جددت القوات المغربية صباح أمس هجومها على مخيم أقامه محتجون قرب منطقة العيون بالصحراء الغربية مخلفة عدة جرحى في صفوف المواطنين الصحراويين العزل، ونفذ الاعتداء عقب الهجوم اللاذع الذي شنه الملك محمد السادس ضد الجزائر، بعد أن حمل هذه الأخيرة مسؤولية فشله في حل قضاياه العالقة. وقد أفادت مصادر متطابقة بأن الهجوم الذي شنته القوات المغربية فجر يوم أمس، نفذه رجال الدرك والقوات المساعدة في النظام المغربي بأمر من النيابة، مدعية أنها تهدف إلى قمع الاحتجاجات التي قام بها سكان المنطقة احتجاجا على ظروفهم المزرية، مستخدمة خراطيم المياه على سكان المخيم المحتجين، حيث أسفر هذا الاعتداء عن سقوط عدد كبير من الجرحى في صفوف الصحراويين، وكانت قوات النظام المغربي قد قطعت أول أمس الطريق التي تربط بين العيون والمخيم الذي أقامه السكان قربها، كما قطعت شبكة الهاتف النقال لمنع أي اتصال داخل المنطقة المحتلة، حيث أقام آلاف السكان في مخيم منطقة العيونالمحتلة خلال شهر أكتوبر الماضي احتجاجا على تدهور ظروفهم المزرية. كما يأتي هذا الاعتداء على سكان منطقة العيون الذين يعانون من ظروف معيشية صعبة، عقب الهجوم اللاذع الذي شنه محمد السادس على الجزائر في خطاب له إلى شعبه بمناسبة الذكرى الخامسة والثلاثين (للمسيرة الخضراء)، محملا إياها مسؤولية فشله الذريع في معالجة قضاياه العالقة بما فيها الداخلية، للنيل من سمعتها بسبب مواقفها الداعمة لحق تقرير مصير الشعوب المستعمرة، وكذا الشرعية الدولية فيما يخص الصحراء الغربية، التي يئن شعبها تحت وطأة الاحتلال المغربي. من جهة أخرى جاء هذا الاعتداء على سكان منطقة العيون بعد أيام قليلة من قيام نظام المخزن بغلق مكتب الجزيرة في الرباط، حيث لم يجد هذا النظام في هذه المرة ذريعة ليبرر بها فشله على جميع الأصعدة لا سيما فيما يتعلق بقضية الصحراء الغربية، إلا غلقه لقناة الجزيرة، بحجة عدم موضوعيتها في تغطية الأحداث، وبدعوى انتهاكها لقواعد العمل الصحفي" وذلك بعدما فشلت كل محاولاته الرامية للتأثير على الجزائر وتشويه صورتها أمام المجتمع الدولي. و هي الورقة الأخيرة التي استخدمها نظام المخزن للزج بالجزائر مجددا في قضية الصحراء الغربية، مدعيا بأن قناة الجزيرة لم تغط قضية مخيمات اللاجئين الصحراويين في تندوف، في حين أن قرار الغلق للفضائية القطرية، جاء بعدما خصصت هذه الأخيرة مؤخرا نشراتها الإخبارية، متابعة مستمرة للأوضاع المزرية التي تشهدها المناطق الصحراوية المحتلة، لا سيما منطقة العيون والتي يتعرض فيها مواطنون صحراويون لحصار من قبل الجيش المغربي بسبب احتجاجات على الأوضاع المعيشية المزرية. وقد انطلقت أمس بمنهاست قرب نيويورك الاجتماع غير الرسمي الثالث بين جبهة البوليزاريو والمغرب حول مستقبل الصحراء الغربية تحت الرعاية السامية للأمم المتحدة، وبحضور الجزائر وموريتانيا بصفتهما بلدين ملاحظين.