من المنتظر أن تتزين قاعة المؤتمرات التي ستحتضن القمة العربية المزمع انعقادها في العاصمة العراقية بغداد خلال شهر مارس المقبل بجدارية من توقيع الفنان التشكيلي الجزائري محمد طالب، حسب ما كشفه عبد الرحمن جعفر الكيلاني المكلف بالإعلام والاتصال على مستوى السفارة العراقية بالجزائر. وأوضح الكيلاني خلال الحفل التكريمي الذي خص به النادي الجهوي لصحافيي الغرب بوهران بعض الوجوه الإعلامية أن العمل الفني الجزائري سيكون بمثابة الحدث الفني الكبير الذي سيبهر المتلقي العراقي والعربي على حد سواء، مضيفا أن الجدارية ستكون في قاعة مغلقة نظرا لخصوصية اللوحة ومن أجل حفظها من بعض العوامل التي قد تلحق الضرر بها. وفي سياق متصل كشف الكيلاني أن اختيار التشكيلي الجزائري محمد طالب لانجاز هذه الجدارية راجع بالأساس إلى خصوصيته وموهبته في هذا الفن التي أهلته لأن يعد هذا المجسم الذي يعد الأول من نوعه. ويبلغ ارتفاع هذه الجدارية حسب المتحدث تسعة أمتار يزين بها أحد شوارع العاصمة العراقية بغداد، وسيحتوي النصب حسب الكيلاني على مضامين رمزية كبيرة. كما سيحمل هذا النصب في قواعده وامتداداته الطويلة يقول الكيلاني ''تفسيرات لمختلف المراحل التاريخية للحضارة العراقية العريقة الضاربة في القدم، كالأشورية والبابلية وغيرها، وصولا إلى المرحلة المعاصرة، فهذا العمل يعبّر حسب المتحدث عن رؤى استشرافية للعراق. ووصف الكيلاني العمل بأنه اختصار للمسافات بين الشرق والغرب من خلال اللغة الجزائرية، بوصفها لغة إنسانية لا تحتاج إلى تراجم أخرى ''لأنها تحمل خصوصية اللغة الجزائرية المحبة للقلب فتحمل جمالا خاصا قلّما نجد نظيره. هذا وأوضح الفنان محمد طالب أن الجدارية البالغ ارتفاعها تسعة أمتار متكونة من لوحتين كبيرتين كتبت في أعلاها الآية القرآنية ''واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا'' مكتوبة بالخط الكوفي، بالإضافة إلى أشكال متنوعة عبارة عن منحوتات. من جهته ثمن السفير العراقي بالجزائر المبادرة المشتركة بين العراق والجزائر، مثنيا في ذات السياق على جهود الفنان محمد طالب الذي وصف أعماله بالمتميزة، كونها استطاعت أن تجمع بين الكلمة والصورة التشكيلية ''لقد صنع من الحروف العربية لوحة رائعة، والآن يصنع من القمة العربية لوحة أخرى أروع لذا أتمنى أن تكون القمة العربية موفقة. للإشارة وقع الفنان خلال الشهر الفارط بمناسبة ذكرى الفاتح نوفمبر عملا فنيا خاصا بالثورة التحريرية الكبرى، حيث رصد تاريخ الثورة الجزائرية بطريقة تشكيلية عن طريق تجسيد مختلف مراحل الثورة بكامل تفاصيلها وكبرى محطاتها، فضلا عن رصده لمرحلة التطور التنموي.