كشف سفير العراق بالجزائر «عدي موسى عبد الهادي الخيري» أنه تم اختيار الفنان التشكيلي الجزائري «محمد طالب» للقيام بتحضير جدارية فنية تزين قاعة المؤتمرات التي ستحتضن القمة العربية المزمع انعقادها في العاصمة بغداد خلال شهر مارس المقبل. حيث سيكون هذا العمل أول عمل فني جزائري يقام بأرض «الرافدين» وهو بمثابة حدث فني كبير سيبهر العراقيين والعرب على حد سواء، لاسيما وأن الجدارية ستكون في قاعة مغلقة بالنظر لخصوصية اللوحة ومن أجل حفظها من بعض العوامل التي قد تلحق الضرر بها كالرياح وتأثير أشعة الشمس. وسيبلغ ارتفاع هذه الجدارية 9 أمتار، كما ستحتوي على مضامين رمزية كبيرة تمثل تفسيرات لمختلف المراحل التاريخية للحضارة العراقية العريقة الضاربة في القدم، كالأشورية والبابلية وصولا إلى المرحلة المعاصرة، وسيُكتب أعلاها بالخط الكوفي الآية 103 من سورة «آل عمران»:{وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا}. وعن سبب اختيار الفنان التشكيلي «محمد طالب» لإنجاز هذه الجدارية، أكد السفير العراقي بالجزائر أنه راجع إلى خصوصيته وموهبته في هذا النوع من الفن الإبداعي وكذا براعته وخبرته الواسعة التي أهلته لأن يعد هذا المجسم الذي يعد الأول من نوعه، خصوصا وأنه برع مؤخرا في رصد تاريخ الثورة الجزائرية بطريقة تشكيلية شملت مختلف مراحل الثورة وكامل تفاصيلها معرجا على مرحلة التطور التنموي لما بعد الاستقلال وذلك بمناسبة ذكرى الفاتح نوفمبر، مضيفا بأن هذا العمل الفني يعد بمثابة اختصار للمسافات بين الشرق والغرب من خلال اللمسة الجزائرية، بوصفها لغة إنسانية لا تحتاج إلى تراجم أخرى، تحمل محبة وجمالا خاصا ليس له نظير في أي بقعة من ربوع العالم. وأثنى السفير العراقي على جهود الفنان «محمد طالب» الذي وصف أعماله بالمتميزة، مذكرا في السياق ذاته أن هذا الفنان استطاع أن يجمع في أعماله السابقة بين الكلمة والصورة التشكيلية وصنع من الحروف العربية في مرات عديدة لوحات رائعة، وسيستمر هذا الإبداع ليجعل من مناسبة القمة العراقية ببغداد موعدا للصلح العراقي ومحطة لطي صفحة الماضي وفتح باب مستقبل مبني على الأخوة والاتحاد والتعاون من أجل مصلحة بلاد «بابل». عبد الرحمن جعيد