يعود النجم العالمي زين الدين زيدان الى الجزائر بعد عشرين عاما عن آخر زيارة له، في إعادة لمشهد يحكي حلم الطفولة بكل معانيه، ويؤكد محافظة "زيزو" على جزائريته، رغم الجنسية الفرنسية التي يحملها. وحسب ابن عم النجم الكروي، فإن زيارة زيزو الى الجزائر هذه المرة هي الرابعة، حيث سبق له أن قضى العطلة الصيفية بأعالي "آڤمون" من قبل، إذ تعود آخر زيارته الى الجزائر في صيف 86. وستشهد زيارة يزيد زين الدين زيدان وهو الاسم الكامل لنجم منتخب فرنسا تغطية إعلامية غير مسبوقة في الجزائر، نظرا للخصوصية الكبيرة لهذه الزيارة والتي كانت منتظرة منذ قرابة عشرة أعوام. وكشف أحد أفراد عائلة زيدان ل "الشروق اليومي" بأن زيارة زين الدين كانت مبرمجة في صائفة 98 بعد أن بزغ نجم زيزو في الميادين الأوروبية، وقاد منتخب فرنسا إلى التتويج لأول مرة في تاريخها باللقب العالمي. وقال مصدرنا القريب جدا من النجم العالمي "كان ينوي المجيء الى الجزائر في زيارة سرية للغاية للاستجماع بأعالي جبال يما ڤورايا بعد موسم مرهق، لكن ارتباطه مع فريق ريال مدريد وكذلك توقيعه لعقود إشهارية دفعه إلى تأجيل الزيارة في عديد المرات، والتي كتب لها أن تكون هذا العام". ويحل زين الدين زيدان اليوم، في التاسعة صباحا على متن طائرة للخطوط الجوية الفرنسية، رفقة عدد من أفراد عائلته ومقربيه، وسيُحظى أفضل لاعب في أوروبا لكل الأوقات باستقبال خاص، خاصة مع احتشاد الآلاف من عشاق "ساحر" الكرة. ويضم برنامج زيدان المعلن عنه بصفة رسمية القيام بمشاريع خيرية من زيارة الى بومرداس وقورصو ثم الثنية تضامنا مع ضحايا زلزال ماي 2003، إضافة الى زيارة خاصة لمسقط رآس والديه "بآڤمون"، كما سيشرف اللاعب السابق لريال مدريد الاسباني وجوفنتوس الإيطالي على ضربة انطلاق مباراة اتحاد العاصمة وشبيبة بجاية التي تم اختيار ملعب 5 جويلية مسرحا لها. "الشروق" تكشف بعض أسرار الجوانب الخفية لحياته الشخصية لم يشرب الخمر أبدا ومتحفظ في حياته ونادية أرادت استغلال شهرته قصة اللاعب زين الدين زيدان وجزائريته تختصرها "نطحة" المونديال الأخير، حينما هانت كل الألقاب دفاعا عن الشرف، ويبرزها الحياء الذي يملأ وجنته حمرة خجلا، وتكرسها لمساته الفنية كرويا حينما يتلاعب بالخصوم فوق المستطيل الأخضر. لكن هذه الصفات الظاهرية التي عرف عنها اللاعب، تخفي وراءها الكثير من الغموض الذي يكتنف الحياة الشخصية لزيزو التي لازالت لحد الان لغزا يحير الصحافة الأوروبية. زيدان لاعب فرنسي والشخصية المفضلة في الوسط الفرنسي، لم يتنكر لأصوله الجزائرية، ويبقى دائما متحفظا إزاء كل ما يخص حياته الشخصية. تزوج من اسبانية واحدة من الاندلسيات، فزيدان في محافظة الاندلس جنوبفرنسا يُحظى بشعبية جارفة، حتى من طرف أنصار فريق برشلونة، ويقول سكان ألميريا إن