التدخل الأجنبي في الساحل يقوّي شوكة التنظيمات الإرهابية أكد نائب مدير المركز الإفريقي للدراسات والبحوث حول الإرهاب إلياس بوكراع أمس، أن فكرة التدخل الأجنبي المسّلح في البلدان المتضررة من الإرهاب وخاصة بلدان منطقة الساحل الإفريقي، لا تخدم سوى التنظيمات الإرهابية. وأوضح المتحدث أن التجربة المتكررة أثبتت سواء في الصومال أو لبنان أو العراق أو أفغانستان، أن التدخل الأجنبي فيها لم يفلح سوى في إعطاء الشرعية للجماعات الإرهابية التي تتحّول إلى حركات تحررية ومقاومة وطنية ينظم إليها بسهولة المئات من المواطنين بدافع استرجاع الحرية وحماية الوطن، وهو الأمر الذي يقويها ويوسّع مجال نشر إيديولوجياتها وسياساتها، وأضاف أن من أهم مصادر تمويل هذه المنظمات الإرهابية والقاعدة في المغرب الإسلامي على وجه الخصوص، أموال الفدية والجرائم المنظمة بالإضافة إلى الضرائب التي تفرضها على سكان المناطق التي تنشط بها، مؤكدا أن وقف تمويل الإرهاب لن يتأتى إلا بتعاون دولي. من جهة أخرى أشار ذات المتحدث في معرض حديثه للقناة الإذاعية الثالثة أنه تم تصنيف الجزائر مؤخرا من قبل المؤسسة البريطانية المتخصصة "مابال كروفت" في المرتبة ال36 ضمن الدول متوسطة التهديد من حيث الخطر الإرهابي، مؤكدا أنها بذلك تتقدم على كل من فرنسا وبريطانيا اللتان احتلتا المركزين ال44 و ال47 على التوالي، موضحا أن هذا التصنيف تم وفق جملة من المعايير التي تعتمدها المؤسسة، من بينها عدد التفجيرات الإرهابية وطبيعتها وعدد القتلى والجرحى، وكذا كثافة التفجيرات والمدة بين كل عملية، وذكر أن هنالك مؤسسات متخصصة تأخذ بعين الاعتبار إضافة إلى تلك المعايير طول المدة التي يقضيها الإرهابيين في المعاقل، حيث تم حسبه تسجيل تراجع في العمليات الإرهابية وفي عدد الإرهابيين أنفسهم في الجزائر بما يمكّن من الحديث عما أسماه بالمرحلة المتبقية للإرهاب، غير أن ذلك لا يعني- كما قال- أنه تم القضاء نهائيا على الظاهرة ولا أنها ستزول على المدى القريب، ولا يعني أيضا أن العمليات الإرهابية ستنقطع كليا، وإنما الإرهاب في الجزائر لم يعد يهدّد اليوم سير نشاط الهيئات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، ولا يشكّل خطرا على الأمن الوطني كما أضاف، وشدّد بوكراع على عدم التهاون إثر تسجيل هذا الاستقرار، لأن المنظمات الإرهابية - بحسبه- لا تتراجع بسهولة واستعادة نشاطها وانتشارها أمر لا يحتمل التوقعات، كما أن مكافحة الإرهاب هي عملية طويلة المدى، مختصرا القول بأن تهديد الإرهاب لا يزال موجودا لكنه تراجع بشكل لافت خاصة في منطقة الساحل.