قامت مصالح الأمن في ظرف لا يتجاوز 3 أشهر، من تفكيك أكثر من 15شبكة دعم وإسناد للجماعات الإرهابية، تمكنت بموجبها من توقيف أكثر من 60 شخصا متورطا من بينهم تجار وتائبين ومفرج عنهم في إطار تطبيق ميثاق السلم والمصالحة الوطنية وأجانب وحتى معوقين حركيا، وأغلب هؤلاء ليسوا محل بحث. وكشفت مصادر أمنية ل"الشروق" عن إتصالات تكون جارية بين القادة الإرهابيين مع أبناء وأقارب الإرهابيين الذين قضت عليهم قوات الأمن في سنوات سابقة لإقناعهم بالإنضمام لهذه الشبكات. وتتصدر بومرداس قائمة الولايات التي سجل بها نشاط هذه الشبكات بمنطقة الوسط إضافة إلى البويرة، تليها سكيكدة وخنشلة مما يكشف خريطة نشاط الجماعة السلفية للدعوة والقتال التي تنتمي إليها الشبكات. وتشكل شبكات الدعم والإسناد العمود الفقري لأي تنظيم مسلح، خاصة في مجال دعمه بمعلومات حول تحركات أفراد الأمن، لكن مصادر مقربة من التحقيق في هذا النوع من القضايا، أكدت ل"الشروق" أن التنظيمات الإرهابية تسعى لتفعيل عمل هذه الشبكات في إتجاه توظيف عناصر جديدة وإلحاقهم بالعمل المسلح في ظل تراجع عدد النشطاء بسبب موجة التوبة وضربات قوات الجيش. وتشير الأرقام المتوفرة لدينا إستنادا إلى مراجع إعلامية أن مصالح الأمن تمكنت من تفكيك أكثر من 15 شبكة دعم منذ شهر سبتمبر الماضي إلى غاية نهاية شهر نوفمبر وهي الفترة التي أعقبت إنتهاء الآجال التي حددها ميثاق السلم والمصالحة للمسلحين لتسليم أنفسهم، ليتحول عمل أجهزة الأمن إلى ملاحقة شبكات الدعم والإسناد التي تشكل القواعد الخلفية لأي تنظيم، لكنها تواجه ميدانيا صعوبات على خلفية أن هؤلاء ليسوا محل بحث مما يجعلهم بعيدين عن أية شبهة أو شكوك، حيث تم توقيف معوقين حركيا كانوا مكلفين بنقل الإرهابيين ونقل المؤونة بعد تفكيك شبكة تنشط بين العاصمة وبومرداس، وأجانب من بينهم تونسيين ومغاربة، كما تم تفكيك شبكات تضم تائبين أغلبهم مفرج عنهم في إطار تطبيق ميثاق السلم. وتشير مصالح الأمن إلى التحول في نشاط هذه الشبكات التي لم تعد تقتصر فقط على الدعم بالمعلومات والأموال، بل أصبح عملها يتماشى مع نشاط التنظيمات الإرهابية التي تحترف اليوم الإجرام المنظم واللصوصية لتصبح مهمة هؤلاء "تسويق" المسروقات في عمليات السطو على البنوك ووكالات البريد وممتلكات المواطنين في الحواجز المزيفة، خاصة السيارات، حيث تم تفكيك شبكة دعم تنشط على محور العاصمة، بومرداس وتيزي وزو مختصة في سرقة وتفكيك السيارات لتمويل الجماعات الإرهابية، كما أصبحت مهمة أفراد شبكات الدعم مراقبة تحركات الأثرياء أكثر من أفراد أسلاك الأمن في إطار سياسة الإختطافات التي إنتهجتها مقابل طلب فدية. وتتراوح أعمار هؤلاء الموقوفين بين 18 و52 سنة أغلبهم شباب بطالين إضافة إلى أصحاب مستودعات لتصليح السيارات وتائبين وأئمة ومدنيين مسلحين قدموا معلومات حول تحركات أفراد الجيش كما حدث بسكيكدة وباتنة وبسكرة. وتجري مصالح الأمن تحريات منذ أسابيع لتفكيك شبكة تكون تنشط في العاصمة وذلك بعد إنفجار قنبلة تقليدية بالحراش ليلة 27 من شهر رمضان الماضي، وتتميز شبكات الدعم التي تنشط بولاية بومرداس بكونها "عائلية" تضم أقارب الإرهابيين النشطين في الجماعات الإرهابية مما يجعل من الصعوبة تفكيكها. ويتم تكييف التهم بعد توقيف هؤلاء منذ المصادقة على ميثاق السلم في إطار القانون العام، بتهمة تكوين جماعة أشرار، التستر على مجرمين وعدم الإبلاغ عنهم والمشاركة في القتل مع سبق الإصرار والترصد، السرقة الموصوفة وتتراوح العقوبات بين 5 إلى 15 سنة حبسا نافذا، ولايستفيد هؤلاء من الأحكام التخفيفية ويلزمون بقضاء كل العقوبة. نائلة.ب : [email protected]