زوجته تنحدر من أصول هذه المدينة التي افتتحها عبد الرحمان الداخل، وعرفت أحلى أيامها. "زيزو" يعترف مقربوه بأنه مسلم يؤمن بوحدانية الله ورسوله محمد عليه الصلاة والسلام، بل وصرحها بنفسه في حوار خاص لمجلة "بسيكولوجي" كانت قد تناولته "الشروق" من قبل، بيد أن تسمية أولاده بيوحنا وانزو وهي أسماء تنبئ بكاثوليكية زيدان وزوجته. وفيرونيكا زوجة زيدان اسبانية كانت تعمل راقصة قبل أن تتزوج من زيزو وهي السبب الرئيسي في التحاقه بريال مدريد، حيث كانت متذمرة كثيرا عندما كان في اليوفينتوس وهذا سبب له انتقادات حادة من قبل صاحب النادي جيوفاني اجنيلي قبل انتقاله عندما قال إن زيدان لا يعاني من أية غربة أو عدم انسجام في الفريق، لكنه يعاني من سيطرة وسلطة زوجته القوية، وربما كلام مالك نادي جوفنتوس كانت له إيحاءات عن طابع الحياة الخاصة. وقال جيوفاني آنذاك إنه سأل زيدان من له السيطرة في المنزل، ورد زيدان بأن زوجته هي من تسيطر في البيت منذ أن رزق الزوجان بطفلين وأنه لا يفعل شيئا عندما يتواجه مع سلطة زوجته. وقال جيوفاني إن ناديه لم يوقع عقدا مع السيدة فيرونيكا، لكن مع زيدان وطلب منها الكف عن مطالبة زوجها بالذهاب إلى اسبانيا، لكن فيرونيكا كانت أقوى من الجميع وأجبرت زيزو على اللعب لريال مدريد وترك اليوفينتوس قبل ثلاثة أعوام من انتهاء العقد. ويقول رابح زيدان ابن عم زيزو في حديث "للشروق" بأن النجم العالمي مسلم ولا يجد حرجا في ذلك، لكنه لا يؤدي الفرائض الدينية، ويضيف "نحن على علم بأدق التفاصيل بحياته الشخصية، لكن علينا الحديث بكل تحفظ في هذا الجانب، طالما أن الشخص المعني لم يكشف هذه الأمور". ويؤكد رابح بأن ابن مارسيليا محافظ جدا ولم يسبق له أن تناول أبدا سيجارة أو شرب الخمر، وهو بذلك يحافظ على تعاليم ديننا الحنيف. بيد أن محدثنا يفند فكرة إقباله على أداء مناسك الحج في الأيام المقبلة، مثلما تردد من قبل، لكن لم يستبعد ذلك مستقبلا، خاصة وأنه تلقى دعوة من الأسرة الحاكمة بالمملكة السعودية لزيارة هذا البلد. ويعتز يزيد زين الدين بأصوله الجزائرية، حيث حافظ والداه على هويتهما الأمازيغية، ويقول محدثنا "والده اسماعيل تزوج من ابنة عمه مليكة، وظلا يحافظان على هويتهما الأمازيغية، وزيزو متعلق كثيرا بوالديه ولا يصبر كثيرا على فراقهما حتى بعد زواجه". ويقول أحد أفراد عائلة زيدان إن ولده اسماعيل زار العام الماضي، قرية آڤمون وأقام بالسكن الجديد للعائلة الذي يجاور المنزل القديم لوالد زيزو، بينما تعود آخر زيارة لوالدته الى صائفة 1988، حيث زارت شقيق زين الدين وابنها فريد الذي كان موجودا بالجزائر لأداء واجب الخدمة الوطنية. وينتظر أن يحل اللاعب رفقة أفراد عائلته بالقرية في زيارة خفيفة مع برمجة زيارة عائلة سرية في الأيام المقبلة، على أن يقوم بأحد