"الهروب من المنزل"، ظاهرة باتت شائعة في مجتمعنا الجزائري وتمثل الحل الوحيد للكثير من الشباب خاصة في مرحلة المراهقة للهروب من المشاكل العائلية واضطهاد الآباء. وقد يظن الكثير من هؤلاء بأنهم سيجدون الحرية والطمأنينة باللجوء إلى الشارع، إلا أنهم لا يعرفون بأن ما يخبّئه لهم هو عالم مليئ بالإجرام والرذيلة، وهو ما وجدته الضحية (أ.ح) التي هربت من بيت أبويها بسيدي بلعباس لتقع فريسة للاغتصاب في العاصمة. هذه الضحية التي التقيناها بمحكمة الجنايات لدى مجلس قضاء الجزائر العاصمة وهي تنتظر والقلق باد على وجهها الصغير، القصاص من الإنسان الذي غدر بها وأفقدها أعز ما تملكه الفتاة في الدنيا، بعدما خطفها ذات ليلة من 2 جويلية 2005 حينما كانت بساحة الشهداء بالعاصمة بصدد البحث عن فندق للمبيت وإذ بسيارة تقف أمامها طلب منها سائقها المتهم (ع.م) نقلها فركبت معه وأخبرته بكل عفوية أنها هاربة من المنزل العائلي وأنها تبحث عن نزل، وعندئذ توجه إلى إحدى الفيلات وبدأ ينادي صديقا له إلا أنه لم يعثر عليه فتوجه إلى الغابة حيث أوقف سيارته وأخبر الفتاة بأنه ينوي قضاء الليلة معها، فشرعت الفتاة المسكينة في الصراخ علها تجد من ينقذها من مخالب هذا الوحش الذي لم يرحمها ولم تشفع لها عنده دموعها التي ذرفتها بحرقة، ولا حتى توسّلاتها بأن يدعها وشأنها حيث وجه لها لكمة طالبا منها الاختيار بين الموت والاغتصاب ولا خيار بينهما، ولم يستمع إلى توسلاتها وقام بالتعدي عليها، وبعدها انطلق بها على متن سيارته وتوقف عند محل أحد الأشخاص الذي قال له »حرام عليك« وعند وصولهما عند حاجز الشرطة أشارت الفتاة لهم وحاولت الاستنجاد بهم فأوقفوا صاحب السيارة وأخبرتهم بما فعله بها. وبعد التحقيق مع المتهم أحيل ملف القضية على محكمة الجنايات بسيدي امحمد بالجزائر العاصمة بتاريخ 16 نوفمبر 2006 ولما مثل المتهم (ع.م) بين يدي القاضي صرّح بأنه تعرف على الضحية بإحدى الحانات المسماة »الكرة الصغيرة« وسلم لها رقم هاتفه النقال لأنه اتفق معها على نقلها بعد السهرة، وفي حدود الحادية عشرة ليلا هاتفته وضربت له موعدا، فنقلها على متن سيارته إلى إحدى الفيلات بحي 5 جويلية أين كان صديقه يحتفل بيوم زفافه وبعد ذلك توجه إلى إحدى الملاهي بشاطئ تمنفوست وفي حدود الساعة الثانية عشرة ليلا توجها إلى ملهى »سانتا مونيكا« وبعد فترة خرجا منه وتوجها نحو مكان خال بحي فايزي أين أوقف سيارته ومارس معها العلاقة الجنسية واغتصبها بدون شعور، وغادر بها المكان إلى أن وصل إلى حاجز أمني أين نزلت من السيارة وأخبرت الشرطة. أما الضحية التي كانت مضطربة وخائفة جدا في الجلسة، فأكدت بأنه اغتصبها بالقوة بعد خنقها وضربها وقد قدمت شهادة طبية تثبت اغتصابها بالعنف. أما النائب العام فقد طالب بإنزال أقصى عقوبة على المتهم (ع.م) لارتكابه جناية هتك عرض والخطف على مستوى حي فايزي بالعاصمة إضرارا بالضحية (أ.ح) ومعاقبته ب10 سنوات سجنا نافذا طبقا لأحكام المادتين 336 و291 من قانون العقوبات. وبعد مداولات هيئة المحلفين والمستشارين حكمت محكمة الجنايات بمجلس قضاء الجزائر العاصمة ب4 سنوات سجنا نافذا في حق امتهم (ع.م) لارتكابه جناية هتك عرض وهذا بعد استفادته من ظروف التخفيف. إلهام بوثلجي