يشكو سكان قرية «بن شلاوة» ببلدية «سيدي عكاشة» شمال عاصمة ولاية بالشلف من تردي الواقع المعيشي بها، ذلك أنهم يعيشون شبه عزلة عن المحيط الخارجي، بسبب انعدام الكثير من المرافق ومتطلبات الحياة الكريمة بهذه القرية، ولعل ما يزيد من صعوبة الحياة بها وقوعها بأعالي الجبال ما جعلها تتميز ببرودتها الشديدة وتزداد حدتها مع كل موسم شتوي. وحسب سكان القرية المذكورة التي تبعد عن مقر البلدية ب7 كيلومترات فإنهم يعانون الأمرين، نتيجة غياب الكثير من ظروف العيش الكريم على غرار الخدمات الصحية التي لا وجود لها أصلا، فضلا عن قلة المؤسسات التربوية والتي أضحت مع الوقت تمثل هاجسا بالنسبة لأولياء التلاميذ بالنظر إلى الاكتظاظ الذي أضحت تعرفه المدرسة الوحيدة التي تتوفر علها قريتهم، هذه الأخيرة التي تنعدم بها التدفئة، الأمر الذي أثر كثيرا على التحصيل العلمي لأبنائهم، وهو ما دفع الكثيرين منهم إلى التوقف عن الدراسة في ظل عدم استطاعتهم على مواجهة الظروف القاسية للتمدرس. ونفس المشكل مع التلاميذ الذين هم في المرحلة التعليم المتوسط والثانوي، والذين يكابدون معاناة حقيقية في ظل غياب النقل العمومي وعدم استفادتهم من حافلة للنقل المدرسي، رغم أن البلدية استفادت مؤخرا من عدد من حافلات التضامن، غير أن قرية «بن شلاوة» لم تدرج ضمن القرى والمد اشر في قائمة المستفيدين من العملية. وينطبق نفس الأمر مع الإعانات التي تخص السكن الريفي، والتي لم يستفد منها هؤلاء السكان الذين رغم تفضليهم للبقاء بالقرية على النزوح نحو المراكز الحضرية على غرار معظم سكان المداشر والقرى المجاورة، إلا أن ذلك لم يشفع لهم أمام المسؤولين للحصول على إعانات هذا البرنامج الذي منح للبلدية والذي وزع على مداشر بالبلدية باستثناء هذه القرية التي تعد -حسبهم- منسية وبعيدة عن أجندة اهتمامات المسؤولين بالبلدية، حيث أن غالبية سكانها الذين يقارب تعدادهم الألف نسمة لا زالوا لحد الآن يسكنون في مساكن أشبه بالإسطبلات وهي في معظمها مبينة من الصفيح والزنك، وأحسنها مبنية من الطوب ومدعمة ببعض الدعمات التقليدية، ذلك أن غالبيتهم يعتمدون في تحصيل لقمة عيشهم اليومي على بعض النشاطات الفلاحية التقليدية البسيطة والنشاط الرعوي. هذا ويطالب سكان القرية المذكورة بإصلاح وترميم الجسر المقام على الطريق الرئيسي الذي يصلهم بمركز البلدية، خاصة وأنه أضحى معرضا للانهيار في أية لحظة، بالنظر إلى وضعيته الحالية المهترئة نتيجة لعوامل الطبيعة وعدم مقاومته لعوامل الزمن، لاسيما أنه قديم الإنجاز ولم يستفد منذ عقود من الزمن من الصيانة، وهو ما يعني أنه صار يشكل خطرا حقيقيا على مستعمليه سواء تعلق الأمر بالراجلين أو بأصحاب المركبات، فغالبا ما شكل هذا الجسر خصوصا في الأيام الشتوية الماطرة عزلة حقيقية على سكان القرية، وبشكل خاص على أبنائهم المتمدرسين الذين يحرمون من مزاولة الدراسة خلال فيضان الوادي وعدم قدرة الجسر على مقاومة تدفق المياه الغزيرة.