استياء في وسط الفلاحين من ظاهرة الطوابير وشروط تسليم الشعير أثار شرط تقديم فاتورة شراء بذور الشعير و شهادة التصريح بالبذر استياء الفلاحين المنتجين للشعير و اعتبروه شرطا تعجيزيا قصد منعهم من تسليم منتوجهم. فيما ترى الإدارة أن هذا إجراء قانوني يهدف لسد الطريق أمام الفلاحين المتلاعبين الذين أخذوا الشعير كعلف مدعم من الدولة في فصل الربيع ب 1500 دينار و يريدون بيعه لها حاليا في الصيف ب 2500 دينار. و من جانب آخر يشهد يوميا مخزن عين عبيد فوضى كبيرة و مشادات غير متناهية بين الفلاحين بسبب عدم احترام البعض لأدوارهم في الطابور. التعاونية لا تريد الشعير لأن مخازنها ممتلئة به اعتبر الأمين الولائي لاتحاد الفلاحين بقسنطينة أن تعاونية الحبوب و البقول الجافة تطالب الفلاحين بشروط تعجيزية حتى لا تضطر لقبول منتوجهم الجديد من الشعير. و يرى ممثل الفلاحين أن السبب الحقيقي لهذا الرفض راجع للمخزون الكبير من هذه المادة لدي التعاونية من العام الماضي. و قال الأمين الولائي لاتحاد الفلاحين السيد عوان سليمان أن رفض التعاونية استلام الشعير بحجة التحفظ من الغش الذي يمكن أن يمارسه بعض الفلاحين و احتمال خلطهم لشعير الموسم الماضي الذي أخذوه كعلف بسعر مدعم مع المحصول الجديد للإستفادة من فارق السعر لا يعقل. و كان على التعاونية مثلما أضاف لمنع هذا التحايل أن تلجأ إلى طريقة علمية و فعالة و هي إجراء التحاليل المخبرية لكشف المنتوج المشكوك فيه ، و ليس اشتراط تقديم وثائق تعجيزية كشهادة التصريح بالبذر التي تستخرج من البلدية في موسم البذر و ليس في حملة الحصاد. و حتى أثناء البذر كما قال لا يوجد فلاح استخرج هذه الوثيقة لأنهم لم يكونوا يرون فيها أي أهمية. من جانب آخر و فيما يخص الإكتظاظ و الفوضى خلال دفع محصول القمح ببعض المخازن مثل عين عبيد و اضطرار الفلاحين إلى الإنتظار ساعات طويلة في الطابور و المبيت أمام المخازن في انتظار دورهم. يرى ممثل الفلاحين بالولاية أن هذا راجع إلى عدم التزام التعاونية بتمديد ساعات العمل إلى آخر جرار مثلما تم الإتفاق عليه في اجتماع اللجنة الولائية لمتابعة حملة الحصاد والدرس برئاسة والي الولاية. المزرعة النموذجية تعاني من تكدس الإنتاج تعاني المزرعة النموذجية " بوعون رابح " الموجودة ببونوارة بلدية أولاد رحمون و المختصة في تكثيف البذور من تكدس منتوج هذه السنة بمخازنها التي حولت مؤقتا لتخزين المحصول رغم أنها في الأصل ليست مخازن حقيقية للحبوب. و قد وجدت التعاونية حسب مديرها السيد لبصير عمار أنها مجبرة على تخزين محصولها في ظروف غير مناسبة لأنها لم تستطع تسليمه لتعاونية الحبوب و البقول الجافة بمركز الخروب نظرا لرفض هذه الأخيرة استقبال المحصول في شكل غير موضب في حين يتطلب توضيبه في أكياس وقتا طويلا و يدا عاملة إضافية و قال السيد لبصير أنه من الصعب وضع 3000 قنطار في أكياس، و أضاف أن الشيء الذي يساعدنا هو تسليم المحصول في شكل " vrac " . و ذكر أنهم حاليا يقومون بالتخزين عندهم في مستودع خاص بتربية الأغنام، وحظيرة العتاد بما في ذلك حسبه من مجازفة أمام خطر الأمطار وحتى السرقات و الحرائق. وتعاني نفس التعاونية من مشكل آخر و هو نقل بعض الأصناف من بذور القمح اللين و الصلب إلى مخزن باب القنطرة بقسنطينة و المشكلة تتمثل هنا في تضييع شاحنات النقل وقتا طويلا في الوصول إلى باب القنطرة بسبب حركة المرور المختنقة باستمرار و أثناء عودة الشاحنات التي تكون مجبرة على العودة عن طريق بكيرة وحي البير و هي مسافة طويلة كان يمكن تفاديها لو وجدت فرصة لدفع الأصناف المحددة في مكان آخر مناسب. التعاونية لم ترفض أي شحنات من الشعير أوضح مدير تعاونية الحبوب و البقول الجافة لولاية قسنطينة السيد لوعاب عاشور أن التعاونية لم ترفض حتى الآن أي شحنة من الشعير للفلاحين. و قال أن أسباب رفض أي كمية من المحصول الجديد في الحبوب معروفة وهي محصورة أساسا في إصابة المنتوج بالصدأ الأصفر أو الكحايلة. وذكر نفس المسؤول أن التعاونية من أجل تفادي إمكانية حصول أي تلاعب في تقديم بعض الفلاحين لمنتوج قديم من الشعير على أساس أنه جديد طبقت إجراء قانونيا يلزم المعنيين تقديم فاتورة شرائهم بذور الشعير من التعاونية إضافة إلى وثيقة التصريح بالبذر التي تستخرج من البلدية. و هو إجراء كما قال يمنع الذين أخذوا الشعير في فصل الربيع كمادة علفية بسعر مدعم يساوي 1500 دينار ثم إعادته للتعاونية على أساس أنه محصول جديد و يحصلون بذلك بدون وجه حق على فارق السعر المقدر ب 1000 دينار باعتبار أن الدولة تشتري محصول الشعير ب 2500 دينار. و أوضح مدير التعاونية أن هذه التلاعبات لا توجد في قسنطينة باعتبار أن أغلب إنتاجها هو القمح بنوعيه الصلب و اللين. و يندر من ينتج الشعير. أما بخصوص الإكتظاظ الذي يحدث يوميا أمام مخزن الحبوب بعين عبيد و مطلب الفلاحين بتمديد ساعات عمل التعاونية فإن ذات المسؤول يقول إن ساعات العمل محددة قانونيا ب 12 ساعة تبدأ من الساعة السادسة صباحا إلى السادسة مساء، و لكن لظروف العمل نمدد ساعة ونصف ساعة أخرى في بعض النقاط. و عن الفوضى التي تحدث أمام التعاونية بسبب عدم احترام البعض لنظام الطابور قال مدير التعاونية أن كل ما يحدث خارج المخازن لسنا مسؤولين عنه. و ما على الفلاحين سوى التفاهم فيما بينهم لتنظيم أمورهم. وأشار إلى أن مخزن عين عبيد يستقبل يوميا 8000 قنطار و هو رقم كبير حسب ذات المسؤول.و فيما يخص مطلب بعض المزارع بإعفائها من تعبئة محصول البذور المكثفة في الأكياس لتسهيل عملية تسليمها. ذكر السيد لوعاب أن دفتر الشروط هوالذي يفرض وضع البذور داخل أكياس وهم يعرفون كما قال أن هذا إجراء تقني خاص بالبذور لا يمكن إلغاؤه.