إستفزها ما كتبته في هذه الصفحة الأسبوع الماضي حول تصريحاتها لإذاعة "صوت الغد" الأردنية، سلمى غزالي التي انطلق برنامجها الجديد "عيش براري" أول أمس على التلفزيون الجزائري وقناة LBC اللبنانية، قالت إنها وصلت الجزائر فوجدت نفسها في مواجهة عاصفة حقيقية بسبب "الشروق اليومي".. إليكم التفاصيل. * قلت لي في الهاتف إنه يجب أن نلتقي حتى توضحي حقيقة ما حدث في الأردن، لأن الموضوع أخذ أبعادا كبيرة مع أنك مظلومة، كيف؟ - أولا لا أنكر ما نسب إلي من تصريحات وأنا فعلا تكلّمت في موضوع برنامج "عيش براري"، لكن هذه التصريحات جاءت في سياق آخر فأسيء فهمها أو أنني فشلت في التعبير عن أفكاري فوصلت إلى المستمعين بشكل خاطئ، فمن غير المعقول أن أسيء إلى الجزائر ولبرنامج يخدم الجزائر لأروج للبنان أو الأردن رغم حبي لهذين البلدين. * طيب، ما الذي حدث بالضبط؟ - في سياق الحوار الذي جمعنا أنا وزوجي مع إذاعة "صوت الغد" سألني المنشط عن برنامج "عيش براري"، ولأنه ينتمي ضمنيا لبرامج تلفزيون الواقع طلب مني أن أحكي عن الأشياء الطريفة التي حدثت معي أثناء التصوير، فتكلمت عن صعوبة البرنامج المصور بالكامل في البرية وكيف أنني وجدت صعوبة في التكيّف مع الأجواء البدائية والبعوض الذي غزى مكان إقامتنا. أما بالنسبة للأكل، فأنا أتّبع حمية خاصة جدا، لهذا فقد كانت والدتي تحرص دائما على تحضير وجباتي، ولأنها تحسن تدبر أمور المطبخ وبطلب من فريق العمل كانت تقوم بتحضير أطباق خاصة لكل العاملين، هذا كل ما في الأمر، لكن الظاهر أن ما قلته في إطار خاص فهم على أنه شكوى من الظروف المعيشية في الجزائر، وهذا غير صحيح على الإطلاق فوطنيتي فوق كل الشبهات. * وما الذي حدث بعد ذلك؟ - 24 ساعة فقط بعد الحوار الذي أجريته مع الإذاعة الأردنية استيقظت على عشرات المكالمات من الجزائر من الأهل والأصدقاء، كلهم يستفسرون عن حقيقة هذه التصريحات، وعلمت أن القضية أخذت حجما كبيرا بعد أن تلقيت طلب استفسار من منتج البرنامج مباشرة بعد وصولي إلى الجزائر في إطار الحملة الترويجية لعيش براري، والحمد لله أن الأمور سويت بعد أن استمع إلى وجهة نظري وتأكد أن الأمر كله سوء فهم، خاصة وأنه يعلم كم كانت سعادتي كبيرة حين علمت أن البرنامج سيصور بالجزائر وكم بذلت من جهد في سبيل أن أكون في المستوى. * على ذكر الجهد، ألم تترددي في الموافقة على تنشيط برنامج يتطلب لياقة بدنية عالية ويحمل الكثير من التمارين الخطيرة، خاصة وأن البرنامج في نسخته الأصلية "سورفايفر" أو النسخة الفرنسية "كولا هونتا" أسند فيها التنشيط لعنصر رجالي. * قد تندهش، ولكن كل ما قلته كان وراء موافقتي على تنشيط البرنامج، فهو برنامج غير مألوف وفيه الكثير من الجديد حتى بالنسبة لنسخته الأصلية، فأنا من خلال عيش براري أشارك المنافسين تقريبا في كل المسابقات على عكس المنشطين في النسخة الأمريكية والفرنسية وأنا بطبعي رياضية وأحب المغامرة كما يقال عندنا "جزائرية وكاميكاز" * ولكنك تابعت تدريبات شاقة لمدة ثلاثة أشهر كاملة قبل بداية التصوير؟ - صحيح تدريبات رياضية، وتدربت حتى على اليوغا، ولكن أصعب شيء كان التدريبات المسرحية التي تلقيتها على يد واحد من رواد المسرح في لبنان وهو الأستاذ "جلال خوري". * ولماذا التدريبات المسرحية لبرنامج تلفزيوني؟ - المنشط في برنامج "عيش براري" يتعدى حدود التنشيط ليلبس شخصية خاصة هي في مجملها شخصية قيادية تفرض سيطرتها على المشاركين، ولأني إنسانة مبتسمة على طول الخط وكوميدية جدا كان من المستحيل أن أقدم البرنامج على طبيعتي، والحق يقال إن الأستاذ جلال الخوري تعب معي كثيرا حتى تمكنت من رسم تعابير الوجه التي تشاهدونها في البرنامج، وكان دائما يقول "آسف لكني مضطر لأن أنزع من وجهك هذه الابتسامة الجميلة". * أنت جزائرية تمثلين المغرب العربي، ومشرقية بحكم زواجك من أردني واستقرارك هناك، كيف وجدت نفسك حكما بين فريقين متنافسين واحد من المشرق العربي والثاني من المغرب العربي؟ - هذا أصعب شيء واجهته أثناء تصوير البرنامج، كان يراودني دائما شعور بأن المتسابقين ينظرون إلي على أني منحازة، ففريق المشرق العربي يظنون بأني منحازة للمغرب العربي بحكم أني جزائرية، وفريق المغرب العربي يظن العكس لأني متزوجة من أردني ومقيمة هنا، وكان هذا الشعور يتدعم في الحلقة الأسبوعية التي أجمع فيها كل الفريقين لأعلن نتائج الأسبوع والفريق الفائز. * ألا تظنين أنك أخطأت الطريق حين وافقت على الظهور كمنشطة مع أن الجميع كان ينتظرك مطربة؟ الحقيقة أن ظهوري كمطربة كان سيسبق ظهوري كمنشطة، لكن تأخر صدور أعمالي الغنائية مع روتانا بسبب ظروف الحرب على لبنان غير هذه الترتيبات، وستطرح لي روتانا أغنيتي ضمن ألبوم جديد فيه ثلاثة من طلاب ستار أكاديمي من بينهم زوجي بشار مع نهاية العام، حيث سأبدأ تصوير فيديو كليب الأغنية "بناقص" من كلمات عمر صاري وألحان زوجي، أما الأغنية الثانية فتعاملت فيها مع اثنين من أحسن كتاب الكلمات والملحنين في المشرق العربي وهما رياض العمشري وأمير طعيمة. * الأغنيتان باللهجة المصرية، ألم تفكري بأداء أغنية باللهجة الجزائرية؟ حين أمضيت مع روتانا وطلبوا مني اقتراح الأغاني، اقترحت أغنية جزائرية، ولكن إدارة روتانا رأت بأن انطلاقتي الأولى يجب أن تكون من خلال النوع الشرقي لاعتبارات تجارية، ولكني تلقيت وعودا بأن يحمل ألبومي الأول على الأقل أغنية جزائرية. * مع أنك تتمتعين بشعبية كبيرة في المشرق العربي غير أن نصيبك وبعد سنتين من خروجك من ستار أكاديمي هو أغنيتان، ألا ترين بأنك ظلمت مقارنة ببعض زميلاتك الأقل شهرة، ومع ذلك تحصلن على ألبومات خاصة بهن. تستكت، أولا الدنيا حظوظ ولكني أعتبر هذه البداية مشجعة جدا، وأنا أمضيت على عقد لمدة سنة فقط مع روتانا، وأرى ذلك أحسن، فالاحتكار في بعض الأحيان يدمر الفنان عوض أن يخدمه. * ما أعرفه شخصيا أن هناك مفاضلة في التعامل بين الفنانين المنتمين إلى شركة "ستار سيستام" المديرة لأعمالك..؟ كيف؟ * يعني أن الخليجيين والمشارقة يتلقون رعاية خاصة واهتماما كبيرا عكس المغاربة. (تضحك)، لا أرى الأمور هكذا، أظن أن شركة "ستار سيستام" تتعامل مع عدد هائل من الفنانين، وفي بعض الأحيان يحدث أن يكون هناك تقصير في حق البعض منهم، ولكني لا أظنه متعمدا. * لن نختم هذا الحوار قبل أن نتكلم عن شقيقتك "ريم".. هل صحيح أنها تحضر حاليا لبرنامج تلفزيوني على "LBC"؟ نعم صحيح، لقد بدأت تصويره منذ أيام فقط، وستعرض بدايته في العام الجديد. * كيف تفسرين هذا التوجه إلى التنشيط بعد مرورها بنفس تجربتك في "ستار أكاديمي".. هل قدركما مرتبطتان ببعض. بدأت أظن ذلك بالفعل، وزد على ذلك فنحن شقيقتان مرتبطان ببعض جدا على رغم الاختلافات الموجودة بين شخصية كل واحدة منا. * ماذا تقول سلمى غزالي للجمهور الذي يتابع برنامجها الجديد في الجزائر. أتمنى أن يلقى ما يستحقه من نجاح، لأنه يقدم الجزائر بشكل رائع لكل العالم العربي، وأعتذر للجمهور إن كنت أخطأت من دون قصد في تصريحاتي، لأن الجزائر وطني وليس لي وطن غيره. سمير بوجاجة: [email protected]