أكد الاتحاد العام للتجار والحرفيين الجزائريين استمرار أزمة توفير مادة الحليب بالأسواق، في وقت تشدد فيه جهات أخرى على دراية بالقطاع ومجال تربية البقر الحلوب، على ضرورة إعطاء الأهمية القصوى لهذا المجال من أجل تحقيق الاكتفاء الذاتي في هذه المادة الحيوية. طالب الأمين العام لاتحاد التجار والحرفين الجزائريين «الحاج الطاهر بولنوار»، الجهات المعنية بإيجاد سبل للخروج من هذه الأزمة التي تتكرر سنويا بمجرد تذبذب أسعار المواد الأولية في السوق الدولية، وعلى رأسها مسحوق الحليب أو ما يسمى ب«حليب الغبرة»، مشيرا إلى أن المادة تشهد نقصا كبيرا في التوزيع أدى إلى تذبذب في تحويل وتصنيع الحليب وبالتالي حدوث أزمة، خاصة وأن بوادرها بدأت بالظهور خلال الشهر الفضيل غير أن المشكل استمر وزادت حدته خلال الأيام الماضية أين وجد المواطن نفسه تائها بين الاستعانة بحليب البقر الطازج لدى بعض المربين والذي يباع بأثمان مرتفعة، وبين النهوض باكرا لترصد شاحنات التفريغ أمام محلات بيع الحليب ومشتقاته من أجل الظفر بأكياس إضافية قد تغنيه عن رحلة البحث عن الحليب مدة أسبوع كامل، وأضاف الأمين العام أن العديد من الأشخاص يجبرون على الانتظار في طوابير أمام مداخل المحلات للظفر بنصيبهم وفق ما برمجه أحد البائعين على مستوى العاصمة حتى يضمن أن تصل المادة إلى كل من يطلبها، وببلدية باش جراح مثلا يلجأ الزبائن إلى حجز عدد من الأكياس قبل يوم من وصول شاحنات التوزيع، وقد امتدت المشكلة – حسب ذات المتحدث- إلى كل من ولاية المسيلة وتيزي وزو وبعض مناطق الغرب.
وأشار «بولنوار» إلى أن هذا المشكل أثر بالسلب على وظيفة وحدات تحويل وتعبئة الحليب ال118 الموزعة عبر التراب الوطني، التي هددت مرارا بالتوقف عن العمل في ظل استمرار "الشح المطبق من طرف الديوان الوطني للحليب بخصوص توزيع مادة الغبرة أو المسحوق المستورد من الخارج"، والذي كان قد قال بشأنه مسؤول بذات الديوان أن المشكل يكمن في قلة المواد الأولية منها «الغبرة»، الموجودة بالموانئ في انتظار التحاليل المخبرية التي عادة ما تطبق على كافة المواد المستوردة الموجهة للاستهلاك، إلى تذبذب في سلسة توريد المسحوق على مستوى السوق الدولية، وتحدد في هذا الخصوص حصص محولي الحليب حسب الكمية المستوردة. من جهة أخرى يرى العديد من الفلاحين والمهتمين بمجال إنتاج الحليب الطازج، أنه ينبغي على الدولة أن تراعي العديد من الجوانب في هذا المجال حتى تقضي على مثل هذه المشاكل التي أصبحت تلازم المواطنين وتفقدهم السيطرة على عقولهم باعتبار الحليب مادة غذائية أساسية لدى المستهلك الجزائري، وطالبوا الجهات المعنية بالتفكير في استيراد كميات كبيرة من الأبقار مع خلق تعاونيات محلية تكون مدعمة من طرف الدولة على أن تكون مزودة بمختلف الآليات التي لها علاقة بالتبريد والتخزين والتعبئة حتى تصل المادة إلى المؤسسات التي تتكفل بالتعقيم والمعالجة والتغليف، مثلما هو معمول به لدى الدول المجاورة التي لم تسجل مشاكل من هذا النوع منذ العديد من السنوات.