يواجه سكان حي «الحسينية» بمركز مدينة الشلف كارثة بيئية حقيقية جراء اختلاط قنوات الصرف الصحي بالمياه الصالحة للشرب، وذلك بفعل تصدع شبكة توزيع الماء الشروب، وقد نجم عن ذلك تسرب المياه القذرة إلى القنوات منذ أزيد من خمسة أيام كاملة، دون أن تتدخل المصالح البلدية لإنقاذ الموقف قبل حدوث الكارثة. وحسب سكان الحي المذكور فإن الوضعية تتعلق ب10 عائلات من الحي، والتي تضررت الشبكة التي تربط منازلهم بفعل قدمها وعدم صلاحيتها، الأمر الذي سمح بتسرب المياه القذرة وجعل حياة هؤلاء السكان تتحوّل إلى جحيم حقيقي في ظل الأخطار التي تحدق بهم المحدقة بهم، لاسيما أن الجهات الوصية لم تحرك ساكنا لحل الإشكال رغم مرور قرابة الأسبوع على الحادثة، وقد استثنى من تحدثت إليهم "الأيام" تدخل مصالح "الجزائرية للمياه" هذه الأخيرة التي قامت بقطع التموين بالماء الشروب عن الحي وذلك تفاديا لأي أخطار محتملة . من جهتها مصالح الديوان الوطني للتطهير كما قامت بمحاولة لإيجاد حل لهذا العطب الذي أصاب الشبكة، إلا أن منع أحد أصحاب المساكن لأعوان الديوان من دخول مسكنه وتطهير القنوات حال دون إتمام العملية، ما جعلهم يحولون المشكل إلى مصالح البلدية حتى تعمل على حله وفقا لصلاحياتها، غير أنها حسب جموع المواطنين ما تزال تقف موقف المتفرج حول ما يحدث. غير أن ما يجب أن يقال -حسب هؤلاء المواطنين- أن معظم شبكة توزيع المياه الصالحة للشرب بمدينة الشلف تشكو من الاهتراء، ذلك أنها لم تستفد منذ إنشائها من عمليات إعادة التهيئة والاعتبار، ومن ثمة فإنه من المنطقي أن تتأثر مع الزمن ويصيبها ما أصابها اليوم، فضلا عن اتساع الحظيرة العمرانية والسكانية وعدم تناسبها مع هذه الشبكة التي لم تعد كافية لاستيعاب الكثافة السكانية المتزايدة. للإشارة فإنه قد تم مؤخرا تسجيل دراسة تتعلق بتجديد شبكة توزيع المياه الصالحة للشرب عبر مدينة الشلف، والتي تشكو حاليا من وضعية متردية بفعل التسربات الحاصلة التي أخذت في التدفق إلى الخارج، فضلا عن عدم صلاحية بعض قنوات التوزيع، وتبعا لما تقدم فقد تم تخصيص غلاف مالي يفوق ال300مليار سنتيم لأجل إعادة الاعتبار لها، فقط ينتظر مصادقة اللجنة الوطنية للصفقات على المشروع.