان الجسم قد تعرّض لها من قبل، ويستطيع المستأرج تحفيز الجسم لإنتاج بروتينات تسمى أجساما مضادة وتتفاعل المستأرجات مع الأجسام المضادة بعد ذلك حتى تفرز خلايا الجسم مواد معينة في الدم وسوائل الجسم الأخرى، وتسبب هذا المواد التي يطلق عليها اسم المواد الهائية حدوث تفاعلات في خلايات أو أنسجة أخرى ويحتمل أن تسبب الكثير من المواد الهائية تفاعلات الحساسية في الناس والحيوانات، ويعد الهستامين المادة الهائية الرئيسية التي تسبّب الحساسية عند الناس. تؤثر المواد الهائية التي تفرز في الجسم على أنسجة تحسسية مستهدفة تشمل معظم هذه الأنسجة الشعيرات الدموية (أوعية دموية صغيرة) أو الغدد المخاطية أو العضلات الملساء (عضلات المعدة وأعضاء داخلية أخرى باستثناء القلب)، كما يسبب الهستامين بوجه عام تضخم الشعيرات الدموية وإفراز الغدد المخاطية وشدا في العضلات الملساء. وسائل العلاج: ليس هناك شفاء كامل من المرض، وقد يستطيع الناس تجنّب أعراض مرض تحسّسي معين وذلك بتجنب المستأرج الذي يسببه، وبالرغم من ذلك فإنهم يظلون حساسين لهذه المادة، ومن جانب آخر، من الممكن التحكّم في الحساسية، حيث يمكن أن يقلّ معدل حدوث وخطورة النوبات كما يمكن منع المضاعفات، وإذا ابتدأ العلاج في معظم الحالات بمجرد التعارف على الأعراض الأولى واستمر على أسس منتظمة، فإن هذا يؤدي الى نتائج علاجية طيبة، وفي حالة عدم علاج الحساسية فإنها تميل الى الأسوأ أكثر من ميلها الى الاحسن، ففي بداية الأمر يفحص الطبيب المريض فحصا بدنيا ويشخّص وجود مرض تحسسي من خلال أعراض المرض، وتستخدم اختبارات جلدية دقيقة للتعرف على المستأجرات التي تسبب المرض، ويحقن الطبيب أكثر المواد المسبّبة للحساسية شيوعا تحت الجلد مباشرة وذلك في مناطق متفرقة وتؤدي المواد التي تسبب حساسية عند المريض لاحمرار الجلد وتورّم خفيف في موضع الحقن، ويسبّب هذا الإجراء بعض المتاعب الخفيفة وسرعان ما تزول، كما يفيد علاج يطلق عليه اسم إنقاص الحساسية أو إزالة الحساسية في بعض أنماط حساسية الجهاز التنفسي، وبخاصة الربو وحمى القش والتهاب الانف التحسّسي الدائم ويستهدف علاج إنقاص الحساسية على وجه الخصوص التفاعل بين المستأرج والجسم المضاد، حيث يحقن الطبيب المريض بجرعة متناهية الصغر من حبوب اللّقاح أو أي مستأرج آخر بصفة منتظمة، وفي معظم الحالات يحقن المريض مرتين أسبوعيا لمدة شهرين تقريبا، ثم يحقن مرة واحد في الاسبوع بعد ذلك، ويزيد الطبيب من كمية المستأرج تدريجيا الى أن يصل الى جرعة يطلق عليها اسم الجرعة الاستمرارية، وتسبّب الحقنات في هذه الحالة تكوين أجسام مضادة مع المستأرجات، وهذا ما يؤدي الى تفاعل ضئيل مع المستأرجات التي تترك طليقة بدون اتحاد مع الأجسام العادية المضادة للحساسية. في العدد المقبل كونوا معنا لنوافيكم بمواضيع أخرى من أمراض الفصل والعصر. د/ر. حميدي