العقيد علي تونسي يشرف على تخرج دفعات من ضباط الشرطة نجحت مصالح الاستعلامات الأمنية في عملية نوعية من إحباط مخطط إرهابي، وضبط إرهابي تائب مستفيد من ميثاق السلم والمصالحة الوطنية تمكن من الالتحاق بصفوف الأمن الوطني برتبة ضابط بعد تزوير هويته وتحريف أحد أحرف كنيته، وقالت مصادر مؤكدة ل"الشروق اليومي"، أن مصالح الاستعلامات كانت على علم مسبق بالمخطط الإرهابي وكانت تترصد تحركاته. * تعود الوقائع الى حوالي 4 أشهر، عندما قرر هذا التائب الالتحاق بصفوف الأمن الوطني، وقدم ملفا وخضع للتحقيق حول حسن السيرة واللياقة البدنية، ليتم قبوله في إحدى مدارس الشرطة، وتلفت مصادرنا الانتباه الى أن مصالح الأمن كانت تترصد تحركات هذا التائب في إطار الرقابة المفروضة على جميع التائبين، خاصة المفرج عنهم، حيث يوجد بالعاصمة وحدها أكثر من 300 تائب يخضعون لتحقيقات أمنية غير مباشرة، ويكلف أعوان بترصد تحركاتهم، خاصة المشتبه في صلتهم مجددا بالجماعات الإرهابية، ويتم إعداد تقارير عنهم تقدم أسبوعيا للمصلحة المختصة، ووصف مصدر أمني مسؤول هذه الإجراءات ب"أنها وقائية"، خاصة في ظل الاتصالات الحثيثة لقيادة "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" بالتائبين لإعادة تفعيل خلايا الدعم اللوجيستيكي، مؤكدا أن هؤلاء يظلون تحت الرقابة الأمنية، خاصة بعد تسجيل التحاق تائبين مفرج عنهم وتجنيدهم كانتحاريين منهم انتحاري المجلس الدستوري بالأبيار * وتمكن التائب من الإنخراط في صفوف الأمن الوطني برتبة ضابط بحكم مستواه الدراسي (متحصل على شهادة ليسانس)، وتم تحويله بعد نجاحه في المسابقة للعمل في أحد مراكز الأمن واشتغل لمدة 4 أشهر قبل توقيفه، ويشتغل المحققون على فرضية أن تكون قيادة تنظيم "الجماعة السلفية" قد تبنت نفس منهج "الجيا" في سنوات التسعينات باختراق صفوف الأمن، لتزويدها بمعلومات عن مخططات مكافحة الإرهاب وتوقيت العمليات العسكرية وتحركات رجال الأمن، خاصة المختصين القدماء في مكافحة الإرهاب، ويعمل المحققون على احتمال أن يكون هذا التائب قد كلف أيضا بتوفير معلومات لاستهداف المراكز الأمنية ومخازن الأسلحة * وجدير بالذكر، أن قيادة "درودكال" كانت قد جندت أعوان الأمن والرقابة في الشركات الخاصة والمحاجر في شبكات دعم وإسناد لها، وكانت مصالح الدرك الوطني قد أوقفت أعوان حراسة بالشركة الفرنسية "رازال" لانتمائهم لشبكة دعم وإسناد الجماعة التي نفذت الاعتداء الذي استهدف مهندس الشركة وهو فرنسي وسائقه الجزائري في انفجار قنبلة ليتم فرض رقابة في توظيف أعوان الأمن في الشركات الأجنبية والمراكز الحساسة. * عجز قيادة الجماعة السلفية في الحصول على معلومات في ظل تفكيك العديد من خلايا الدعم اللوجيستيكي جعلها تهتدي الى "اختراق" صفوف المصالح الأمنية، مما دفع المديرية العامة للأمن الوطني الى تشديد إجراءات التوظيف والالتحاق بصفوفها ومصالحها، كما قامت المديرية العامة للأمن الوطني بحركة تحويلات واسعة في جهاز الإستعلامات العامة أهمها تحويل مدير الإستعلامات العامة لولاية الجزائر.