ناشدوا والي الولاية إنقاذهم من الفيضانات سجلت مصالح مديرية الأشغال العمومية بالتنسيق مع مديرية السكن والتجهيزات العمومية لولاية عنابة، عملية تهيئة لضاحية "برمة الغاز" وحي "أوزاس" بعاصمة الولاية، وهي العملية التي رصد لها غلاف مالي بنحو 5 ملايير سنتيم، لكن الأشغال تبقى معلقة إلى غاية انتهاء شركة "سياتا" لتطهير وتوزيع المياه بمنطقتي الطارف و عنابة. وذلك بسبب عمليات تجديد قنوات التزود بالماء الشروب على مستوى هذه المنطقة، رغم أن السكان كانوا قد طالبوا بضرورة تسجيل عملية استعجالية تخص عملية تجديد شبكة الصرف الصحي، وترميم شبكة الطرقات والأرصفة، على خلفية موجة الفيضانات التي اجتاحت المدينة قبل أسبوعين، والتي جعلت عشرات العائلات بمنطقة "برمة الغاز" تقضي لياليها في العراء، بعدما غمرت السيول الجارفة مساكنها، لكن المديرية الوصية لم تتمكن من استكمال الإجراءات المتعلقة بالمشروع، لاسيما منها المناقصة بسبب الأشغال الجارية حاليا على مستوى الحي، مع التأكيد على أن الغلاف المالي المرصود لهذه العملية يبقى في حدود الخمسة ملايير سنتيم، وكان سكان حي "أوزاس" قد أعربوا عن تذمرهم الشديد إزاء تفاقم الأوضاع بحيهم، خاصة وأنهم كانوا قد سارعوا إلى إطلاق صفارات الإنذار وطلب النجدة قبيل حلول فصل الشتاء، لأن المعاناة تبلغ ذروتها بمجرد تساقط كميات من المطر، وذلك بسبب قدم قنوات الصرف الصحي التي لم تعد قادرة على مجابهة السيول الجارفة التي تجتاح الحي في كل مرة تتساقط فيها الأمطار، لأن السيول الجارفة تكون محملة دائما بأكوام من أتربة بقايا الأشغال، مما ينجر عنه تسرب المياه القذرة إلى الأزقة والشوارع، نتيجة هشاشة القنوات واهترائها، لعدم تجديدها منذ فترة طويلة، فضلا عن عدم تسجيل مشاريع تهيئة طرقات وأرصفة الحي منذ سنوات عديدة، رغم الشكاوى الكثيرة التي قدمها المواطنون للسلطات المحلية. على صعيد آخر طالب سكان حي "أوزاس" بضرورة تحرك مصالح مديرية التجارة لردع ظاهرة التجارة الفوضوية المنتشرة بحيهم، على اعتبار أن باعة الخضر والفواكه المتجولين أصبحوا يتخذون من مداخل هذا الحي كمكان شبه دائم لمزاولة نشاطهم اليومي لعرض سلعهم، وهو الأمر الذي زاد من معاناة السكان، لاسيما وأن الباعة المتنقلون لا يترددون في رمي بقايا سلعهم غير الصالحة بطريقة عشوائية في الشارع، مما يؤدي إلى انتشار الحشرات الضارة والجرذان التي تشكل خطرا حقيقيا على حياة الأطفال. من جهة أخرى كان سكان ضاحية "برمة الغاز" بمدينة عنابة، قد ناشدوا السلطات الولائية بضرورة إيجاد حل لمشكل الفيضانات التي ما فتئت تجتاح منازلهم بمجر تساقط قطرات قليلة من الأمطار، خاصة بعد المأساة الحقيقية التي عاشت على وقعها العشرات من العائلات المقيمة بالشطرين 22 و24 قبل نحو ثلاثة أسابيع، لأن السيول الجارفة غمرت البيوت وارتفاعها فاق عتبة المتر، هذا فضلا عن الكارثة الوبائية التي هددت حياة السكان، جراء الروائح الكريهة التي أصبحت تنتشر في كامل أرجاء المنطقة بسبب اختلاط مياه الأمطار بالمياه القذرة، التي نفثتها قنوات الصرف الصحي، جراء عدم قدرتها على مجابهة السيول الجارفة، رغم أن مصالح البلدية كانت قد لجأت إلى المضخات لامتصاص مياه الأمطار، قبل فتح ورشات كبيرة لتطهير المباني التي تعود إلى الحقبة الاستعمارية من أكوام الأتربة والأوحال، رغم أن أرباب العائلات طالبوا بضرورة إدراجهم ضمن قائمة منكوبي الفيضانات، وبالتالي ترحيلهم إلى سكنات اجتماعية جديدة، في الوقت الذي عمدت فيه مصالح مديرية الأشغال العمومية بالولاية إلى تسجيل عملية تهيئة للحي، تخص تجديد قنوات الصرف الصحي، وتهيئة الأرصفة والطرقات تحسبا لفصل الشتاء.