حذر نائب مدير المركز الإفريقي للدراسات والبحوث حول الإرهاب ، إلياس بوكراع من مخاطر التدخل الأجنبي في منطقة الساحل الذي يمكن أن يسهم في تقوية شوكة التنظيمات الإرهابية تحت ذريعة ملاحقة تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي . وقال إلياس بوكراع أن التدخل الأجنبي المسلح في البلدان المتضررة من الإرهاب يخدم مصلحة المنظمات الإرهابية ذاتها التي تجد في ذلك مبررا لاستدعاء مزيد من العناصر الإرهابية تحت مبرر “ الجهاد ضد الأجانب “ وأكد أن تجربة التدخل الأجنبي في عدد من الدول المتضررة من الإرهاب كالصومال و أفغانستان ، أثبتت أن التدخل الأجنبي أسهم في إعطاء الشرعية للجماعات الإرهابية التي تتحول إلى حركات تحرير و مقاومة وطنية تجند المئات من المواطنين ، الأمر الذي يقويها و يوسع مجال نشر إيديولوجياتها و سياساتها. وتدافع الجزائر بقوة عن فكرة استبعاد أي تدخل أجنبي وعسكري مباشر في منطقة الساحل لملاحقة تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي ، وتشدد على أن تقوم دول المنطقة بنفسها بهذه المهمة ، بالتنسيق والتعاون ألاستخباراتي مع أية دولة تريد المساهمة في ذلك .و أوضح بوكراع أن أهم مصادر تمويل المنظمات الإرهابية في منطقة الساحل و القاعدة في المغرب الإسلامي على وجه الخصوص، تتمثل في أموال الفدية و الجرائم المنظمة، بالإضافة إلى الضرائب التي يفرضها الإرهابيون على سكان المناطق التي ينشطون بها. وأكد المتحدث أن وقف دفع الفدية للإرهابيين كشكل من أشكال تمويل الإرهاب لن يتأتى إلا بتعاون دولي ، وعبر إصدار الأممالمتحدة للائحة صريحة تدين الدول والمجموعات والتي تدفع الفدية لصالح الإرهابيين مقابل الإفراج عن رهائن .وفي سياق آخر اعتبر نائب مدير المركز الإفريقي للدراسات والبحوث حول الإرهاب إلياس بوكراع أن تصنيف الجزائر في مرتبة متقدمة على بريطانيا وفرنسا على لائحة الدول الخطرة والمستهدفة بالتهديدات الإرهابية، يثبت نجاح الجزائر في التصدي للظاهرة الإرهابية والقضاء على مخاطر الإرهاب. وأشار إلى أن تصنيف الجزائر في المرتبة ال36 ضمن الدول المتوسطة التهديد من الخطر الإرهابي، متقدمة على فرنسا و بريطانيا اللتين احتلتا المركز ال44و 47 على التوالي، بحسب تصنيف المؤسسة البريطانية المتخصصة “مابال كروفت” ، تم وفق جملة من المعايير من بينها عدد التفجيرات الإرهابية و طبيعتها، وعدد القتلى و الجرحى،و كثافة التفجيرات و المدة بين كل عملية.و أكد الباحث بوكراع أنه تم تسجيل تراجع كبير في العمليات الإرهابية و في الجزائر ، مشيرا إلى أن ذلك “ لا يعني أنه تم القضاء نهائيا على الظاهرة أو أنها ستزول على المدى القريب، و لا يعني أيضا أن العمليات الإرهابية ستنقطع كليا، و إنما الإرهاب في الجزائر اليوم لم يعد يهدد سير نشاط الهيئات الاجتماعية و الاقتصادية و الثقافية، و لا يشكل خطرا على الأمن الوطني “. ودعا إلياس بوكراع إلى “ عدم التهاون أو الوقوع في فخ هذا الاستقرار، لأن المنظمات الإرهابية لا تتراجع بسهولة و استعادة نشاطها و انتشارها أمر لا يحتمل التوقعات، كما أن مكافحة الإرهاب هي عملية طويلة المدى “ ، مشيرا إلى أن “ تهديد الإرهاب لا يزال موجودا لكنه تراجع بشكل لافت خاصة في منطقة الساحل ليلى.ع