صرّح نائب مدير المركز الإفريقي للدراسات والبحوث حول الإرهاب «إلياس بوكراع» أن تصنيف الجزائر في المرتبة ال 36 ضمن الدول متوسطة التهديد من الخطر الإرهابي، بحسب المؤسسة البريطانية المتخصصة «مابال كروفت»، تم وفق جملة من المعايير التي تعتمدها المؤسسة، من بينها عدد التفجيرات الإرهابية وطبيعتها، وعدد القتلى والجرحى، كثافة التفجيرات والمدة بين كل عملية وأخرى، مضيفا أن هنالك مؤسسات متخصصة تأخذ بعين الاعتبار إضافة إلى تلك المعايير طول المدة التي يقضيها الإرهابيون في المعاقل. وأكد الخبير الأمني، في تصريح للقناة الإذاعية الثالثة أمس، أنه تم تسجيل تراجع في عدد العمليات الإرهابية وعدد الإرهابيين أنفسهم في الجزائر، مضيفا أن الإرهاب في الجزائر اليوم لم يعد يهدد سير نشاط الهيئات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، ولا يشكل خطرا على الأمن الوطني، مشيرا إلى أن ذلك لا يعني أنه تم القضاء نهائيا على الظاهرة ولا أنها ستزول على المدى القريب، ولا يعني أيضا أن العمليات الإرهابية ستنقطع كليا، وفي السياق ذاته شدد «بوكراع» على عدم التهاون إثر تسجيل هذا الاستقرار لأن المنظمات الإرهابية لا تتراجع بسهولة واستعادة نشاطها وانتشارها أمر لا يحتمل التوقعات، كما أن مكافحة الإرهاب هي عملية طويلة المدى، ولم يخف المتحدث أن "تهديد الإرهاب لا يزال موجودا لكنه تراجع بشكل لافت خاصة في منطقة الساحل". ولدى تطرقه لواقع الجماعات الإرهابية صرح «إلياس بوكراع» أن أهم مصادر تمويل المنظمات الإرهابية والقاعدة في المغرب الإسلامي على وجه الخصوص تتمثل في أموال الفدية والجرائم المنظمة، بالإضافة إلى الضرائب التي يفرضها الإرهابيون على سكان المناطق التي ينشطون بها، مؤكدا أن وقف تمويل الإرهاب، لن يتأتى إلا بتعاون دولي، أما بشأن التدخل الأجنبي في البلدان المتضررة من الإرهاب، فقد أكد الخبير «بوكراع»، أنه لا يخدم سوى المنظمات الإرهابية ذاتها، ويقول أن التجربة سواء في الصومال أو لبنان أو العراق أو أفغانستان، أثبتت أن التدخل الأجنبي فيها لم يفلح سوى في إعطاء الشرعية للجماعات الإرهابية التي تتحول إلى حركات تحررية ومقاومة وطنية ينضم إليها بسهولة المئات من المواطنين بدافع استرجاع الحرية وحماية الوطن، وهو الأمر الذي يقويها ويوسع مجال نشر إيديولوجياتها وسياساتها، وتجدر الإشارة إلى أن الجزائر صنفت حسب مؤسسة ميبلكروفت البريطانية في لائحة «الخطر الوسط» وكان ترتيبها 36، أما الولاياتالمتحدة فهي الأخرى حلت في لائحة "الخطر الوسط" وكان ترتيبها 33، قبل الجزائر وفرنسا (44) وبريطانيا (47) وكندا (67) وألمانيا (70) والمغرب (84) وسويسرا (114) وبلجيكا (117)، ووُضعت هذه البلدان الأخيرة في خانة البلدان ذات التهديد الإرهابي الضعيف. و تقدم الصومال بثلاث مراتب ليتصدر اللائحة الجديدة للبلدان الأكثر عُرضة للأعمال الإرهابية قبل أفغانستان والعراق وباكستان في التصنيف الجديد الذي وضعته مؤسسة «ميبلكروفت» البريطانية وبثته الاثنين. وأفاد التقرير أن اليمن شهد 109 عمليات إرهابية ما بوأه مكانا بين البلدان العشرة المُعرضة لخطر العمليات الإرهابية المسلحة من بين 196 بلدا استعرض التقرير تنامي المخاطر الإرهابية فيها، لكن اللافت أن اليونان قفزت أيضا من الرتبة السابعة والخمسين إلى الرابعة والعشرين بفعل تنامي العمليات الإرهابية على أراضيها، إذ أفاد التقرير أنها شهدت 180 عملية إرهابية، أي أكثر من اليمن، وتقدم اليونان على إسبانيا التي حلت في الرتبة السابعة والعشرين، بالرغم من تزايد العمليات المسلحة والتفجيرات التي تقوم بها عناصر الحركة الانفصالية الباسكية.