لا تزال الآثار السلبية للأمطار الغزيرة التي تهاطلت على مدينة وهران، ظاهرة للعيان، خاصة على مستوى بعض البلديات كالعنصر وبوسفر بدائرة عين الترك، وبلديات الكرمة وسيدي الشحمي وبونيف وحاسي عامر· ··· ففي بلديتي العنصر وبوسفر، تم إحصاء 14 عائلة متضررة فعليا، جراء هذه الأمطار التي أهلكت 200 رأس من الأغنام وحوالي 2000 دجاجة، هذه الإحصائيات كشفها رئيس دائرة عين الترك، الذي قال بأن العائلات ال 14 المتضررة تسكن بحي فوضوي بضواحي بلدية العنصرو يدعى "حي البلاستيك"، حيث تعرضت كل المنازل للانهيار وتصدع جدرانها مما تطلب ترحيل هؤلاء المواطنين وإسكانهم بالمستوصف القديم في انتظار إيجاد الحل المناسب لهم· من جهة أخرى، فند رئيس الدائرة أن تكون المنطقة منكوبة رغم الخسائر الكبيرة التي لحقت بالقطاع الفلاحي، حيث يعود هلاك الماشية والدواجن الى قرب المزارع المخصصة لتربية هذه الحيوانات من وادي سدي حمادي بحي "الكاسطور"، حيث ادى ارتفاع منسوب المياه الى حدوث ضغط ادى الى انفجارها وتدفقها على كامل المنطقة·· مما أحدث خسائر معتبرة أتت على حوالي 3 هكتارات من الطماطم كان صاحبها يحضر نفسه لجنيها بعد أسبوع· أما على مستوى بلديات سيدي الشحمي وحاسي بونيف وحاسي عامر، فإن الوضع ينبئ بإمكانية حدوث كارثة بيئية إذا لم تسارع السلطات العمومية الى احتواء الوضع المزري، الذي تسببه قنوات الصرف الصحي غير المربوطة ببعضها، إضافة الى انعدام محطات ضخ، رغم تخصيص الدولة لغلاف مالي قدره 5،2 مليار سنتيم سنة 2001 لمواجهة هذه الوضعية الكارثية التي أغرقت هذه المنطقة في الأوحال طوال 45 يوما، جراء فيضانات مماثلة، لكن الامر لا يزال على حاله، بل ازداد سوءا جراء اعتماد السكان على حفر صحية في كامل الأحياء دون وجود ربط حقيقي لهذه القنوات، التي لا تستجيب تماما للمقاييس التقنية المعمول بها، مما أحدث حالة من السخط وسط السكان الذين اصبحوا كما قال احد رؤساء لجان الأحياء، لا يفهمون سبب عدم تمكن المصالح التقنية البلدية من حل هذه المشاكل التافهة بسبب الاستغلال السيئ للإمكانيات المتاحة·· وتوجد الآن كل البالوعات مملوءة بالأوحال والأحياء غارقة في الاوساخ، جراء هذه الامطار التي كان من المفترض ان يستبشر بها الناس لا أن يتشاءم منها، لأنها من جهة أظهرت عورات المسؤولين المحليين وعدم اتقانهم للاعمال الواجب إنجازها··· ومن جهة أخرى، جعلتهم يعيشون الجحيم يوميا، لأن ارتفاع منسوب المياه وامتلاء المجاري المائية وتسرب مياه الامطار الى الشوارع وداخل البيوت وقطع المياه الصالحة للشرب خوفا من اختلاطها بالمياه الصحية، كلها عوامل تنبئ بإمكانية حدوث كارثة بيئية، خاصة إذا علمنا أن 64 مصنعا بالمنطقة الصناعية لحاسي عامر تفرغ فضلاتها في مجاري مائية غير مغطاة، لعدم وجود شبكة لصرف المياه القذرة والصناعية··· إن هذا الوضع السيء للغاية، بإمكانه إحداث كوارث صحية، خاصة على مستوى أحياء محمد بوضياف والشهيد محمود وحي خالد بن الوليد، الذي يعتمد سكانه على استعمال الحفر الصحية فاق عددها 6000 حفرة كلها ممتلئة عن آخرها، مما يجعل مياهها تتسرب غير بعيد عن البئر الذي يزود سكان بلديتي حاسي بونيف وحاسي عامر·