مازالت مختلف وسائل الإعلام الفرنسية وخاصة منها القنوات التلفزيونية تبث تقارير وربورتاجات عن زيارة النجم زين الدين زيدان الأخيرة إلى الجزائر، فبعد القناة الفرنسية الأولى (تي. أف1) التي بثت في حصتها المشهورة “تيلي فوت” مشاهد عن كل ما صاحب زيارة زيدان إلى موطن والده وأجداده... كان الدور بعدها على القناة المشفرة “كنال+” والتي كعادتها كانت مميزة في تغطية زيارة “زيزو” مثلما كانت مميزة سابقا في تغطية كل الأحداث التي صاحبت لقاءي الخضر أمام مصر لحساب تأهيليات كأس العالم بعد أن انفردت بصور الاعتداء الجبان الذي تعرّض له حليش وبقية زملائه عند وصولهم إلى القاهرة، حيث أعدت عن طريق أشهر صحافييها لدى الجمهور الجزائري “غيوم بيفو” الذي رافق “الخضر “ في لقاءي القاهرة والخرطوم ربورتاجا رائعا بكل ما تحمله الكلمة من معنى استغرق 7 دقائق كاملة خلالها تم بث مشاهد خاصة من زيارة “زيزو” لم يسبق أن قامت أي قناة بعرضها من قبل. تأكيد على أن زيارة “زيزو” إلى الجزائر حدث وطني وكانت بداية الربورتاج ببث صور وصول زيدان إلى العاصمة الإثنين الفارط والاستقبال الكبير الذي حظي به في بهو المطار من قبل رئيس ودادية اللاعبين القدامى فرڤاني وكذا المدير العام لشركة “نجمة” جوزيف جاد بعد أن كان المتعامل الهاتفي هو الراعي الرسمي لدورة الصداقة. وقد أبرز “غيوم بيفو” منذ البداية زيارة زيدان إلى أرض بلد أجداده بكونها حدثا وطنيا خاصة مع “هستيريا” الجمهور الجزائري بعد أن كان الجميع يريد مصافحة اللاعب أو الحديث معه وخاصة أخذ صور تذكارية في كل مكان يحل فيه زيدان الذي وجد صعوبة كبيرة في التحرك بحرية حتى أنه في الحافلة التي كانت تقله رفقة زملائه من منتخب فرنسا 98 من مقر إقامتهم بفندق “السوفيتال” إلى القاعة البيضاوية للمشاركة في الدورة الكروية اضطر لوضع الستار في النافذة التي كانت أمامه لتفادي جلب أنظار من كانوا في الشارع. صور رائعة بثت عن زيدان ومنتخب 98 في العاصمة ولأن قناة “كنال+” تملك عقدا مع زيدان من خلاله تملك الأولوية تصريحاته الصحفية وتغطية نشاطاته سواء منها الكروية أو الخيرية بعد اعتزاله اللعب، وهو الذي يعمل كمحلل معها في كأس رابطة الأبطال الأوروبية، فإن صحافيي القناة الذين تنقلوا إلى الجزائر لتغطية زيارة زيدان (غيوم بيفو إضافة إلى صحافي آخر ومصور) قاموا بتقديم مشاهد رائعة عن زيدان وبقية زملائه من منتخب فرنسا 98 خاصة في غرف تغيير الملابس بالقاعة البيضاوية قبل بداية اللقاء أين كانوا يقومون بحصص تدليكية، كما تم إظهار كذلك المدرب إيمي جاكي وهو يعطي قائمة اللاعبين الذين سيشاركون في بداية اللقاء، وهي القائمة التي لم تعجب تورام بعد أن وجد نفسه احتياطيا، حيث غضب كثيرا قبل أن ينفجر بالضحك حيث بدا أنه أراد ممازحة مدربه السابق في منتخب فرنسا، كما تم إظهار صور لزيدان أثناء تكريمه من قبل اللجنة الأولمبية الجزائرية التي منحته ميدالية الاستحقاق في مأدبة العشاء التي تم تنظيمها على شرف “زيزو” ومنتخب فرنسا 98. إصرار على أن زيدان لم يفقد شيئا من مهاراته الفنية لم يتم تفويت الفرصة لبث مشاهد كثيرة عن اللقاءين اللذين خاضهما زيدان في الجزائر حيث تم التركيز على كل اللقطات الفنية التي قام بها قائد منتخب “الديكة” ونجم ريال مدريد سابقا فوق أرضية القاعة البيضاوية، وهي اللقطات التي تجاوب معها كثيرا الجمهور الجزائري، وقد أكد الصحفي الذي أعد الربورتاج أن زيدان حاول قدر المستطاع جعل الأنصار الذين تنقلوا إلى القاعة لمشاهدته يتمتعون حتى أنه كان أكثر اللاعبين مشاركة في اللقاءين اللذين خاضهما في الدورة المنتخب الفرنسي، وقد