فصلت محكمة الجنايات بالشلف خلال ساعة متأخرة من ليلة أمس في قضية مثيرة وغير مسبوقة بذات الولاية يوجد من بين المتورطين فيها عقيد عسكري متقاعد وموثق قاما باستغلال هوية مفقود مختل عقليا لأجل التهرب الضريبي الذي بلغت قيمته 8 ملايير سنتيم، حيث تمت إدانتهم بأحكام بالسجن النافذ بين 3 سنوات و7 سنوات والبراءة. وتعود وقائع هذه القضية التي استغرقت جلسة محاكمة أطرافها البالغ عددهم 10 متهمين 12 ساعة كاملة إلى صائفة العام 2006 حين وردت رسالة مجهولة المصدر إلى مصالح الدرك ببوقادير كشف فيها صاحبها عن تجاوزات رهيبة لأجل التهرب الضريبي قام بها أفراد عائلة واحدة لم يتوانوا عن استغلال اسم فقيدهم المختل عقليا في معاملات تجارية ومصرفية، ما دفع بذات المصالح إلى مباشرة التحقيق في هذه القضية، حيث اكتشفت أشكالا مختلفة من التزوير واستعمال المزور طالت محررات إدارية ووثائق تجارية ومصرفية بغية الغش والتهرب الضريبي، تورط في صناعته بشكل رئيسي عقيد متقاعد من الجيش الشعبي وموثق ببلدية بوقادير. وحسب مصادرنا فإن العقيد العسكري المتقاعد رفقة ابن عمه قاما باستغلال اسم قريبهم المفقود منذ مدة والمختل عقليا لأجل ممارسة نشاط تجاري بنية التهرب الضريبي والبحث عن الربح السريع، ما دفع بالمحكمة إلى إدانتهما ب7سنوات سجنا نافذا لكل منهما، في حين أدين الموثق الذي ثبت تورطه في هذه القضية من خلال تحريره لعقد إيجار وهمي باسم المفقود ب 5 سنوات سجنا نافذا بينما حكم على طرف رابع على صلة بهذه القضية ب3سنوات سجنا نافذا، في حين استفاد بقية المتهمين وأغلبهم تجار من البراءة. ووفقا لما أوردته مصادرنا فإن بداية انكشاف خيوط هذه القضية جاءت عقب نشوب صراع بين أفراد عائلة المفقود والمختل عقليا، حيث طالب كل طرف بحصته من الكعكة التي نتجت عن استغلال هويته تجاريا، ومع احتدام الصراع ظهر كل شيء.