عالجت محكمة بالعاصمة، صباح الاثنين ، قضية تتعلق بتمويل جماعة إرهابية تعمل على بث الرعب وسط السكان، وعدم التبليغ عن جناية تورط فيها إرهابي تائب سبق أن استفاد من ميثاق السلم والمصالحة المدعو (ر. عز الدين) وفلاح يسمى (ج. حميد). كانت الساعة تشير إلى العاشرة صباحا عندما نادت القاضية على المحلفين لاختيار تشكيل محكمة الجنايات، لتأمر بعد ذلك كاتب الضبط بتلاوة قرار الإحالة، وبعدها نادت على المتهم الأول (ز. عز الدين) لتبدأ المحاكمة.. - أنت (ز. عز الدن) من مواليد 1971، ببرج الكيفان، أنت متابع بتمويل جماعة إرهابية وعدم التبليغ بعدما سبق أن استفدت من المصالحة، فماذا تقول؟ = أنا أعيش مع والدي وأعمل كبائع حلويات بمخبزة بالكاليتوس، بعدما قضيت مدة السجن حول قضية إرهابية سابقة واستدفت من المصالحة، وبالنسبة للوقائع فلا علاقة لي بها، فقد هتف لي أخي محمد وهو الآن بالسجن ليخبرني بأنه يحول إقناع أخانا كمال الإرهابي بتسليم نفسه، وبعدها بأربعة أشهر استدعتني الشرطة لأتعرف على جثة كمال بعد مقتله فلم أعرفه حتى جاءت والدتي وتعرفت عليه، وبعدما استدعيت للتحقيق وها أنا أحاكم أمامكم.- أنت قلت للشرطة بأن أخاك محمد كان يبني غرفة بالبيت تحوي مخبأ للإرهابيين وأن أخاك كمال وإرهابي آخر أخذ الأموال من عند الفلاح (ح. حميد)؟ = أنا لم أقل هذا؟- كم مكثت بعد استفادتك من المصالحة؟ = 9 أشهر ثم ألقي علي القبض- أنت من ساعدت أخاك لبناء مخبأ تحت الأرض؟ = لا يا سيدتي القاضية.تكمل القاضية الاستجواب مع المتهم الأول لتنادي على المتهم الثاني (ح. حميد) - أنت (ح. حميد) مولود سنة 1964 بالعوينات ومتابع بنفس التهم المتعلقة بالتمويل وعدم التبليغ عن جماعة إرهابية؟ = أنا أعمل كفلاح بالحميز، كنت خارجا من المسجد في جوان الماضي بعد صلاة العشاء فاعترض طريقي شخصين مسلحين طلبا مني مبلغ 5 ملايين سنتيم، فأخبرتهم أنني لا أملك المال، فأخرج أحدهم مسدسا ووضعه فوقي والآخر أخرج مبلغ مليون و700 ألف سنتيم من جيبي وتركاني ولاذا بالفرار ثم بلغت في الغد الشرقة بالحميز وباب الزوار.- لماذا لا يوجد بيان في الملف يثبت أنك قمت بالتبليغ؟ = الورقة تأخرت، وهي الآن عند دفاعي، سيظهرها لكم في المرافعة ولا علاقة لي بالإرهابي. وبعد الاستجواب ذكرت القاضية بنتائج البحث الاجتماعي للمتهمين، فالأول (ز. عز الدين) ينتمي إلى عائلة متواضعة، وله أخ إرهابي قضي عليه، وآخر مسبوق في قضية إرهابية، وله سوابق في النشاط مع الإرهاب، وسبق وأن استفاد من المصالحة، أما المتهم الثاني (ح. حميد) فهو ذو أخلاق حسنة لم يلتحق بمقاعد الدراسة، أب لثمانية أطفال، يعمل كفلاح، ليست له سوابق عدلية. وفي هذا السياق التمس النائب العام عقوبة 10 سنوات سجنا نافذا و300 ألف دينار غرامة نافذة في حق المتهمين (ز.عز الدين) و(ح. حميد) لتورطهما في جناية تمويل جماعة إرهابية وعدم التبليغ عن جناية وفقا لأحكام المادة المادة 87 من قانون العقوبات. في المقابل، طالب دفاعهما ببراءتهما التامة، حيث اعتبر دفاع المتهم (ز. عز الدين) أنه يتابع بنفس التهم التي سبق لأخيه محمد أن حوكم عليها في الدورة السابقة بثلاث سنوات سجنا نافذا، معتبرا أنه لا يجوز متابعة موكله لأنه فقط مسبوق قضائيا، أما الأستاذ (ش. مسعود) الذي رافع عن براءة موكله (ح. حميدة) فقد اعتبر هذا الأخير بريئا كل البراءة مما نسب إليه، لأنه تعرض للسرقة وبلغ عناصر الأمن ولا علاقة له بالإرهابيين. لتنطلق محكمة الجنايات بعد المداولات القانونية بمشاركة المحلفين بحكم عامين حبسا نافذا و100 ألف غرامة نافذة ضد (ز. عز الدين) بجناية التمويل وجنحة عدم التبليغ في حين أدانت المتهم الثاني (ح. حميد) بعام حبسا موقوف التنفيذ و20 ألف غرامة لجناية تمويل جماعة إرهابية.