شهدت أول أمس محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء وهران محاكمة أحد الآباء المتابع بتهمة الفعل المخل بالحياء والفاحشة ضد ابنتيه، أو ما يعرف بزنا المحارم. هذه الظاهرة التي أخذت في التفاقم وظلت ضمن المسكوت عنه والتي لا يجوز الخوض فيها نظرا لحساسيتها، حيث قضت المحكمة ببراءته. إيمان ونوال طفلتان في عمر الزهور "15 و14 سنة" كان يفترض أن تكونا في مقاعد الدراسة إلا أنهما ودّعتاها في سن هما في أمس الحاجة إلى تلقّي العلم والتربية الحسنة، ولا شيء من هذا حدث، فلقد حتّمت عليهم الظروف القاسية أن تحضرا أطوار محاكمة والدهما، هذا الأخير الذي وقع ضحية لمخطط دنيء أعدّه له صهره جد البنتين من أجل الإستيلاء على مسكنه بعد وفاة ابنته التي ساهمت بقسط كبير من المال في شراء هذا المسكن، كونها كانت تعمل طباخة في إحدى ضواحي وهران، حيث صرّحت الشقيقتان إيمان ونوال وبتحريض من جدّهما، بأن والدهما مارس معهما الجنس باستعمال القوة، وذلك قصد الزج به في السجن والاستحواذ على مسكنه بعد أن توفيت أم حفيدتيهما. إذ تقدّم الجد رفقة حفيدتيه بشكوى لدى مصالح الأمن "بقديل" بتاريخ 05 جوان 2006 مفادا أن القاصرتين إيمان ونوال كان والدهما يرغمهما على ممارسة الجنس معه من القبل والدبر بعد وفاة أمهما سنة 2004 وطلاقه من زوجته الثانية، وكان يعطيهما حبوب منع الحمل، إلا أن الشوق إلى حنان الأب كان أكبر من أن يوصف، فسرعان ما تراجعت الشقيقتان عن الأقوال التي أدلت بها إلى قاضي التحقيق، وفكّت لغز اللعبة القذرة التي زجّت ببنتين في متاهات وحطّمت شمل عائلة برمتها. حيث صرّحت إيمان للقاضي أثناء المحاكمة أن والدهما بريء من التهمة الموجهة إليه وأن جدهما وجدتها هما اللذان أرغماهما على أن تشهدا شهادة زور ضد والدهما الذي قضى عاما كاملا رهن الحبس الاحتياطي وبدى مصدوما أثناء المحاكمة التي كان في كل مرة ينفجر فيها باكيا وكان قد حاول الانتحار شنقا بالمؤسسة العقابية بقديل نُقل على إثرها إلى المستشفى. وعن الشهادة الطبية التي قُدّمت للطبيب الشرعي التي تبيّن آثارا لاعتداء جنسي من الدبر، قالت البنت إن من فعل ذلك هو صديق لها كانت تتردّد على منزله، حيث كشفت عن الرسائل الغرامية التي كانت ترسلها له بالإضافة إلى صور، وهو ما أدلى به الأب الذي قال إنه كان يشك في تصرفات ابنته المراهقة ولاحظ تصرفات مشبوهة لابن جاره الذي حذّر ابنته منه، حيث كان يوبّخها في كل مرة ويحذرها من الاقتراب منه، وهو الأمر الذي لم تنفه البنت وأكّدت عليه أم المتهم التي أوعزت الانحراف الأخلاقي الذي حدث مع حفيدتها إلى عدم حصولها على الرعاية والتكفل النفسي الكافيين، بعد أن أصبحت تتنقل من بيت إلى بيت عند الأقارب وتركت مقاعد الدراسة. وفيما التمست النيابة العامة توقيع أقصى العقوبات على المتهم، نطقت محكمة الجنايات ببراءة هذا الأخير لإعطائه فرصة للم شمل الأسرة المشتّتة. محمد حمادي