يواجه سكان العديد من سكان القرى والمشاتي النائية التابعة لبلدية الميلية مشاكل صحية بالجملة أضيفت إلى قائمة المتاعب اللامتناهية التي يجابهها هؤلاء السكان في حياتهم اليومية وفي مقدمتها مشاكل النقل والمياه وما إلى ذلك من المشاكل التي حولت حياة هؤلاء إلى جحيم ودفعت بالكثير منهم إلى مغادرة قراهم بحثا عن حياة أفضل بمدن وتجمعات سكانية أخرى بكل ما أنجر عن هذا الوضع من مشاكل وآفات اجتماعية بات التحكم في تبعاتها من سابع المستحيلات . ورغم توديع القرى المذكورة للهاجس الأمني الذي بات تقريبا من الماضي وعودة الحياة إلى طبيعتها بهذه القرى والمداشر أي أن سكان هذه الأخيرة مازالوا يتخبطون في مشاكل عفا عنها الزمن ومن ذلك مشكل التغطية الصحية حيث لا يزال سكان عشرات المشاتي والقرى النائية يفتقدون إلى الرعاية الصحية الكافية في ظل تأخر الجهات الوصية في إعادة فتح قاعات العلاج التي دمرت بعضها خلال العشرية الحمراء فيما حوّل بعضها الآخر إلى مقرات لعناصر الأمن دون أن يتم تعويضها بقاعات أخرى بل الأغرب من ذلك أن قاعات جديدة انتهت بها الأشغال منذ أكثر من ثلاث سنوات دون أن تفتح أبوابها بعد وهو ماينطبق على القاعة المتواجدة بمنطقة أعمريون حيث انتهت بها الأشغال منذ قرابة ثلاث سنوات دون أن تفتح أبوابها أمام سكان الجهة الذين يفوق عددهم الألف نسمة وذلك بحجة افتقادها التجهيزات الضرورية وهو ماينطبق على قاعة أولاد بوزيد التي انتهت بها الأشغال هي الأخرى منذ قرابة الخمس سنوات ولاتزال بدورها موصدة في وجه سكان المشاتي التابعة لها على غرار "بويعيش ، الواطي والبطمة" الذين يضطرون إلى قطع أكثر من (10) كيلومترات من أجل الالتحاق بمستشفى بشير منتوري بالميلية أو بقية العيادات المتواجدة على مستوى هذه الأخيرة قصد الاستفادة من حقنة أو كشف صحي بسيط وهو ما أثر على معنويات هؤلاء السكان بل وحذا ببعضهم إلى التفريط في صحتهم سيما كبار السن منهم حيث لا يعقل أن يجبر شيخ في الثمانين من العمر يقول أحدهم على قطع كل هذه المسافة من أجل أخذ حقنة مسكّنة في الوقت الذي كان بإمكانه أن يستفيد منها بإحدى هذه القاعات المغلقة و التي أصبحت بعضها ملاذا للمنحرفين وحتى الجرذان والقوارض . والحقيقة أن مشكل قاعات العلاج الموصدة أصبح "ماركة جيجلية مسجلة" و لم يعد يمس بلدية الميلية لوحدها بل أضحى قاسما مشتركا لأغلب بلديات ولاية جيجل الثماني والعشرين حيث تبقى عشرات القاعات التي تم تشييدها خلال العشرية الأخيرة مغلقة في وجه سكان القرى والمداشر النائية فيما لا يزال بعضها الآخر محتلا من قبل عناصر الحرس البلدي وكذا وحدات الجيش التي اتخذت من هذه القاعات مراكز للإقامة في عهد العشرية السوداء دون أن تغادرها إلى حد الآن وهو الوضع الذي لم يجد له القائمون على قطاع الصحة بالولاية حلا ناجعا شأنهم شأن بقية المسؤولين بمن فيهم والي الولاية شخصيا حيث كانت له عدة زيارات لهذه القاعات وكان في كل مرة يعد بفتحها أمام المواطنين في أقرب فرصة بيد أن هذه الوعود ظلت مجرد كلام تلوكه الألسن وذلك في غياب الملموس . م/مسعود