يشهد المقر الإداري لتعاونية الحبوب والخضر الجافة ببلدية «أوماش» ببسكرة طوابير طويلة، والتي كثيرا ما تبدأ منذ الصباح الباكر من قبل الفلاحين والموالين، الذين يطمعون في الاستفادة من الأعلاف والبذور والأسمدة، وهي الوضعية التي أجبرت الإدارة المعنية على تسطير برنامج يحدد أيام الاستقبال لكل بلدية. ويعود سبب هذا التهافت على التعاونية إلى الارتفاع الفاحش للأعلاف والبذور والأسمدة بالأسواق والمحلات الخاصة، وخلال زيارة "الأيام" لمقر التعاونية وقفنا على حجم الزيادة والفارق بين أسعار التعاونية وأسعار السوق، فعلى سبيل المثال لا الحصر الأسمدة بالتعاونية بين 3150 دج و3570 دج، في حين يصل سعرها بالأسواق بين 5900 دج و6600 دج، أما سعر الشعير بالأسواق فقد بلغ 2500 دج في حين أنه بالتعاونية يساوي 1550دج، وهي أسعار جعلت المعنيين يتحملون الانتظار والازدحام على أن يكتووا بسعر السوق، وفي مقابل هذه الأسعار المغرية هناك العديد من الانشغالات التي يطرحها المعنيون، وقد كانت لنا دردشة معهم فطالبوا بضرورة إعادة الاعتبار للتعاونيات المنتشرة عبر العديد من الدوائر لتسهيل مهمتهم. وفي هذا الخصوص فقد أبلغنا أن الإدارة المعنية طرحت مشكل النقل لفتح هذه التعاونيات، فحسبهم الإدارة لا تملك الإمكانات المادية لحل هذا الانشغال، من جهة أخرى طرح مشكل عدم توفر بنك بمقر التعاونية وذلك لتفادي قطع مسافة 50 كلم للذهاب إلى مقر الولاية، وذلك لأجل التسديد ثم العودة إلى «أوماش» لدفع وصل التسديد ثم شحن السلع، غير أن ما يحز في نفوس هؤلاء الفلاحين والموالين هو دخول التجار و"البزناسة" على الخط ومزاحمتهم بالاستفادة من كميات معتبرة من الأعلاف والأسمدة والبذور وإعادة بيعها، وفي المقابل المعنيون حقا تحدد لهم كمية معينة غالبا ما تكون غير كافية، ومن هذا المنطلق فهم يطالبون بزيادة حصص الاستفادة، وحسب بعض الفلاحين فقد باتوا غير متفائلين من هذا الموسم خاصة في ظل موجة البرد التي اجتاحت بسكرة والتي تسببت في قتل الزرع والنبات والحشيش وتعثر في مرحلة النمو.