هل يمكن للعرب ان ي فكروا حقا خارج نظرية المؤامرة و يضبطون أمورهم خارج السياسية ؟ الإجابة عن هذا السؤال لن تكون إلا بالنفي، ذلك أن مقدمة برنامج " أنت والحدث " على القناة اللبنانية الا بي سي، الإعلامية "شذى عمر " عندما قررت هذا الأسبوع أن تطلق السياسة في حلقة من برنامجها الذي استضاف الفنانين و المخرجين للحديث عن الدراما الرمضانية و رؤوس الأموال تحول البرنامج إلى منبر للصراع السياسي العربي و فضح الانقسام و حتى الصراع و كادت الحلقة التي نشطتها شذى بهدوء و برودة الأعصاب أن تفضي إلى صراع سياسي بين سوريا و السعودية حتى و ان اتخذ الصراع غطاء فنيا لكنه بدى مفضوحا إلى حد ما عندما اصر أنزور أن يقحم السياسة في الحصار الذي تعرفه الدراما السورية و يفتح النار على رؤوس الأموال السعودية قبل ان يتدخل السيناريست المصري وحيد حامد على الخط و يوجه لنقاش إلى مجرى آخر حاول من خلاله كاتب سيناريو فيلم ّ" عمارة يعقوبيان " ان يطرح فكرة التعاون العربي و أبعاد صفة التجارية الصرفة عن الإنتاج الفني بينما التزم اللبناني اسعد فولادكار الحياد الذي لم يخلو من الإحراج عندما حاول الأردني أن يلطف اجواء الصراع بين السوري و السعودي على الهواء مباشرة و قد طرحت شذى عمر أسئلة جوخرية في الحصة من قبيل لماذا تبدأ حرب منافسة شرسة حول العروض الحصرية للمسلسلات التي أعدّت خصّيصاً للشهر الفضيل، لتنام عجلة الدراما سنةً كاملة بانتظار رمضان جديد،. الحلقة استضافت المخرج السّوري نجدة أنزور الذي يقدّم هذا العام مسلسل "سقف العالم"، وفيه يقوم بالدفاع عن صورة المسلمين التي يحاول الإعلام الغربي تشويهها منذ نشر الرّسوم المسيئة للرسول، كما حلّ ضيفاً على الحلقة المخرج اللبناني أسد فولادكار الذي يقدّم على شاشة المؤسّسة اللبنانية للإرسال مسلسلاً مصرياً كوميدياً بعنوان "راجل وست ستّات"، والمنتج الأردني طلال العوالمة، من المركز العربي للخدمات السمعية والبصرية والذي يقدم في شهر رمضان مسلسل "الاجتياح"، ومن دبي المنتج حسن عسيري صاحب شركة "صدف" للإنتاج الذي يقدم مسلسل "أخوات موسى"، والسيناريست وحيد حامد من مصر، والزميل علي فقندش من جدة الحصة بدات بالحديث . عن المحرّمات التي سيتم كسرها في الأعمال المقدّمة في رمضان، خاصة السياسية منها ليتحوّل الحديث إلى رؤوس الأموال التي تتحكّم بسياسات الأعمال المقدّمة، والتعاون العربي الذي تشهده الدراما، من خلال تبادل الممثلين والمخرجين وكتّاب السيناريو، بعد أن كان رأس المال هو وحده المتنقّل بين الدراما العربيّة، التي رأى بعض الضّيوف أنها تتّجه إلى إلغاء الحسابات الإقليميّة نحو فن أكثر شموليّة المخرج نجدة أنزور رأى في هذه الظّاهرة تمييعاً للدراما العربيّة، ومحاولة لطمس هوّيتها، بينما دعا السيناريست وحيد حامد إلى ضرورة تخطّي الحواجز الإقليميّة للوصول إلى فن عربي شامل، بينما حاول المخرج أسد فولادكار أن يقترب أكثر من الواقع، معلناً أنّه طالما ثمّة جواز سفر يحتاجه العرب لقطع المسافة بين بلد عربي وآخر، ستبقى الدراما تخضع لتسميات محليّة تتحكّم فيها بيئة العمل والفريق غير أنّ المخرج نجدة أنزور رأى أنّ ثمّة سياسة مقصودة لما أسماه بتمييع الدراما، محتجاً بصورة مبطّنة على استقطاب مصر لمخرجين سوريين وممثلين سوريين، مع التضييق الذي تشهده الدراما السوريّة، حيث تراجع إنتاج هذا العام إلى عشرين مسلسل مقابل أربعين مسلسل العام الماضي، لأنّ المحطّات العربيّة ترفض شراء المسلسل السّوري المنتج برؤوس أموال سوريّة، بينما لا تجد الأعمال السّوريّة المنتجة برؤوس أموال عربيّة أي مشكلة من هذا القبيل، وردّ الأمر إلى التضييق والحصار السياسي الذي تعاني منه سوريا، والمفروض عليها من قبل بعض الأنظمة العربيّة. كلام أنزور استفزّ المنتج السعودي حسن العسري الذي ردّ عليه بصورة عنيفة، متهماً إياه بأنه يعيش نظريّة المؤامرة، العسري الذي انطلق من خلفية مفادها ان انزو سبق انة هاجم الدراما الخليجية في الصحف بينما ذكر انزور بمواقفه الايجابية من الدراما الخليجيّة، وبأنه يعترف بفضل رؤوس الأموال العربيّة على الدراما السوريّة، وبأنه هو شخصياً أنتج أكثر من عمل درامي برؤوس أموال خليجيّة، غير أنّه أكّد أنّ ثمّة تضييق كبير على الأعمال السّوريّة بدأ منذ سنتين بالتحديد، مع تفاقم الحصار السياسي على سوريا عسيري ردّ بكلام قاس لم يخل من التجريح، طالباً من أنزور أن يكون أكثر تحضّراً، الأمر الذي دفع بأنزور إلى الرد بقسوة، أمّا السيناريست وحيد حامد، فلم يخف على الهواء امتعاضه من مجرى الحديث، ومن النقاش الذي اعتبره خارجاً عن سياق الحلقة هذا قبل ان تتدخل الاعلامية شذى عمر على الخط و تحاول تلطيف اجواء النقاش و تقود لبرنامج للنهاية بنجاح. زهية منصر