الفنادق الفخمة بالعاصمة أو إقامات الدولة التي يكشف عنها. ومعروف على زيدان تواضعه، حيث يفضل الإقامة بعيدا عن الأنظار، بيد أن واجب الاحتياط والاحتراز الأمني يدفع السلطات الى اختيار إحدى إقامات الدولة التي تليق بسمعة نجم عالمي. ونفت مصادر عائلية ما تردد مؤخرا بتورط زيدان في فضيحة أخلاقية، بعد أن ادعت المطربة نادية تعرضها الى اعتداء جنسي من زين الدين، واعتبرت نفس المصادر أن هذه الأخيرة تريد استغلال شعبية زيزو الجارفة لتتموقع في الساحة العالمية وكسب المزيد من الشهرة والمال. ويقف تاريخ اللاعب في صالحه، إذ لم يسبق له أن كان يتعرض لأدنى الشبهات، حتى أن حيرة لاعبي المنتخب الفرنسي من هذه التهم كانت كبيرة لدرايتهم بأخلاق اللاعب. رابح زيدان لللشروق يقول ابن عم "زيزو" رابح زيدان إن زيارة النجم الكروي إلى الجزائر كانت مبرمجة منذ سنوات، ويشير إلى أن الكثير من سكان دشرة "اقمون" لا زالوا إلى حد اللحظة لا يصدقون زيارة نجمهم المحبوب إلى الجزائر، وفي هذه الدردشة يكشف محدثنا عن بعض جوانب الزيارة وخلفياتها. * نبدأ من الزيارة المرتقبة اليوم، لزين الدين زيدان، ما هو الجديد في الموضوع؟ - - كل الأمور تسير مثلما هو مخطط لها من قبل، سأتنقل غدا رفقة ثلاثة من أفراد عائلتي لنكون في استقبال "زيزو" رفقة السلطات العليا التي حضرت جيدا لهذه الزيارة التاريخية. * وهل لديكم معلومات حول من سيرافقه في رحلته إلى الجزائر؟ - - علمنا بأن زيزو سيكون مرفوقا بأشقائه ووالديه، إضافة إلى عدد من أفراد العائلة وأقرب المقربين من أصدقائه الفرنسيين والجزائريين، وسيكون ذلك على متن طائرة خاصة للخطوط الجوية الفرنسية. * هل أنتم على اتصال به؟ - - ربطنا به اتصالات في وقت سابق وقمنا بكامل الترتيبات، لكن أكشف لكم بأنه كان في اتصال دائم مع عمه، وكذلك مع وزارة التضامن التي رتبت لهذه الرحلة، إضافة إلى مصالح رئاسة الجمهورية. * بحكم قربكم من زيزو، هل أبلغكم باتصال الرئيس بوتفليقة به في الآونة الأخيرة؟ - - لا، لم أحصل على هذه المعلومات، تعلمون أن رئيس الجمهورية وجّه له دعوة رسمية لزيارة الجزائر بعد نهائي المونديال، ما يمكن أن أقوله إن الرئيس بوتفليقة اتصل شخصيا بعم "زيزو" ولا أدري فحوى هذه المكالمة التي تمت في الأيام القليلة الماضية. * هي الزيارة الثانية لزين الدين إلى الجزائر، أليس كذلك؟ - - لا، بل سبق له أن زار الجزائر أثناء طفولته ثلاث مرات، وآخر مرة كانت في صائفة 1986، حيث قضى العطلة بآڤمون رفقة أفراد عائلته. * ربما أبلغكم بمشاريع في الأفق، وزيارات أخرى للوطن الأم؟ - - لا، لا يمكن الحديث في هذا الموضوع، سيكون "زيزو" معكم بداية من اليوم، ويمكنكم أن تسألوه، أعلم أن هناك مشاريع تم الحديث عنها من قبل وهي خيرية، وهناك مشاريع أخرى سيكشف عنها هو بنفسه. يوسف.ب