كان أيضا هدّاف المنتخب بعد تسجيله 4 أهداف سمح الأخير منها له ولرفقائه بالتتويج باللقب الرمزي للدورة. زيدان : “تمتعت باللعب في الجزائر وهذه من أحلى لحظات حياتي” وصرح النجم زين الدين زيدان في ميكروفون صحفي “كنال+” أن كل ما يحتفظ به من زيارته الأخيرة للجزائر بالخصوص هو تمتعه باللعب فيها بعد أن كانت تلك هي المرة الأولى التي يجري لقاء فيها وهو الذي زار الجزائر في وقت سابق في إطار رسمي، وأضاف “زيزو” أن عودته إلى الجزائر هذه المرة واللعب فيها من أحلى لحظات حياته رغم أن الأمر يتعلق بدورة كروية استعراضية لا غير، وهو كلام يؤكد بصفة لا تدع مجالا للشك افتخار زيدان بأصوله الجزائرية وبأرض والديه وأجداده. “إسترجعت نشوة اللعب وجميل أن تعيش هذا الإحساس مجدّدا” وفي سياق كلامه قال زيدان أنه شيء جميل لأي لاعب في كرة القدم بعد أن يتوقف عن اللعب تماما ويعتزل عالم الكرة نهائيا أن يسترجع نشوة اللعب في مباراة استعراضية يخوضها، وهو ما حدث له في القاعة البيضاوية حين واجه النجوم التي صنعت أفراح الكرة الجزائرية سابقا حيث عاوده ذلك الإحساس، وهو التفسير الوحيد لكل المتعة والفرجة التي قدمها “زيزو الجزائر” من أمسية الإثنين الفارط، حيث قام بلقطات فنية لا يعرف سرها إلاّ هو جعلته لا يخيّب كل من تنقل إلى القاعة للتمتع بفنياته العالية. “لن أنسى أني إنطلقت من لا شيء وفخور جدًا بوالديّ” زيدان بتواضعه المعروف عنه والذي جعل الجميع في العالم يشهد له بذلك، أكد أنه لا يمكنه في أي وقت من الأوقات حتى لما يكون في نشوة السعادة أن ينسى كيف انطلق من لا شيء وكيف وصل إلى عالم النجومية حتى أصبح مدة سنوات كثيرة الأفضل والأحسن في العالم بدون منازع. زيدان استغل تواجده في الجزائر أثناء حديثه لصحفي قناة “كنال+” لشكر والديه وخاصة والده الذي هو “جزائري حر” كرد لجميلهما عليه، حيث قال بصريح العبارة أنه بعد كل المشوار الذي قام به بصفته لاعب كرة قدم فهو يشعر كثيرا بالفخر بوالديه اللذين كانت مساهمتهما كبيرة في ما وصل إليه وهو اعتراف يؤكد بحق تواضع هذا النجم الكبير. عمي إسماعيل (والد زيدان) : “سعدت بعودته إلى الجزائر لأنه فرح وأسعد الجميع” وكان للوالد عمي إسماعيل (وهو الاسم الذي يناديه به الجميع) تعليق حول زيارة ابنه للجزائر، وهذا بعد أن تم بث مشاهد عن لقاء “زيزو” بفخامة رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، حيث أكد أنه سعد جدا بعودة زين الدين إلى الجزائر اللعب فيها لسبب وهو أنه (يقصد ابنه) فرح كثيرا بزيارة الجزائر بعد 3 سنوات عن آخر زيارة له إليها، وهو أيضا أسعد الجميع الذين كانوا في انتظاره هناك. عمي إسماعيل الذي كان فخورا بابنه وهو يتحدث عنه حتى أن الدموع كادت أن تغلبه، تمنى ل “زيزو” الهناء مع زوجه وأولاده الآن بعد أن توقف عن ممارسة الكرة وبعد كل النجاحات التي حققها في مسيرته الكروية. إيمي جاكي: “ما يفعله زيدان خارق للعادة وهو يُفاجئنا في كل مرة” من جانبه تحدث مدرب منتخب فرنسا 98 والذي قادها للتتويج بكأس العالم للمرة الوحيدة في تاريخها عن زيارة زيدان إلى الجزائر، وقد فضّل الحديث عن المستوى الذي أظهره قائد فريقه السابق في دورة الصداقة بعد مرور 4 سنوات على اعتزاله اللعب، حيث قال “إيمي جاكي” : “ما يفعله زيدان في كل مرة بالكرة خارق للعادة، وهو يفاجئنا في كل مرة خاصة باللقطات الفنية التي يقوم بها، حيث أنه يفعل كل شيء بسهولة وأناقة كبيرة خاصة، وحتى إن كان الأمر ليس بغريب عني لأني أعرف جيدا ما يمكن له أن يفعله بالكرة، إلاّ أنني أتأثر في كل مرة وأحس بإحساس غريب عندما أشاهد إبداعاته”.