كشف وزير خارجية الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، «محمد سالم ولد السالك»، أن عدد النازحين من الأراضي المُحتلة بلغ ما لا يقل عن 10 آلاف صحراوي هروبا من القمع المغربي، واصفا الظروف التي يعيشونها حاليا ب «الصعبة»، فيما جدّد استعداد «البوليساريو» للتعاون مع المبعوث الأممي إلى المنطقة «كريستوفر روس» قصد إيجاد تسوية عادلة للنزاع، دون أن يستبعد خيار العودة للكفاح المسلّح. قال وزير الخارجية الصحراوي، الذي كان يتحدّث أمس في ندوة صحفية عقدها بمقر سفارة بلاده في الجزائر، إن المملكة المغربية تتحمّل لوحدها مسؤولية «إجهاض الجهود الأممية» وكل المساعي الهادفة إلى إيجاد تسوية عادلة للقضية الصحراوية، معتبرا السياسة التي يتبعها العاهل «محمد السادس» بمثابة تراجع واضح عن الالتزامات التي قطعها والده الملك الراحل «الحسن الثاني»، كما وضع جزءا من المسؤولية على عاتق فرنسا التي تدعم الرباط إلى درجة وصف فيها المغرب ب «المحمية الفرنسية».
ومن هذا المبدأ أكد «ولد السالك» ضرورة انطلاق المفاوضات بين جبهة «البوليساريو» والمغرب على أساس قرار مجلس الأمن الدولي الذي يدعو إلى إيجاد حلّ سياسي عادل ومقبول من الطرفين يضمن حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير، غير أن المتحدّث أشار إلى أن النظام المغربي يُريد فرض منطقه من خلال مُصادرة حق الصحراوين وهو ما اعتبره «أمرا مرفوضا اليوم وأبدا..». وعاد الوزير الصحراوي بالمناسبة للحديث عن التطورات التي عرفتها بعض المدن المحتلة في الفترة الأخيرة، حيث وصف النزوح الجماعي لآلاف السكان ب «الأمر الخطير»، وهو ما دفعه إلى مُطالبة منظمة الأممالمتحدة ومجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته تجاه هذا الإقليم الذي تُصنفه الهيئة الأممية ضمن المناطق الخاضعة للاستعمار. إلى ذلك كشف «محمد سالم ولد السالك» أن عدد النازحين من النساء والرجال والأطفال بلغ حوالي 10 آلاف، وأرجع ذلك إلى «الظلم والتهميش والقمع الممارس عليهم من طرف السلطات المغربية»، لافتا إلى أن الظروف التي يعيشها هؤلاء في الخيم التي نصبوها على أطراف مدن الداخلة والعيون، والسمارة أصبحت «صعبة للغاية»، خاصة مع تأكيده بأن النظام المغربي فرض حصارا مُشدّدا على هذه المخيمات، وبرأيه أن عملية النزوح الجماعي التي قام بها سكان الأراضي المحتلة دليلا قاطعا على رفضهم للاحتلال المغربي. ومع تجديد وزير الخارجية الصحراوي التزام جبهة «البوليساريو» بالتعاون الكامل مع المبعوث الأممي إلى المنطقة، فإنه أوضح في الجهة المُقابلة بأن «البوليساريو لن تتراجع عن خيار الاستقلال مهما كان الثمن»، ثم تابع بأسلوب فيه الكثير من التحذير «إذا طالت المفاوضات فسنشهد انتفاضات وتصعيد ويمكن في مرحلة من المراحل أن خيار السلام يصبح لاغيا..». وردّا على سؤال متصل بسياسة المملكة المغربية القائمة على التضليل من خلال محاولة توريط الجزائر في النزاع الصحراوي، صرّح «ولد السالك» أن «هذا المنطق هو منطق استعماري لكون الاستعمار هو الذي ينفي وجود الشعوب على غرار فرنسا الاستعمارية التي كانت تنفي وجود الشعب الجزائري وتعتبر المجاهدين قطاع طرق»، فيما أدرج التصريحات التي يُطلقها مسؤولون في المغرب في خانة «التصريحات الواهية وغير الصحيحة»، مُستدلا بالنقاش الذي شهدته اللجنة الرابعة الأممية، حيث قال إن هناك 5 دول فقط أيدت النظرة المغربية في حين أن عشرات الدول على غرار المجموعة الإفريقية ودول أمريكا اللاتينية قد دعمت خيار حق تقرير المصير.