ذكرت مصادر أمنية متطابقة أن عملية المطاردة والتمشيط التي قامت بها قوات الجيش الوطني الشعبي من الثلاثاء إلى الخميس نهاية الأسبوع الماضي بدعم جوي من مركز القاعدة الجوية بورقلة بتراب ولايتي ورقلةوغرداية استهدفت القضاء على فلول المجموعة الإرهابية المنتمية إلى سرية الملمثين التي قادت معركة مشونش بالحدود الفاصلة بين ولاية بسكرة وباتنة الشهر الماضي. وحسب ذات المصادر، فإن بين هذه العناصر الفارة شخصيات قيادية من سرية الملثمين المنضوين تحت لواء الجماعة السلفية للدعوة والقتال التي يقودها الإرهابي مختار بلمختار والتي تنشط بالمنطقة الخامسة. من جهة أخرى، وبالنظر إلى الأوضاع الاستثنائية التي تشهدها مناطق الجنوب الشرقي بعد عمليات بسكرة الأخيرة أوردت الجهات الأمنية بولاية غرداية تعليمات صارمة للشركات البترولية العاملة بهذه النواحي تؤكد من خلالها على إلتزام قواعد العمل لمدة تتجاوز الأسبوع وعدم السمح للسيارات العاملة في نقل عمال الحراسة أو شاحنات نقل البضائع والمعدات بالتنقل عبر المسالك التي تجرى بها عمليات التمشيط والمطاردة حفاظا منها على سلامة الأرواح وممتلكات الشركة العاملة، وترجع ذات المصادر أن أفراد المجموعة عمدت إلى الدخول بممرات وادي ميا الصعبة وذلك من أجل إضعاف عملية المطادرة الشرسة التي فرضتها قوات الجيش في اقتفاء تحركات هذه العناصر الدموية وذلك باعتبار أن منطقة واد ميا التي تبدأ من حدود ولاية ورقلة مرورا بجنوب ولاية غرداية وانتهاء بالقرب من الحدود الجزائرية المالية أصبحت تسمى بين صفوف الجماعات المسلحة ب "تورا بورا الجنوب الجزائري". وذلك بالنظر إلى صعوبة مسالكها وتضاريسها الوعرة التي يمكن حسب شهادات سكان هذه الناطق لشاحنة من الوزن الثقيل أن تمر وسط ممرات الوادي دون أن تظهر للعيان، وكانت قوات الجيش الوطني الشعبي قد تعاملت مع جماعة "الأعور" في أفريل الماضي، أين شهدت هذه المنطقة معارك عنيفة أسفرت عن مقتل 13 جمركيا على يد أفواج المسلحين الموريتانيين الذين انضموا في السنوات الخمس الماضية الى جماعة بلمختار في إطار التوسع الاستراتيجي لهذه الجماعات وخاصة بعد الإعلان عن إقامة إمارة المغرب التابعة لتنظيم القاعدة، حيث تشير الإحصائيات السابقة للجهات الأمنية أن قوات الجيش وخلال نفس العملية استطاعت القضاء على أحد أفراد هذه المجموعة الذي اتضح فيما بعد ومن خلال تقارير الشرطة العلمية أنه من قبائل السود الموريتانية التي يرجح أنها ضمن الشبكات الأساسية المختصة في دعم وإسناد الجماعات الإرهابية بمنطقة الساحل الإفريقي. هذا ويذكر أنه ولغاية ليلة السبت الماضي لازالت قوات الجيش تحاصر عناصر هذه الجماعة بمداخل وادي ميا جنوب ولاية غرداية في الوقت الذي ترجح فيه الجهات الأمنية أن هناك عناصر أخرى تابعة لنفس المجموعة تكون قد بقيت بتراب ولاية بسكرة عملا منها بعنصر التمويه للإفلات من الطوق المحكم الذي فرضته قوات الجيش منذ ما يزيد عن 15 يوما بمختلف المناطق الجنوبية، وهو الافتراض الذي أكدته تدخلات فرق مغاوير الدرك الوطني التابعة لولاية بسكرة ليلة الجمعة، أين تم القضاء على 2 من عناصر المجموعة المذكورة واسترجاع عدد من الأسلحة من نوع كلاشنكوف ومعدات أخرى. و.أسامة