شرع التلفزيون الجزائري منذ أيام في بث ومضات إشهارية لبرنامج "عيش براري" وهو النسخة العربية لأحد أشهر برامج تلفزيون الواقع المعروف في أمريكا وبريطانيا تحت اسم "سورفايفر" ويعرض بنجاح كبير في فرنسا منذ سنوات تحت عنوان "كولا هونتا".ويبدو أن التلفزيون الجزائري هذه المرة تفوّق حتى على نفسه، وبغض النظر عن الطابع الضخم للإنتاج، فإن إصرار التلفزيون في وجه شركائه العرب في البرنامج على أن يتم تصويره في الجزائر بمحمية "القالة" وبمشاركة خبرات تقنية من التلفزيون الجزائري سيجعل منه أول برنامج تلفزيوني يقدم خدمة حقيقية لقطاع السياحة في الجزائر الذي يعاني من فقر شديد في الإشهار الخارجي، ففي الوقت الذي يقوم فيه جيراننا، تونس والمغرب، بحملات إشهارية واسعة للسياحة على كبرى الفضائيات العربية بقيت الجزائر، رغم كل ما تزخر به من معالم أثرية وجمال طبيعي، الغائب الأكبر عن السوق السياحية التي تقدر مداخليها بملايين الدولارات. ويأتي برنامج "عيش براري" ليحقق ما كان يبدو مستحيلا في السابق، فالبرنامج ذو طابع عربي بحكم انتماءات المتسابقين المشاركين فيه إلى العديد من الدول العربية، إضافة إلى عرضه بالتوازي على التلفزيون الجزائري وقناة lbc اللبنانية، الفضائية الأكثر انتشارا في الوطن العربي. ويعتمد برنامج عيش براري، الذي سيبدأ عرضه في 25 من الشهر الجاري، على قدرات المتسابقين على تحمل صعاب الحياة في البرية وستكون المواجهة على أشدها، حيث قسم المشاركون إلى فريقين، فريق المشرق العربي ويضم كل من الأردن، الكويت، السعودية، سوريا ولبنان وفريق المغرب العربي ويضم، إضافة إلى الجزائر، كل من المغرب، تونس، ليبيا ومصر، وتمثل الجزائر أكبر نسبة مشاركة في فريق المغرب العربي بثلاثة عناصر: "فتاتان وشاب" ويقوم كل فريق بتعزيز حظوظه في الفوز من خلال مجموعة من المسابقات التي تكسبه بعض النقاط، لكن الأهم هو الاستراتيجية التي يرسمها كل فريق من أجل الاستيلاء على أكبر مساحة ممكنة من أرض الفريق المنافس وبالتالي الحصول على مؤونة من أغذية ومياه صالحة للشرب وهي أغلى ما يمتلكه كل فريق، كما يسمح بأسر الخصوم في حال التمكن من ذلك، وحسب جنسية الأسير يتم سحب بلده من على خريطة فريقه، ليقرر المشاهدون فيما بعد مصيره عن طريق التصويت المباشر وتتم التصفيات أسبوعيا إلى غاية الوصول إلى المرحلة النهائية. البرنامج سيبث بمعدل أربع مرات في الأسبوع، ثلاثة ملخصات من 45 دقيقة، السبت، الأحد والثلاثاء على الساعة السابعة مساء وحلقة رئيسية سهرة كل خميس مدتها 75 دقيقة وهي الحلقة التي يشارك فيها الجمهور بتصويته على المشاركين وسيتم نقل الحلقة النهائية مباشرة من استوديوهات محطة شبكة الإرسال اللبنانية ببيروت، بسبب عدم وجود استوديو قادر على استيعاب البرنامج في الجزائر. البرنامج من إنتاج شركة "فوكس الجزائر" وتولت شركة "سيدار أوف أربيا" اللبنانية تنفيذه وأوكلت مهمة تنشيطه إلى "سلمى غزالي" وقد تم اختيارها بسبب لياقتها البدنية العالية ومع ذلك تابعت تدريبات شاقة لمدة ثلاثة أشهر، لتتمكن من تقديم البرنامج. سمير بوجاجة