يعاني سكان قرية «ترزيل» التابعة لبلدية «برج أخريص» الواقعة على بعد 40 كلم بأقصى جنوب عاصمة البويرة من عدة نقائص نغصت عليهم حياتهم اليومية التي أضحت تتسم بنوع من بدائية، ذلك أنهم لم يذوقوا طعم الراحة ولا الشعور بالكرامة منذ سنوات عديدة، وهذا رغم الشكاوي والوعود "الكاذبة" على حد تعبيرهم. ومن بين الانشغالات الأولية التي رفعها ممثلون عن أهالي القرية الأسبوع الفارط إلى والي الولاية خلال زيارته إلى البلدية التي أشرف فيها على إعطاء إشارة إنطلاق أشغال تزويد أزيد من 872 عائلة بالغاز الطبيعي، ربطهم بالشبكة شأنهم شأن غيرهم على اعتبار أن ذلك سيسهم لا محالة في وضع حد لمعاناتهم مع رحلات البحث الطويلة عن قارورات غاز البوتان التي كثيرا ما يجبرون على شرائها بمبلغ 300 دج للقارورة الواحدة، ولعل ما يعزز حق الاستفادة من هذه الطاقة الحيوية ارتفاع معدل الكثافة السكنية بها والتي تصل إلى أزيد من 100 ساكن، زيادة على أن قريتهم لا تبعد عن مركز البلدية إلا بنحو 1كلم، فحسب هؤلاء دائما فإن ربط سكناتهم بالغاز ستجنبهم معاناة البرودة الشديدة التي تزداد حدتها مع تساقط الثلوج التي تجتاح المنطقة المعروفة بمرتفعاتها التي تتجاوز 1460متر. هذا كما أشار ذات المتحدثون إلى مشكل نقص المياه الصالحة للشرب، إذ ما يزال سكان القرية المذكورة يتنقلون إلى منابع تبعد عنهم من 2 و3 كيلومترات لجلب الماء على الحمير، فيما يفضل البعض الآخر الاستنجاد بصهاريج المياه التي تتراوح أسعارها بين 600 و800 دج، زيادة على مشكل اهتراء الطريق الوحيد الذي يربطهم بمقر البلدية على مسافة تقل عن واحد كيلومتر، ذلك أنه كثيرا ما يستحيل على المشاة وأصحاب المركبات استعماله بمجرد نزول القطرات الأولى من المطر، كما يشكل ذات الطريق صعوبة على أبنائهم المتمدرسين في الالتحاق بمقاعد الدراسة، ما جعل أرباب العائلات يفكرون جديا في توقيف أبنائهم عن الدراسة، فهذه الوضعية السيئة التي يعرفها الطريق أدت إلى وقوع عديد الحوادث مع النساء الحومل اللواتي يجدن في كل مرة صعوبة بالغة في التنقل إلى المراكز الصحية المجاورة.