قدمت مصر منذ أكتر من عشرين سنة رائعة السيناريست وحيد حامد مسلسل " العائلة " ليكون أول عمل تلفزيوني عربي يعالج ظاهرة الإرهاب ليفتح الطريق أمام السينما وعلى يد نفس السيناريست الذي شكل تنائيا ناجحا مع عادل أمام في أعمال مثل الإرهاب والكباب والإرهابي و على عكس الكثير من الدول العربية التي تعاملت مع ظاهرة الإرهاب بذكاء وجعلت من الموضوع مادة دسمة للعديد من الأعمال التلفزيونية التي ساهمت في محاربتها من خلال توعية الجماهير بقي الموضوع عندنا في الجزائر من المحرمات الفنية هدا التحريم فسح المجال أمام الأعمال السينمائية ذات الإنتاج المشترك لتقدم الظاهرة بشكل لا يخدم الجزائر والترويج لأفكار تنسج الكثير من الإثارة المفتعلة لخلط الأوراق ويبدوأن الحصار الذي كان مضروبا على الموضوع قد رفع أخيرا. وسيكون "موعد مع القدر" أول عمل درامي جزائري يتطرق لظاهرة الإرهاب وهو أيضا أول عمل درامي تفرج عنه لجنة القراءة في التلفزيون الجزائري التي نصبت هدا العام لتفادي الأعمال الضعيفة المستوى وكانت موافقة اللجنة على المسلسل الذي يحمل عنوان ( موعد مع القدر) قد أخذت ما يقارب الستة أشهر بسبب موضوعه الحساس و طلبت اللجنة من الشركة المنتجة (أس دي بوكس)أن تقوم بمراجعة بعض الحلقات والأخذ بالملاحظات التي دونت على هامش السيناريو الأصلي قبل الموافقة النهائية التي تحصلت عليها الشركة مؤخرا وباشرت على إثرها عملية الكاستينغ نهاية الأسبوع الماضي. وصرح مخرج العمل جعفر قاسم للشروق اليومي بأنه سيحقق مع" موعد مع القدر" واحدا من أحلامه وهو الانتقال إلى تقديم الأعمال الدرامية بعد أن قدم أعمالا فكاهية على شكل أفلام قصيرة من خلا ل الأجزاء الثلاثة لسلسلة" ناس ملاح سيتي "و" الكاميرا الخفية" أو" الوجه الآخر" التي ميزت شهر رمضان المنصرم وفي هدا المسلسل يقول جعفر قاسم انه حاول قدر الإمكان تفادي السقوط في النمطية و إعادة تقديم مواضيع مستهلكة لهدا كان متحمسا جدا لفكرة المسلسل الجديد التي إضافة إلى كونها غير مسبوقة تحمل الكثير من الجرأة لهدا فان تعامل مع السيناريو كان في حد ذاته تحد كبير تطلب تفرغا تاما لنتعامل بمنتهى الدقة مع أحداث القصة. وفيما يخص قصة المسلسل الجديد (موعد مع القدر) فهي تدور حول شخصية طبيب يؤديها الممثل عثمان بن داود الذي يعيش تراجيديا عائلية مرتبطة بأحداث العشرية السوداء وهي مأساة عرفتها الكثير من العائلات الجزائرية ويقاسمه البطولة الممثل القدير سيد أحمد أقومي فيما أسندت أغلب الأدوار المتبقية إلى وجوه جديدة ستظهر لأول مرة وهي سياسة ينتهجها المخرج وشركته الإنتاجية في كل الأعمال التي يقدمها كحل لأزمة النجم البديل التي ميزت الساحة الفنية في الجزائر خلال السنوات الأخيرة. من جهة أخرى فان المسلسل ينتمي إلى نوعية الأعمال الضخمة فهو يدور في قالب مليء بالحركة و يحمل الكثير من مشاهد المجازفة حيث سيستعين المخرج بخبراء في هدا الميدان ومختصين في الخدع البصرية والتفجيرات ومن المقرر أن يبدأ تصوير المسلسل خلا ل هدا الشهر في العاصمة وبعض الولايات الداخلية ليكون جاهزا للعرض في رمضان المقبل. سمير بوجاجة: [email protected]